وديع غزوان بقيت القضايا العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم هاجسا يقض ويؤرق المواطن العراقي سواء كان في بغداد ام أربيل ام دهوك أم البصرة ام الانبار، ورغم محاولات بعض الأطراف اللعب بخبث على هذه الورقة والصيد بالماء العكر،
الا ان الحقيقة الراسخة التي لا يختلف عليها اثنان هي المصير المشترك الواحد الذي يجمع كل العراقيين بمختلف مكوناتهم، حقيقة يؤمن بها الجميع وقد أكدها رئيس حكومة إقليم كردستان السادسة برهم احمد صالح تحت قبة البرلمان في أحاديث صحفية عندما قال بشكل لا لبس فيه: الفيصل لحل جميع الإشكالات بين الإقليم والحكومة الاتحادية في بغداد هو الدستور، وذلك من اجل مصلحة البلد والعراقيين بضمنهم الاكراد وكوننا نشترك في مصير واحد. ولا نجانب الحقيقة ولا نبالغ اذا قلنا ان المواطن في كردستان مثل اي مواطن اخر في الجنوب والوسط يحرص ويتوق الى حل سريع لما يطفو من وجهات نظر خلافية بين الفينة والأخرى، كونه يعي بفطرته النظيفة التي جبل عليها ان من مصلحة العراق الديمقراطي وتجربته السياسية الجديدة الاحتكام الى الدستور لوضع حد لهذه الإشكالات التي لا يستفيد منها سوى أعداء العراق. ما يؤسف له ان بعض الأطراف ما زالت تنظر للمسألة بعقلية الغالب والمغلوب فيتصور او يتوهم بقصد او بدونه ان قوة الإقليم إضعاف للمركز او العكس عند البعض الآخر، فيقفز ويتجاهل الكثير من حقائق التاريخ القريب وليس البعيد الذي يشير الى حقيقة ان الأكراد كانوا ومازالوا اكثر تمسكا بالعراق وحرصا على مصلحته ووحدته من أطراف ارتضت لنفسها ان تكون منفذة لأجندات خارجية لا تمت الى العراق بصلة، بل كانت احد الأسباب الرئيسية في تعطيل مشواره الديمقراطي . وعلى مر التاريخ كانت حركة التحرر الكردية جزءاً فاعلاً وأساساً من حركات التحرر الوطنية وقدمت التضحيات الجسام على طريق الاستقلال والتحرر. لا نريد هنا ان نغوص كثيرا في مناقشة القضايا ولا نقول المشاكل العالقة، بل نسعى الى تأكيد قضية أساسية وهي ان ضرورات المرحلة تتطلب الارتفاع الى مستوى المسؤولية ومناقشة نقاط الخلاف والتباين في وجهات النظر بروحية العراق الواحد لان أعداء العراق يتحينون الفرص لإفشال التجربة الديمقراطية والانقضاض عليها. تصريحات البعض مازالت مهما تسترت بشعارات فضفاضة يشم منها روائح كريهة وهم يسعون كلما اقتربت وجهات النظر لافتعال أزمة ما، وكما نوه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني (ان ما يجري يحصل بأيد خفية، وان جميع المشاكل والمتعلقات لابد من ان تحل وفق الدستور). يحدونا الأمل ونحن نعيش أفراح تشكيل الحكومة الجديدة للإقليم ان نتلمس خطوات عملية تقرب بين وجهات نظر الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.. مرحلة ابرز ملامحها وجود تنسيق وتفاهم بين الطرفين من اجل مصلحة العراقيين وهي واحدة ولن يكون هذا صعباً او مستحيلاً اذا ما توفرت النية الحسنة.. فمصلحتنا واحدة ومصيرنا مشترك.
كردستانيات: مصلحة واحدة ومصير مشترك
نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 06:45 م