اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الصفحة الأولى > من العراق .. دروس للحرب المقبلة

من العراق .. دروس للحرب المقبلة

نشر في: 2 نوفمبر, 2009: 07:23 م

ترجمة/ ابتسام عبد الله(أليسا روبن مراسلة صحفية أميركية تغادر بغداد الى كابول تكشف عن الحاجة لرؤية مجتمع ممزق أثر الحرب، ليس كما نتمنى ان يكون). * جئت الى العراق بعد ثلاثة أيام من خروج صدام حسين من بغداد، كان ذلك في الـ(12) من نيسان/2003،
 في ذلك الوقت الذي كان فيه العراقيون يغضبون عند سؤالهم ان كانوا من الشيعة أو السنة او الكرد، وكانوا يقولون لا فرق.. أنهم اخوة، وفي الأيام العنيفة التي جاءت مع الحرب بدا ذلك الأمر صحيحاً لمدة قصيرة وتلك الحالة النفسية قد عادت الى العراقيين بعد ستة أعوام من القتل بين الطوائف والأعراق، فهل سيدوم ذلك؟ أم ان الأميركيين يرفضون الاعتراف بالحقائق المزعجة للاختلافات العرقية والطائفية، كما كان الأمر في كوزوفو والبوسنة وربما اليوم في أفغانستان متجاهلين عمق الصراع من أجل القوة والأقاليم، ومع اتجاه الاهتمام الأميركي الى أفغانستان أحاول المقارنة ما بين المكانين المضطربين حيث هناك بعض التشابه وأيضاً اختلافات كثيرة. ان التفجير الذي حدث في سامراء عام 2006 درس أحمله معي الى أفغانستان مع اختلاف الثقافات كما اختلاف الجبال والصحارى. إن الاميركيين ارادوا الاعتقاد ان مرحلة من الاخوة واندماج الاعراق المختلفة، المفككة من قبل الجيش الاميركي قد جاءت الى العراق، والعديد من العراقيين ارادوا تصديق ذلك ايضاً، والتفكير حول عدم الثقة ، الكامن بين المذاهب والاعراق، سيعني الاعتراف بوجود اهتياج شديد ينتظر في الجوانب، وزحف ذلك الهياج الى المدن والصحارى. وكان الامر كما لو ان المسؤولين بقولهم. "نحن اخوة" سيكونون كذلك. لقد اراد الاميركيون التصديق بان نسختهم من الديمقراطية كانت فقط تنتظر الازدهار في العراق – مجتمع آمن متعدد الاعراق، متعدد الاديان، يتقيد بدور القانون. إن الرغبة في ايجاد مرآة لانفسنا في بلدان اخرى كان تحليلاً خاوياً قادنا الى اعوام من الانكار وصل فقط الى نهايته عندما بلغ اعداد الجثث في مشرحة بغداد 30 أو 40 في اليوم الواحد، ثم قفز الرقم الى 75 و100 ، نتيجة الحرب الطائفية. لقد ادركت ان حرباً من ذلك النوع ستبدأ ، وكان ذلك في تشرين الاول عام 2003، من دون ان تكون لدي فكرة عن المدى الذي ستصل اليه، وربما كنت الكناري الوحيد في منجم الفحم – ولكنني مثل الاخرين فيما حولي ، لم أرد تصديق ما أراه، وكنت أنذاك اعمل لحساب صحيفة لوس انجلس تايمز. كان الزمن اوائل الشتاء ، يوم رمادي رطب، وفي منطقة فقيرة تدعى الوشاش قتل احد الاشخاص مع شقيقه، وعندما تحدثت مع الناس هناك والجيران، رفضوا جميعاً الاجابة عن اسئلتي انهم لم يشاهدوا شيئاً..لم يروا احداً ولايريدون التحدث مع شخص اجنبي، ومنذ تلك الحادثة لم اعد اصدق الكلمات الوردية التي يرددها المسؤولون. واليوم وكلمات الاخوة تبرز مجدداً، ان العراقيين قد تعبوا من مسألة الطائفية ، والمرشحون الذين يعدون انفسهم للانتخابات النيابية في 2010 ، يلجأون الى خطاب الوطنية، انهم يكونون احزاباً ومجموعات متعددة المذاهب. ان العنف المتواصل قد هدأ ، ولكن القنابل ما تزال تدوي ، كما حدث اخيراً في يوم الاحد، وهناك ايضاً شيء من الثقة، فالخط غير المرئي الفاصل بين كردستان والمحافظات الجنوبية، لايختلف عن ذلك الذي بين مشيغان وإلينور ولكن ما رأيته كان مختلفاً ، في رحلتي الى كردستان قبل اشهر قليلة، اذ كان علي التوقف عند تلك الحدود والكشف عن اوراقي والاجابة عن عدد من الاسئلة وإخضاع السيارة للتفتيش ، الامر الذي استغرق اكثر من ساعة كاملة. الوضع آمن في السليمانية واربيل، اضواء مشعة، فنادق فخمة، ونساء في ملابس غربية ، من دون اغطية للرأس اما في الجنوب منهما، فهناك قتل يومي، وهناك جماعات تريد بذر الشقاق بين الناس: عرب ، تركمان ، كرد، ومسيحيون، في نقاط السيطرة جنوب كردستان ، مجموعات مختلفة ولكن الجنود، الشرطة المحلية والشرطة الوطنية ، يتحدثون بلغات مختلفة، يرتدون اردية مختلفة ، ويبدو كل واحد منهم مقيد داخل شرنقة لغته وزيه وعرفه، ويراقب احدهما الاخر بحذر واحتراس، اتراك من الاقلية التركمانية ، كرد بيشمركه ، وأفراد الشرطة الوطنية العرب ، فهل ان نقاط السيطرة هذه تعني ان هناك وحدة عراقية ام تشير الى التجزئة؟ ولجنوب بغداد قصة اخرى، فالطريق يمضي عبر مدن على حافة بغداد، المهدية ، اللطيفية واليوسفية ، ما كان يعرف يوماً بمثلث الموت، وهناك كان للقاعدة وجود شرس، وقد غدا ذلك الطريق آمناً اليوم، نقاط السيطرة (الحقيقية وليست المزيفة) هي الوحيدة التي توقف المرء، وفي الطريق ملصقات وصور، تشير الى المذهب الديني السائد. في اعوامي الخمسة التي مضت في العراق، حاولت ان اصدق امورا كثيرة ولكنها تلاشت جميعاً ، لقد لجأ الجميع الى العنف بقسوة ، وللامريكيين دور في ذلك العنف، واسوأ ما في ذلك، تفاؤلهم وعدم معرفتهم بالجهة التي تهب منها الرياح، وكما قال الشاعر ييتس، "الموجة المعتمة بالدم". فهل سيتوقف العنف؟ ربما. فهل انه قد نشب لينتج ضرراً أقل؟ وقد حفظ بعض الآباء والامهات والابناء ، اجل بالتأكيد، اجل. وهكذا فان الدرس الذي اخذه معي الى افغانستان لايقلل م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

دولة القانون ينفي السعي لتشكيل حلف مع إيران وروسيا

 بغداد/ وائل نعمة فيما ينتظر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد عودة رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي من موسكو لزيارة بغداد، ينفي ائتلاف دولة القانون أن تكون زيارة المالكي إلى العاصمة الروسية والزيارة المرتقبة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram