ميسان/ محمد الرسام (وعي التأسيس ) هو عنوان الكتاب الجديد للشاعر والناقد جمال جاسم أمين الصادر عن مركز الأمام الصادق الثقافي في ميسان والكتاب كما نوه له المؤلف في عنوان فرعي هو ,مكاشفات نقدية لتأصيل مشروع (البديل الثقافي ) ذلك المشروع / البيان الذي أطلقه أمين أواسط العام 2005 وأسس له مجلة فصلية بالاسم ذاته يتواصل إصدارها متحديا المعوقات المالية .
بعد مقدمة أستهلالية تضمنت دوافع ومبررات مكاشفاته النقدية وضرورة تبني المثقفين والمؤسسات لثقافة المكاشفة كخطوة أولى على طريق تأسيس المشروع الثقافي البديل لثقافة الأستبداد والعنف التي وسمت مشاريع ما قبل التاسع من نيسان/2003،وزع الكاتب مدوناته على ثلاثة اقسام جاء الأول تحت عنوان فهرس التصدعات الذي تضمن عدة مقالات : الثقافة التبريرية وأزمة التاسيس/ ظاهرة تخوين المثقف/أزمة ثقافة الأحتجاج/الثقافة العراقية وشيوع منطق الصدفة/ الأكاديميات العاطلة/ظاهرة تمدد الأدب الشعبي/ المديح السائدنقص في ثقافة الحقيقة/ثقافة المركزيات/نرجسية المثقف وأزمة الأعتراف/نكسة الحداثة/ أزمة مرور الثقافةوسلطة التسويق/هجرة النصوص العراقية وظاهرة الأدب المغدور/استبصار اخير. في القسم الثاني الذي حمل عنوان مكاشفات نقدية تطرق المؤلف الى : الثقافة العراقية وسلطة الخرافة/ الجسد بوصفه إشكالا ثقافيا/ مفهوم الوعي النقدي الضدي/ندرة أنتاج المعنى ووفرة الأستهلاك . فيما تضمن القسم الأخير من الكتاب والذي عنونه الكاتب بالبديل الثقافي رسالة ورؤية ،ثلاث مقالات بعناوين : الفرجة على الذات/ البديل الثقافي- بيان تأسيسي/ المقص والمصيدة. مركز الأمام الصادق الثقافي أحتفى بالكتاب والكاتب عبر إقامة أمسية ثقافية تحدث في مستهلها جمال جاسم امين بشكل مكثف عن ثيمة الكتاب الذي سبق وأن نشر بعض العناوين الفرعية التي تضمنها في الصحف العراقية أعقبه الناقد صادق ناصر الصكر الذي قرا ورقة أشاد خلالها بالكتاب مشيرا الى خصوصية المؤلف في أطروحاته التي صاغها بلغة مبتكرة ليضيء زوايا جديدة في ثنايا الثقافة العراقية ومشاكلها . لتشهد الأمسية بعدها نقاشات ومداخلات من قبل جمهور المثقفين والأدباء الحاضرين. المدى ألتقت في ختام الأمسية بمؤلف ( وعي التأسيس) وسالته إن كان متفائلا بأن تجد دعوته للمكاشفة قبولا من لدن بعض النخب والمؤسسات الثقافية التي تستمد ديمومتها من نسغ العطف الرسمي ورضى المنظومة الأجتماعية وأيقوناتها المقدسة ، فأوضح قائلا: -- الوسط الثقافي لدينا حديث عهد بثقافة المكاشفة وفي هذا الكتاب محاولة لتفعيل ثقافة النقد والأحتجاج او ما اسميه بثقافة المكاشفة ، مكاشفة العيوب النسقية في الثقافة العراقية . بالتأكيد هذه واحدة من مظاهر ثقافة ما بعد التغيير فنحن لم نتعود طيلة الفترات السابقة على أننا نلقي ضوءا كاشفا على أنماط إدائنا الثقافي الذي كان نمطيا ومكرورا. قد يرى البعض أن ما جاء في هذا الكتاب جرأة على الفضاء الراكد , وهل ينبغي أن نستسلم لهذا الفضاء خوفا من الجرأة ؟ الجرأة هي فحوى التاسيس الذي نتوخاه ولا نريد أن نجتر ما هو مؤسس سلفا .لقد قلت في الكتاب أن لدينا تاريخا من المشاريع الثقافية وصفتها بالميتة ، ثقافة المشروع بالنسبة للثقافة العراقية والعربية عموما تعاني إنتكاسات كبيرة من بينها أصطدامها بمفهوم التحول الذي ترفضه المنظومة الأجتماعية ، قطعا لهذه المنظومة عاداتها وأفكارها وتكلساتها الخاصة لذا فثقافة التحول تشكل صدمة مضاعفة لهذه المنظومة ولكن على المثقف أن يأخذ دوره الريادي في أن يفكر ويعلي صوته بأتجاه التحول لا الثبات. * ألا تعتقد بأن كثر من النمطيين المتنفذين في المنظومات المهيمنة ، سيرون في بعص أطروحاتك التي تضمنها الكتاب تهديدا لمفاهيمهم وبالتالي لمصالحهم ؟ -- نحن لسنا راديكاليين بالمرة لنحاول قلب الطاولة على الجميع ، ولكن علينا أن نتسائل وثقافة السؤال ليست عيبا كما أنها ليست تهدبدا لأي أحد . وإن من يخشى من ثقافة السؤال فإنه بالتأكيد يمتلك عيوبا كثيرة ويعتقد أن السؤال الثقافي والمعرفي يطاله ويهدده ، وإذا كان السؤال يشكل تهديدا بحسب هؤلاء فهذا هو اقسى أنواع القمع الثقافي.
جمال جاسم أمين فـي (وعي التاسيس).. اقتراح مشروع بديل
نشر في: 1 نوفمبر, 2009: 04:56 م