بغداد/ بشير الاعرجي تفاجأ مراجعو الدوائر الحكومية بعدم حضور موظفي الوزارات الى مقار عملهم، وظنوا ان يوم امس الاحد، عطلة رسمية، او ثمة تهديد ارهابي اسكن الموظفين بيوتهم دون حراك. لكن ظنونهم تلك تبددت مع وصول اول طلائع الموظفين الى دوائرهم، وعقارب الساعة تشير الى العاشرة صباحا،
خاصة لمن يسكن صوب الكرخ في بغداد ويتنقل عبر سيارات النقل الخاص الى الجزء الثاني من العاصمة، وسبب التأخير هذا، قطع الطرق الرئيسة لاغلب شوارع العاصمة، ومنها المؤدية الى معرض بغداد الدولي، حيث تم افتتاح دورته السادسة والثلاثين يوم امس، بحماية امنية كبيرة فقد نبّهت انفجارات الاحد والاربعاء الداميين الى خطورة حال البلاد قبل الانتخابات. التفاوت الزمني بين وصول المراجعين والموظفين الى مكان العمل، هو ان القسم الاول غالبا ما يفترش الارصفة المطلة على الدوائر في ساعات الصباح الاولى قبل ان يصل الاخرون، بانتظار الدخول وانجاز المعاملات، واختزال الوقت لاكمالها فيما بعد، بدائرة اخرى ومكان اخر، فيما برمج القسم الثاني وقتهم للحضور قبل الثامنة صباحا بدقائق، حيث تبدأ ساعة الحكومة بالعدّ حتى الثمانية، وهذا لم يحدث امس، ولن يحدث خلال المستقبل المنظور. قطع الطرق الرئيسة في بغداد ساعة الذروة، وعدم وجود بدائل لحركة المركبات سوى العودة الى مكان الانطلاق، كان العنوان الابرز لبداية الاسبوع، والذي تميز ايضا بمسيرة راجلة، شارك فيها الرجال والنساء، وطلبة المدارس للوصول الى المبتغى، لكن سرعان ما تحولت بوصلة الاقدام لاغلبهم نحو المنزل، لان بداية النهار مكتظة، فكيف ستكون نهايته. تبديد وقت العراقيين، من خلال اجراءات امنية اعقبت التفجيرات الاخيرة، اشّرت عدم الاكتراث بعقارب الساعة او اهمية الالتزام بتوقيتات العمل، المهم ان تبدو العاصمة مؤمنة، وان تدجج شوارعها بالسلاح، والسيطرات الامنية بغض النظر عن فعاليتها او كفاءة منتسبيها. وبحسب ما يردده المتنقلون عبر الطرق، فانهم دائما ما يؤكدون ان ضباط السيطرات هم من يوجهون منتسبيها بخلق الزحام في نقاط التفتيش لسبب مجهول، فاذا كان هذا الكلام صحيحا، فأن النقاط تلك ستكون صيدا سهلا للسيارات الملغمة، وتوقع اضعاف الضحايا مقارنة بالوضع الطبيعي للشارع، اما اذا كان العكس، فهذا الامر سيكون مؤشرا على ضعف وعدم متابعة كبار الضباط لمنتسبيهم في شوارع العاصمة، وهو المرجح، والا فبماذا سيكون رد الضباط على انشغال عناصر السيطرات باجهزتهم النقالة والنظرات اللاهثة التي تسقط على وجوه ومفاتن النساء، وخلف هذا المشهد، المئات من السيارات المتوقفة بانتظار المرور، واناس يسيرون في خطوات متعبة، وبينهم من يريد الانفجار انتحارا؟
عرقلة السير ونقاط التفتيش.. إجراءات غير مبررة لحفظ الأمن
نشر في: 1 نوفمبر, 2009: 06:32 م