اربيل/سالي جودتليس بالغريب ان تزدهر الموسيقى ويزداد الاقبال على تعلم العزف على آلاتها المختلفة , فلقد عرفت مدن اقليم كردستان الفن منذ القدم و نشأ وترعرع بين احضان الجبال وربيع الخضرة. اليوم لم يعد فن الموسيقى مقتصرا على شريحة واحدة من المجتمع،
فبعد ان كانت الموسيقى تخص الفنانين وذوي الميول الفنية , تعدتهم في اربيل لتصل الى مختلف الشرائح والفئات العمرية , وكانت النتيجة انتشارا واسعا لمكاتب تعليم الموسيقى التي يتوافد اليها مختلف شرائح المجتمع ليتعلموا العزف على الالات الموسيقية الحديثة والقديمة. وفي زيارة لاحد المعاهد الخاصة بتعليم الموسيقى التقت المدى بعض المتدربين حيث تحدثت اولا بهار خوشناو موظفة فقالت: منذ صغري وانا احب الموسيقى وكنت اتمنى منذ سنوات ان التحق باحد المعاهد الا ان المجتمع الكردي التقليدي نظرته للمرأة وللفن ضيقة فلم استطع حينها الالتحاق , اما الان بعد التطور والتقدم وزيادة وعي المجتمع تمكنت من تحقيق ما كنت اتمناه , وقد استطعت تنظيم وقتي مابين العمل والمعهد والحمد الله الوقت الذي اقضيه في المعهد مناسب جدا , اما نوع الالة الموسيقية التي اتعلم عليها فهي البيانو التي اجدها رقيقة وتناسب المرأة لما فيها من نغمات شجية تخفف عبء متاعب اليوم. اما بديمان طاهر مدرسة فتقول: قد يستغرب البعض وجودي هنا , الا اني لا اجد غرابة في ذلك ففي داخل كل فرد رغبة اوهواية يحب ان ينميها ,وهذا ما جعلني انضم الى هذا المعهد , فقد كانت رغبتي العزف على الة الكمان , و تعلمت ذلك اضافة الى تعلمي النوطات الموسيقية. ويشيرفرهاد صادق الى رغبته في الدخول الى كلية الفنون الجميلة قسم الموسيقى وقال: انا احب العزف خصوصا على العود واجد فيه الاصالة الشرقية , والمعهد جعلني اجيد العزف , و على كل شاب ان ينمي مواهبه، فالموسيقى والرياضة والقراءة والرسم جميعها تبني شخصية الفرد وتؤهله لتقديم عمل نافع ينمي قدراته. زه ردشت امين مهندس يقول: وقتي اقضيه بممارسة هوايتي وهي العزف على الة القيثارة رغم ان عملي مرهق ولكن حبي للموسيقى هو البلسم لتهدئة انفعالاتي , واجد في هذا المعهد المعلومات الكثيرة التي تنمي موهبتي وتزودني بمعلومات نافعة , وانا اذهب الى المعهد برفقة ولدي كاميران وهو طالب في الصف الثالث المرحلة الاساسية , فهو يحب الموسيقى والعزف خصوصا على الة الاورك. ورغم بلوغ بيستون احمد 59 عاما الا انها تجد متعة في تعلم العزف وتقول:الموسيقى وبالذات العزف لاتحدد بالعمر انما هي هواية , وهوايتي العزف على الة القانون لبعض المقامات التركمانية التي تسمى الخوريات , حيث كنت استمع للمقامات واحاول مع نفسي عزفها الا انني لا انجح , لذلك كان هذا المعهد مساعدا لي في التعلم الصحيح. الان باستطاعتي عزف اصعب المقاطع من دون تردد , فالموسيقى غذاء الروح والفكر. هيرو سديد محامية تقول: من هواياتي المفضلة العزف والرسم , ورغم انشغالي الا اني لااهمل هواياتي. فلقد التحقت قبل فترة بمعهد لتعليم الرسم والان التحقت بمعهد لتعليم العزف. أجد ان الموسيقى والرسم وجهان لعملة واحدة واحدهما مكمل للاخر , ومثل هذا المعهد امر ضروري بالنسبة للهواة والراغبين في التعلم , وقد يشكل حافزا لاكتشاف مواهب مدفونة عند البعض , وانه لايقتصر على فئات عمرية معينة , فهناك العديد من الفئات التي اراها في المعهد وهم يتلقون المحاضرات بكل انصات وانسجام , وهذا يدل على تطور وتقدم الوعي عند المجتمع الكردي , والفضل يعود لاهتمام الحكومة ودعمها للكثيرمن المعاهد والمنظمات واقامة الدورات. نوفل استاذ في احد المعاهد الخاصة بتعليم الموسيقى تحدث قائلا: معهدنا خاص بتعليم العزف على الالات الموسيقية المختلفة الشرقية والغربية , وان الدراسة في المعهد تقسم الى الدراسة النظرية والعملية. هناك من يرغب فقط بالتطبيق العملي , واخرون يرغبون بالدراسة النظرية التي تشمل النوتات , والمقاطع الموسيقية , مع التطبيق العملي. وجميع المشاركين من فئات عمرية تتراوح بين 7-50 سنة , ومنهم الطلبة , والموظفون واساتذة الجامعات والمهندسون. اما عن فترة الدورة فقال: تختلف باختلاف استيعاب المشارك. فهناك من يتأهل ويكون متمكنا بفترة وجيزة تتراوح ما بين 7-10 ايام وهناك من يستمر اسبوعين اواكثر وقد تصل احيانا الى ستة اشهر , ولا يجوز للمشارك ترك المعهد من دون اجتياز الدورة وبكفاءة ,وان لكل مشارك استاذا خاصا. لذلك قسمت الفترات الزمنية نتيجة لاقبال المشاركين المتزايد. وتابع بقوله: بالنسبة للاجور فهي متباينة نسبيا حسب نوع الالة الموسيقية التي يختارها المشارك , فمثلا الكيتار اجوره 250 الف دينار, الكمان 300 الف , البيانو والاورك 350 الفا وهكذا لبقية الالات , واكثر الالات التي يزداد الاقبال عليها هي الاورك , الكيتار , العود ,والكمان.