تعتبر مادة أفلاتوكسين من السموم الفطرية التي تنتجها الفطريات (المسببة للعفن) على الفواكه الجافة والحبوبيات. في حال استهلاك هذه المنتجات الغذائية، التي أصيبت بهذه السموم، بكميات كبيرة فان المستهلك غالباً ما يُصاب بسرطان الكبــد. اليوم،
يفيدنا الباحثون في جامعة كاليفورنيا أنهم اكتشفوا بروتيناً يتحكم بإنتاج هذه السموم الفطرية ما يمهد الطريق أمام البحث عن عدة طرق لحماية صحة الإنسان من هذه المادة لدى تناول الطعام. في الدول النامية، ثمة الملايين من الأشخاص المعرضين يومياً لكميات هائلة من مادة "أفلاتوكسين"، في أغلب الأوقات، تكون مستويات هذه المادة أعلى بمئات المرات مقارنة بتلك الآمنة صحياً. يذكر أن العدوى بالفطر، الذي يفرز هذه السموم ويستوطن الفواكه والحبوبيات خصوصاً، يمكن أن تحدث قبل أو أثناء أو بعد الحصاد الزراعي أو حتى أثناء عملية التخزين. في دول كما الصين وفيتنام وجنوب أفريقيا فان التقاط مادة "أفلاتوكسين" وتسربها الى داخل الجسم من شأنه زيادة الطين بلة بالنسبة لأولئك المصابين بالتهاب الكبد من نوع "ب". فزيادة خطر إصابتهم بسرطان الكبد ترتفع لديهم 60 في المئة تقريباً. وتنوه الدراسات الحديثة بأن هذه السموم الفطرية تتداخل في وظائف جين، معروف باســـــــم "بي 53"، يلعب دوراً وقائيــــاً بالجســم. هكذا، تهدد مادة "أفلاتوكسين" وظائف نظام المناعة المكتسبة بالجسم، من جهة، وتؤثر على النظام الأيضي، من جهة أخرى، ما يسبب ظهور حالة من قلة التغذية الحادة التي تكون بحد ذاتها الطريق نحو ولادة الأورام الخبيثـــــة. من جانبهم، اكتشف الباحثون الأميركيون بروتيناً، يدعى "بي تي"(PT)، يلعب دوراً طليعياً في إنتاج مادة أفلاتوكسين لدى الفطريات المسببة للعفن، لذلك فإننا اليوم أمام استراتيجية تعالج هذه الفطريات، بدلاً من الإنسان، عن طريق إسكات أنشطة الجين "بي تي"، عادة، تُستعمل المبيدات الكيماوية لقتل هذه الفطريات السامة، بيد أن فئة من هذه المبيدات أخطر على صحة الإنسان من ابتلاع هذه السموم الفطرية بطريقة غير إرادية!
كيفية الحماية من السموم الفطرية
نشر في: 2 نوفمبر, 2009: 04:36 م