محمد مزيدكوشنير يقول إسرائيل لا تقبل بوجود قنبلة نووية إيرانية" وهو في معرض تقديم نصيحة " ان تبرم القوى العالمية اتفاقا مع طهران لتجنب هجوم إسرائيلي". هذا الكلام.. وغيره ينطلق من لسان مسؤولين دوليين يصب في حفلة (الكلام) المقامة في ملف إيران النووي.
من الواضح ان الخطاب الإيراني خفت حدته خلال الأشهر الفائتة، وبالتحديد، بعد "ترئيس" نجاد لولاية ثانية، وما شاب انتخابه من تداعيات خطيرة في الشارع الإيراني، قادها الاصلاحيون بزعامة منافسيه مير حسين موسوي وكروبي. تخفيف الحدة، أدى الى قبول حوار طهران مع الدول الست الكبرى في فيينا، وخروج المتحاورين بعدئذ بنتيجة تؤكد ايجابية إيران في الحوار. ومؤخراً قبولها بالمقترحات التي تقدمت بها الدول الست الكبرى كما قالت التقارير انها قد حملت تعليقات ايجابية ستدفع ملف المفاوضات النووي الى الأمام. يجب ان نعتقد ان تأثيرات مجزرة التداعيات في انتخاب نجاد قد أتت أكلها، على ما يبدو في تقديم "مرونة" إيرانية للإسراع في نهاية قضية الملف. ان الوزير الفرنسي الذي يقدم النصيحة لإيران بقبول المقترحات الدولية، لا يقدمها عن فراغ ذلك لان إشعال المنطقة بالحرب، وهي تعوم على خزان كبير من النفط سيحرق الأخضر بسعر اليابس. نعتقد ان إدارة الملف النووي الإيراني بدأ في الآونة الأخيرة ينحو باتجاه العقلنة لإنجاح انساق المفاوضات والتي يبدو انها خرجت من إطار المتشددين الذين يريدون (مواجهة إسرائيل) عبر صنع قنبلة نووية قد تستغرق إيران طويلاً من الزمن حتى تصنعها. زيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى قم حيث الموقع النووي فيها، وقبول إيران مقترحات روسيا بتخصيب اليورانيوم خارج أراضيها، قد يحول مسار التوتر في الملف الى منعطفات أخرى. مما لا شك فيه، ان فقرة قبول إيران اتفاقاً وضعته الامم المتحدة يقضي بأن ترسل كميات من اليورانيوم المخصب الى الخارج لمعالجته، كما صرح بذلك متكي قبل يومين، سيصطدم برغبة المتشددين في المحفل الحكومي الذين يريدون بإيران الذهاب الى تخوم القنبلة النووية. يقول المحللون، ان تصريحات متكي اكثر العلامات ايجابية في اتجاه سير مفاوضات هذا الملف الذي يبدو أنها أتقنت ترويض الزمن فيه.. كما تشاء.
نافذة على العالم: ملف إيران.. إلى أين؟
نشر في: 30 أكتوبر, 2009: 06:13 م