TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > جريمة في مديرية التحقيقات الجنائية

جريمة في مديرية التحقيقات الجنائية

نشر في: 1 نوفمبر, 2009: 06:30 م

بغداد/ ايناس طارقوصل اركان جهاد الى بيته في سامراء ، ولكنه كان مغلفا بصندوق خشبي وملفوفا بالعلم العراقي، تسبقه انات وحسرا ت. في الحادية عشرة ليلا وفي مديرية التحقيقات الجنائية بينما كان التحقيق جاريا مع شقيق الارهابي الذي فجر شاحنة مفخخة في احد العراق الدامي الذي راح ضحيته المئات من الشهداء والاطفال والنساء،
 استغل المجرم فترة استراحة غادر فيها احد المحققين غرفة التحقيق، ليترك اركان مع المتهم المقيد بقطعة من البلاستك ،وبعد ذلك وبينما اشعل الحارس سيكارة، قام المتهم بقطع القيد المتهرئ ورمي نفسه على الحارس واستولى بخفة على البندقية لينفذ جريمته. كان المتهم ضخم الجسد وطويل القامة ، ومع هذه الامكانات البدنية اوقع الحارس ارضا واتجه نحو الرائد اركان وقتله ومن ثم جرح الحارس لينتحر في نهاية المطاف، وتكون الجريمة.. جرائم. وصل الجثمان الى دار الرائد اركان في سامراء، مصحوبا بالمشيعين الذين تقاطروا ليشاركوا عائلته حزنها على الفقيد، نظر الجميع الى بعضهم، وتبادر السؤال: أي اناس نقاتل ولنعد العدة ونحصن دوائرنا كي لانعطي ضباطنا وجنودنا ضحايا؟ اركان الشهيد، نموذج واضح على تفاني الارهاب لعودة الظلام الى البلاد، بعدما عاد النور اليها من جديد. يوم اخر يشرق على مديرية التحقيقات الحنائية خاليا من المحقق اركان، ليظهر في هذا المكان مؤشر جديد لجريمة جديدة لم يكن ابطالها ابرياء، وانما مجرمون من الدرجة الاولى، قبل التحقيق وقبل كل شيء يرتكب المجرم جريمته النكراء، ثم يعاود الكرة ويقترف جرما اخر يضاف الى ارقام ضحايا تفجيرات الاحد الدامي. امر لامفر منه، يجب ان نطلق تسمية (المقاومة) على قواتنا الامنية لانها تتحمل ظلم القاعدة ومن لف لفها وهي لا تستطيع الحركة لانها مقيدة بالقوانين الدولية وحقوق الانسان وغيرها من تسميات الدفاع عن المجرمين، التي عرضت اركان وزملاءه الى الموت المجاني. حدث هذا الشيء في بغداد وهو من تداعيات تفجيرات الاحد السوداء، المدينة في يومها لفها الحزن لتضيف شهيدا اخر من رجالها، الذي عطر وجهها الممتلئ بالتفجيرات والموت. لقد اعطى اركان حياته ليعطي للارهاب تسمية اخرى تضاف الى اسمائه الوسخة وعطاياه غير المحمودة ، منتصف ليل الجمعة كان اركان على موعد مع الجلادين وهم في قبضة العدالة ،اعداء الحياة الظلاميون الذين جاءوا بالتخلف رمزا لهم والدماء سمة لوجوههم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram