ترجمة / المدىبعد موافقة الكونغرس الاميركي مؤخراً على منح باكستان 7.5 مليار دولار سنوياً، فوجئت إدارة اوباما برد الفعل الفظّ من قبل الجانب المستلم، فقد اهتاج السياسيون المعارضون في باكستان حول "الاستعمار" و"الامبريالية" كما تحدث العسكريون بغضب للاهانة التي وجهت نحو السيادة الوطنية والتي تضمنتها الشروط الملحقة بالمساعدة
وكان الغضب موجهاً بشكل خاص نحو الخطط الاميركية لانفاق اكثر من 800 مليون دولار لبناء سفارة جديدة محصنّة الى حد كبير في اسلام آباد ، تقوم بحمايتها جهة أمنية خاصة. إن انشطة الجهات الامنية الخاصة في العراق وعلى الاخص بلاك ووتر، قد اكتسبت سمعة رديئة جداً في العالم الاسلامي. وقال احد الباكستانيين: شاهدنا حواراً في التلفزيون حول اميركا ونيتها في احتلالنا..فكيف لانصدق ونحن نسمع ان بلاك ووتر تخيم في مدننا، من دون التقيد بقواتنا ، ومئات من افراد المارينز على ارضنا ، يسمح لهم بالدخول والخروج بلا فيزا، واخيرا السفارة الضخمة الجديدة للولايات المتحدة والتي ستكون مثل بنتاغون مصغّر. وعلى الرغم من هذه الشكاوى ، فان خطة اميركا ماضية. وهي تتضمن 405 ملايين دولار لسفارة في اسلام اباد ،111 مليون دولار بناء مساكن لـ 330 من العاملين ، ووحدة سكنية جديدة تكلف 197 مليون دولار، اما في بيشاور فان اميركا تريد شراء الفندق الوحيد، فئة 5 نجوم ، وتحوله الى حصن مدور للشؤون الدبلوماسية. وتقول اميركا: ان هذه الامور مطلوبة لان المباني القديمة اصبحت غير آمنة، كما ان باكستان ستشهد حركة قوية من توجه المدنيين الاميركيين ، حسب توجيهات اوباما، الى البلاد، ولكن التوسع الاميركي في اسلام اباد، يشبه ذلك الذي حصل في عواصم اسلامية اخرى، فبعد الهجوم على سفارتيها في نيروبي ودار السلام ، فتحت الولايات المتحدة 68 سفارة جديدة لها منذ عام 2001، ولها 29 اخرى قيد التأسيس ، اما المبلغ الكلي الذي انفق على انشاء تلك السفارات ، فبلغ 17.5 مليار دولار. وفي تلك المباني التي توزعت في كابول، بغداد، القاهرة، وفي مدن حليفة مثل لندن وبرلين ، تبني واشنطن وتحصن او توسع وتكسو جدران سفارات هي اشبه بالحصون لتكون مراكز للاستخبارات وجمع المعلومات ، فيما وراء البحار. ان هذه القلاع الجديدة ستكون بالتالي منقطعة عن سكان تلك المدن، بانعزال الدبلوماسيين الاميركيين. وفي حديث لوزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في شهر تموز، اكدت ان الحاجة اليوم للاتصال المباشر مع دول اخرى، من القعر وحتى القمة، مضيفة: ان الوصول الى الناس سيشجعهم على التعاون معنا، وربط اواصر الصداقة مع حكوماتهم ومعهم اكثر. كلام يبدو معقولاً ، ولكنه ليس ذلك الذي يسمعه الناس في اسلام آباد ، ان اميركا عندما تتحدث الى الباكستانيين ودول اسلامية اخرى تبدو وكأنها تصيح من فتحة قلعة حصينة. عن الغارديان
مجمعات سكنية وسفارات تتحول إلى حصون أميركية
نشر في: 31 أكتوبر, 2009: 07:37 م