اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الغابة النووية الآسيوية..هل هي نهاية الشرق القديم أم بداية الشرق المسلّح؟

الغابة النووية الآسيوية..هل هي نهاية الشرق القديم أم بداية الشرق المسلّح؟

نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 04:08 م

علي حسن الفوازثمة من يقول اننا قريبون من نهاية العالم! وربما نهاية الشرق القديم السحري، صاحب الليالي والمحرض على صناعة الاستشراق ، اذ اضحى هذا الشرق كنزا مكشوفا لصناعة وتداول البضائع النووية التي تصنع سرا او علنا وعلى وفق قياسات سياسية خالصة بعد كان شرقا سحريا للمثيولوجيات والاساطير والجنس وثقافات التابو،
حتى قال البعض الآخر ساخرا ان قابل الايام سيجعل التكنولوجيا النووية صناعة شعبية بامتياز. تنامي الطموح النووي لكوريا الشمالية وإصرارها على تواصل برنامجها النووي الجاهز للحرب والمقايضات باستمرار، ومنذ زمن خاصة بعد تعقد وتجاذب ما يسمى بالمفاوضات السداسية وتضخم مفهوم الصناعة النووية وأسواقها واقتصادها وثقافتها خارج الحاضنة التقليدية، يعدّ اول تحدّ حقيقي للهيمنة الامريكية المفترضة على العالم الجديد، وافتراضها بالمقابل شروطا جديدة وغير مسبوقة ومفروضة على وقائع اصطنعت ما يمكن تسميته بالسيطرة على سباق التسلح، وتجاوز فكرة الحجر على مفاهيم إشاعة الملكية الخاصة للاسلحة النووية. الطبيعة السياسية والامنية المكتسبة لهذا الحدث العسكرتاري والتكنولوجي تعكس في جوهرها ارهاصا لتحوّل قد يزعزع الكثير من المعطيات والثوابت في الجغرافيا السياسية الآسيوية وانماط الصراعات الاقليمية المعقدة فيها، اذ يمكن لهذا التحول النووي ان يمنح تلك الصراعات طابعا عسكريا وسياسيا وأزموياً من الصعب السيطرة عليه ، وينقلها من مديات محدودة وطموحات مقبولة الى مديات غامضة وذات افق يرسم مستقبلا اشكالويا للمنطقة المزدحمة اصلا بالصراعات المعقدة وبكم هائل من الترسانة النووية .. ان اصرار كوريا الشمالية على دخول لعبة التجريب النووي وضرورة التعامل معها كقوة اقليمية فاعلة لها مصالحها وسياساتها، يرسم أفقاً لمعطيات اكثر انفلاتا للكثير من القوى الاقليمية وغيرها ممن تملك طموحا استثنائيا في الاستقلال السياسي والاقتصادي وحتى النووي، وكوريا الشمالية رغم ظروفها الاقتصادية الصعبة واتساع آثار المجاعة فيها منذ اكثر من سبع سنوات ،حيث مات بحدود 10% من سكانها بسبب حجم الكوارث الطبيعية وتأثيرات المجاعة والفقر منذ تسلّم الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الرئاسة خلفا لوالده الزعيم التاريخي كيم ايل سنغ ،فإنها تصر على توسيع قاعدتها العسكرية التقليدية والنووية ،وكأنها تصطنع لها توازنات افتراضية ازاء شقيقتها كوريا الجنوبية ذات النظام الليبرالي السياسي والاقتصاد الحر ومظاهر الاستقرار والغنى الواضح، او انها تواجه جوعها الغذائي بإشباعها العسكرتاري. ولعل النجاح الكوري في كسر عقدة الخوف من القوة العالمية الأمريكية وأنماط علاقاتها وسياساتها المعروفة والصارمة في جنوب شرق آسيا، يمثل تهديدا لأنساق السياسات الهشة التي باتت تتحكم بالكثير من المعايير السياسية والعسكرية الأمنية في المنطقة ،خاصة مع اتساع قاعدة الأزمات السياسية والحروب الاقليمية والصراعات الاثنية بدءاً من الارخبيل الاندونسي مرورا بالازمة التقليدية بين الثنائي النووي الهندي/ الباكستاني والمثلث الدامي في افغانستان وانتهاء بأزمة الرعب النووي القادم من ايران، فضلا عن التصاعد الغرائبي للازمة في باكستان مع حرب وزيرستان، وصعود نجم طالبان باكستان بملفات اكثر عنفا، والذي يهدد في اخطر حلقاته الملف النووي الباكستاني. ولاشك في ان نجاح هذه التجربة رغم التهديد العالمي لها وبعض معطيات ماتحقق في مفاوضات القوى السداسية، يمنح الكثير من القوى ذات الطموحات غير الامريكية هامشا سريا لإنشاء تحالف نووي، من الخطورة بمكان مواجهته بحلول عسكرية تقليدية او قرارات سياسية وعقوبات اقتصادية لا أثر لها في الواقع وذات نتائج محدودة، بمواجهة القوى ذات الطموح الاميركي والتي تمثل اسرائيل وجهها المرعب. .. لقد دأبت امريكا ومنذ زمن التعاطي مع القضية الكورية في اطار المعالجات الدبلوماسية البطيئة وحث الاطراف في المباحثات الدبلوماسية السداسية للضغط على كوريا وتهديدها تارة اخرى لإيقاف مشروعها النووي، رغم انها لم تقدم لها بالمقابل حلولاً جدية تنطلق اساسا من الاعتراف بالحقوق الاقليمية والوطنية للدول ،والتعاطي مع جوهر الازمات السياسية على اساس حرية هذه الدول وشعوبها في الاستقلال والخيارات، فضلا عن إشاعة التخويف الدائم من اي طموح سياسي او عسكري يتعارض مع الستراتيجية الامريكية في المنطقة .. وازاء هذا نجد ان تفكيك مفهوم الهيمنة العالمية واللجوء الى مجلس الامن كتبرير لتأكيد مسميات المجتمع الدولي /والعالم الحر/ والتوازنات السياسية ،تصدير الارهاب النووي ،يعكس ايضا اتجاها جديدا في السعي الى إنتاج منظومات سياسية غير تقليدية وغير آمنة بالنسبة للستراتيجيات الامريكية ،وربما السعي الى إنتاج أقطاب سياسية مضادة تعيدنا الى اجواء وثقافات ومواجهات الحروب الباردة. إن الإصرار الأمريكي على خيارات العقوبات والتهديد بالعمل العسكري مع وجود رغبة (اطلسية) ويابانية تناغم هذا العزف الامريكي، وامتعاض صيني وكوري جنوبي بسبب الخوف من حدوث ازمة اقليمية، يشكل افقا غائما لواقع جديد قد يسمح لنمو النزعة العسكرية الصراعية عند بعض دول المنطقة، خاصة دول الخليج العربي التي بدأت تتحدث عن مشاريع نووية سلمية، فضلا عن نزوع بعض البلدان ذات الاق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram