TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > الظاهرة الأكثـر بروزاً فـي الأسواق .. اللحوم المذبوحة محلياً وبديلتها المستوردة فـي

الظاهرة الأكثـر بروزاً فـي الأسواق .. اللحوم المذبوحة محلياً وبديلتها المستوردة فـي

نشر في: 2 نوفمبر, 2009: 05:11 م

تحقيق/ آمنة عبد النبي تنافس محموم يحركهُ الذوق والجودة ورخص الأسعار ما بين اللحوم المذبوحة محليا ومنافستها المستوردة أصبحت ملامحه واضحة على مائدة العائلة العراقية التي لا يمكنها الاستغناء عن وجبة اللحوم باعتبارها الوجبة الشهية التي تضيف لأطباقها نكهة الطعام.
 تاجر جملة اللحوم المستوردة في علوة جميلة محمد علي كان اول من قصدتهم (المدى الاقتصادي) للسؤال عن سر الاكتساح الذي شهدته اللحوم المستوردة على حساب المذبوحة فقال : اللحوم المذبوحة تفوق أسعارها على المستوردة بأضعافها ، فلحم العجل المحلي بمقدار اثني عشر ألف للكيلو الواحد والغنم بخمسة عشر الفاً، في حين ان لحوم الغنم الهندية تبلغ أسعارها الخمسة آلاف، حيث ان هذا الفرق في السعر وما يمثله من ترشيد اقتصادي للعائلة العراقية، وبالنسبة للتذكية والمنشأ فيمكن القول بأن البعض يهمه ان يتأكد من طريقة ذبحها وبالمقابل فهنالك من يأتي الينا دون ان تهمه طريقة الذبح وانما المهم هو السعرفمقدار قيمة فخذ الكفيل تبلغ الفين وستمئة بينما يبلغ سعر الفخذ الأمريكي الف واربعمئة ويمكن القول بأن الرواج اليوم أصبح من حصة اللحوم الهندية فهنالك ما يقارب الثلاث عشرة شركة لإنتاج أنواع ومختلف اللحوم ومن ثم تأتي بالمرتبة الثانية اللحوم البرازيلية وحالياً يتم الإعداد عراقياً لإصدار ماركة للحوم باسم أنوار كربلاء بالتعاون مع المؤسسات الدينية وبالاتفاق مع شركة (ايل) الهندية. الذبح مجهول المصدر صاحب تجهيزات الرحمن (جاسم خريبش) لبيع اللحوم والمواد الغذائية عبّر من جانبه بالقول: الأمر لا ينفصل عن كونه مرتبطاً بمقدار دخل الفرد العراقي المحدود باعتبار ان المحلية ذات أسعار مرتفعة جداً قياساً الى المستوردة، إضافة الى مجهولية مصدرها في حين ان المستوردة معروفة المصدر لاسيما بعد ان تبنت جهات دينية وحكومية مسؤولية الإشراف على ذبحها كلحوم الكفيل والمراد.. وتجدر الإشارة هنا أيضاً الى ان اللحوم المستوردة حالياً قد ارتفعت أسعارها بعض الشيء وازداد الإقبال عليها والاستهلاك اليومي بعد ان راجت اللحوم المذكاة، ففي السابق كنت أبيع على سبيل المثال كيسين كبيرين للأفخاذ في حين انني اليوم أبيع ما يقارب الخمسة أكياس وبالمقابل ان التجار في سوق الجملة الذين كانوا يبيعون الشاحنة المعبأة بأنواع اللحوم المستوردة وغير المحللة خلال يوم واحد أصبحوا الآن يبيعونها في أسبوع، فالمناشئ الأخرى وغير المؤيدة حكومياً وشرعياً أصبحت تعاني الكساد بعد ان كانت لها الصدارة في الاستهلاك اليومي. نكهة مذكاة ومحببة صاحب محل (البيت السعيد) حيدر الجوراني لبيع اللحوم المستوردة بجميع أنواعها ومناشئها عبر عن صريح رأيه بشأن الإقبال الملفت الذي أخذ يزداد في الآونة الأخيرة بالقول:  اللحوم المستوردة تمتاز بكثرة نوعياتها وأصنافها التي تفوق اللحوم المحلية فهنالك الأسماك والأفخاذ والفروج واللحم المثروم بأنواعه ويمكن القول إن الإقبال على شرائها قياساً الى ما قبل تذكيتها من قبل المؤسسات الدينية بأنه ازداد بصورة ملفتة للنظر بعد أن تراجع في الفترة السابقة فضلاً عن ملائمة سعرها لميزانية العائلة العراقية باعتبار ان اللحم وجبة رئيسة وأساسية، والمحلي يبلغ إضعاف سعر المستوردة، وفي ما يخص ذائقتها فأعتقد بأن الطعم والنكهة التي تحملها اللحوم المستوردة محببة لدى العائلة العراقية وقد يؤخذ على بعض الأنواع وجود رائحة دهن مكثفة لكن هذا لا يمنع ان بقية الأصناف تمتاز بنكهة متميزة، واستطيع القول ان الطلب اليومي على شرائها هو متسارع لاسيما أصحاب الدخل المحدود كونها بلا شك ملائمة لإمكاناتهم ودخولهم المادية المحدودة. لحومنا الأولى دولياً رأي حيدر تقاطع تماماً مع رأي صاحب (قصابة ثامر) لبيع اللحوم المحلية حين قال:  لا يمكن ان نقارن نكهة وجودة اللحوم العراقية المحلية بتلك المستوردة التي تعتبر طرق تسمينها وزيادة أوزانها غير مقبولة صحياً، ولو أردنا المقارنة فاللحوم المحلية العراقية كانت ومازالت لها الصدارة والتميز سواء في داخل البلد او خارجه الذي أصبح يبيع اسعارها بأرقام مرتفعة باعتبارها الأولى دولياً ولكن للأسف استطيع القول إن ضعف أداء جهاز السيطرة النوعية والرقابة بعض الشيء وهو ما سمح للبعض بالتلاعب والغش في تسويق لحوم غير خاضعة للشروط الصحية ومشكوك بطازجتها الى جانب ضعف الدعم الحكومي لثروتنا الحيوانية ومدى توفير وسائل الاعتناء بالأغنام وتوفير الأعلاف الكافية لرعايتها رعاية كاملة. في علوة جميلة الثانية بحثاً عن الأرخص قاسم الساعدي (مستهلك) تحدث من جانبه:  هناك دائماً ميل وتوجه من قبل الفرد العراقي نحو الحاجة الرخيصة لاسيما محدودي الدخل، ولا يمكن القول بأن الجميع يفكر بالمنشأ والتذكية بقدر ما يفكر بملائمة السعر لدخله والأرخص والأمر سار على جميع المواد الغذائية المستوردة ليس اللحم فحسب ولو جئت اليوم الى البائع او التاجر وطلبت منه ان يبيعك لحوماً فسوف يخرج لك أنواعاً متشابه في الماركات والمناشئ ولكن بأسعار مختلفة فاللحوم المحلية تقسم حسب جودتها ونوعياتها فهنالك العلبة المعبأة بلحم خالص وهنالك العلبة المعبأة ب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram