يوسف فعل تستعد المنتخبات الوطنية للمنافسات الدولية بصورة تختلف عن استعداداتها للمباريات التجريبية او البطولات الودية حيث يسعى المدربون الى تهيئة أفضل الأجواء للاعبين لتحقيق النتائج المرجوة منهم في تلك المنافسات في واحد من أهم التصريحات بشأن الاستعدادات الأكثر علمية جاءت على لسان مدرب المنتخب الفرنسي دومنييك الذي قال: (ان علم النفس وادارة الأعمال من الأشياء التي يجب توفرها لنجاح المنتخبات
عند مواجهاتها القوية والحاسمة وهذا ما اعمل حاليا لقيادة المنتخب الفرنسي الى نهائيات جنوب أفريقيا 2010 )، ان الوضع مختلف في معسكر منتخبنا الشبابي لكرة القدم عما ذكره دومنيك الذي أصبح على بعد خطوات لخوض منافسات التصفيات الآسيوية المؤهلة الى الأدوار النهائية لبطولة أمم آسيا التي ستقام في دبي ، وتنقص منتخبنا بعض المتطلبات الضرورية كي يؤدي اللاعبون ما مطلوب منهم في المباريات ويحصدوا ثمار تعبهم طوال السنوات الماضية بالتأهل الى النهائيات وإسعاد الجماهير. ان غياب مشرف المنتخب هادي جواد عن الحضور في البروفات النهائية لتدريبات المنتخب ومبارياته التجريبية برغم مرافقته المنتخب منذ فترة طويلة استطاع خلالها تذليل الكثير من الصعوبات التي اعترت طريق المنتخب وأحدثت فراغا كبيرا من الصعب تعويضه من مدرب المنتخب حسن احمد لان واجبه فني بحت والمباريات بهذا الحجم تتطلب توزيع المهام بإجادة تامة يعمل فيها الجميع بمهنية وإخلاص كخلية نحل بعد ان يتم الاتفاق على آلية العمل الواضحة والسبل الكفيلة بالنجاح لان إدارة الأعمال كما صرح المدرب الفرنسي دومنييك من أهم أسباب تحقيق الإنجاز الرياضي في البطولات الكروية الكبرى. كما ان العامل النفسي وإعداد اللاعبين بصورة علمية لدخول التصفيات بروح متقدة ورغبة جامحة للفوز في المباريات تحتاج الى خبير بعلم النفس يعرف كيف يدير أدواته ويشعر اللاعبين بأنهم يمثلون الوطن في المنافسات الدولية لرفع الروح المعنوية لديهم كي تعوضهم غياب دور اتحاد الكرة بتفقد المنتخب وتلبية احتياجاته لانشغال أعضاء الاتحاد بالأمور الانتخابية ودهاليزها لاسيما ان لاعبينا من السهل تحفيز الجانب النفسي لديهم في حالة تواجد الطبيب الماهر الذي يجيد العزف على وتر العامل النفسي من غير المبالغة، وهذا الدور ليس بالضرورة ان يجيده مدرب المنتخب الذي أعلن تذمره في الآونة الأخيرة من بعض الأمور الجانبية المحيطة بإعداد المنتخب في وقت كان عليه تداركها مبكرا والابتعاد عن تلك التصريحات التي تؤثر على معنويات اللاعبين والعمل على شحن لاعبيه الشباب بجرعات معنوية عالية لتسهيل مهمتهم في تطبيق الواجبات التكتيكية التي تضمن الوصول الى مبتغاه وتحقيق الفوز في المباريات. ان تجاهل اتحاد الكرة منتخب الشباب لا يمكن السكوت عليه سيما انها مسؤولية كبيرة لان التاريخ يدون ويخزن في ذاكرته أصحاب الانجازات وليس الخلافات والمهاترات بشأن انتخابات الاتحاد الجديد فضلا عن ان التصفيات ستقام في ملاعبنا وبين جمهورنا وهذه ميزة يجب علينا استثمارها بالشكل الأمثل من خلال تدارك أخطاء الماضي والسعي الى توفير الجانب النفسي وتهيئة الأشخاص القادرين على إدارة أعمال المنتخب الشبابي بطريقة محترفة تسهل من مهمتهم في اجتياز منافسيهم وتمثيل كرتنا في النهائيات الآسيوية. yosffial@yahoo.com