محمود النمراقيم على قاعة اكد في يوم السبت معرض فوتوغرافي للفنان كفاح الامين،الذي اشتغل بمعرضه،هذا على اللون الابيض والاسود وهي دلالات توحي بتشكلات كشف هاجس الفقر والخوف والتهميش،وتسليط الضوء على معاناة الانسان العراقي ،لذلك ظهرت جميع لوحات المعرض تقف على بوابات معتمة ونصف مضاءة،
وحتى الوجوه كانت بنصف دائرة الوجه، وهي ايحاءات ذات قصدية تدرك حجم الخراب الذي ترك اثاره على جميع موجودات الحياة،وحين سألت الفنان كفاح الامين عن ثيمة المعرض.. قال: هذا المعرض هو علاقة الكائن بالمكان ،هناك علاقة جدلية بين الكائن والمكان وهما مرتبطان ببعضهما وهم مكملان لبعضهما واي خراب يصيب الكائن يصيب المكان ولذلك احاول ان اطرح بعض الاسئلة للكائن انه يخرج من هذا الالم والحزن والخراب ومن هذا الرماد من هذا الاشتعال ،وليخرج نحو الشمس نحو النور ،وهي اسئلة والشيء الجميل في هذا المعرض لم يشكرني احد على معرضي هذا ،كلهم يسألون ماالذي تريد ان تقوله في هذا المعرض ؟وهذا شيء يفرحني لاني انا جزء من هذا العالم وجزء من الازمة وجزء من المشكلة ولهذا اريد ان اسمع من الاخرين واسئلتهم تهمني. * ارى في هذه اللوحات نصف وجوه لماذا..؟ - انا احاول قدر الامكان ان اعطي فرصة للتأمل للاخرين ،انا ازيح العناصر الزائدة ،حتى يكون هناك نص بصري مثلما يكون هناك نص شعري ونص روائي واعمالي هي نصوص بصرية ،نص يعبر عن ذاته بالطريقة التي افترضها وهي فكرة مكملة لبعضها ،هناك قصيدة لاتشبه قصيدة وعمل بصري لايشبه عملاً بصرياً، وهي نفس الايقاع مثلما الشعر يختلف عن النثر ،على الاقل احاول ان اترك بصمة خاصة بي حتى يمكنك ان تشير الى ان هذه اللوحة هي الى كفاح الامين ،وهذا ما اتمناه ان تكون لي بصمة بالواقعية التعبيرية. *عذرا اني ارى اللوحة ذات القدمين مشوهة وعلى قدر غير واضح بالتعبير للمشاهد..؟ - هناك الكثير من الاشياء غير مألوفة انا احاول ان اعطيها الفة ،وهذه القدم المشققة فيها خيارات للمشاهد الذي يرى ويضع الاسئلة اذا وضعت قدما ثابتة وجميلة ربما ستعبرها ولكن هذه القدم ستمنحك الاسئلة لماذا وكيف وماذا تعني ،النص الفوتوغرافي عندي انا يحيلك الى مناطق الاسئلة. *ارى في جميع اللوحات عتمة وخيالاً وعدم كشف الضوء،هل كان هذا ضمن قصدية..؟ -الى حدما هو قصدية واثارة التساؤل ،انا اريد الرائي ان يتساءل ويبحث عن السؤال وهذا هو المهم لي ،فانا لااعطي اجابات انا مشمول ايضا بالاسئلة. -وقال الفنان الفوتوغرافي محمد عزيز الجاف ان هذا هو المعرض الاول الذي اشاهده الى الفنان كفاح الامين ،والذي شدني الى هذه الاعمال هو التفرد في الموضوعة والفارق الذي بيننا وبينه ،هو يمتلك رؤيا خاصه به وهذه ليست موجودة عند كل فنان فوتوغرافي او مصور، ولديه بعد اكثر من الاخرين وخاصة في اللونين الاسود والابيض. -واكد الفنان التشكيلي كريم جبار ان هذا الفنان هو مثقف شامل وهذه الاعمال شكلت لي وللاخرين مفاجأة ،وهي قيمة لايمكن ان يبلغها اي انسان يمتلك كاميرا وهو فنان بمستوى الفنانين التشكيليين الكبار،وهناك اعلان قديم الى كوداك تقول ان للاسود والابيض مكانتهما الخاصة ،ونحن ربما عندما نحلم يكون بالابيض والاسود. -كما رأى الفنان المبدع فؤادشاكر ان هذا المعرض له خصوصية متفردة ونادرة ويوحي لي بان الفوتوغراف يستعيد عافيته الابداعية والفنية والانسانية في هذا الظرف العصيب الذي ظهر فيه فوتوغرافيون لايعرفون خصائص الالة ويصور كيفما اتفق،وهذا المعرض جاء لتصحيح المسار الفوتوغرافي ،وكفاح اشتغل على انقاض المحيط البيئي بذكاء وانحياز عظيم ،ولعل هذه الاماكن هي التي ولد فيها وقضى فيها طفولته وشبابه، وحينما عاش في المنافي مثل اوكرانيا والمانيا ولما عاد الى بغداد شده الحنين الى هذه الاماكن الذي يبدو فيها الانسان مقهورا ومنتزعاً ومنفي واشتغل على هذه الثنائية وهي ثنائية الواقع البيئي وتوغل الى ابعد نقطة قلما ينوشها الضوء واستطاع بعدسته الذكية ان يعبر عن انسانيته من خلال هذا المعرض وتلك اللوحات.
على قاعة اكد.. كفاح الامين في وهم المكان
نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 04:34 م