كاظم الجماسي صار امرا روتينيا، بالمعنى الأيجابي لكلمة روتين بمعنى آليات عمل معتادة، في معظم ادارات حكومات العالم، وضع الاستعدادات اللازمة لحماية مواطنيها من تقلبات فصول المناخ على مدار السنة، فتقوم كل وزارة، سيما الوزارات الخدمية، كلاً من جهتها بتهيئة كوادرها وآلياتها ومعداتها، وتوزيع جهدها على المناطق المختلفة من المدن،
كلاً حسب حجم سكانها ومستحقاتها، ومن ثم ربط تلك الجهود الموزعة بغرفة عمليات موحدة، مهمتها حل الأشكالات الآنية وعبر التنسيق بين كل الجهات ذات العلاقة، من أجل قيام كل المؤسسات الخدمية بواجباتها على اكمل وجه، فضلا عن قيامها بجهد أضافي في الحالات الطارئة.. الأمر الواضح لكل فرد، ومن خلال معايشة يومية، طوال الأربعين سنة الماضية من حكم الاستبداد والدكتاتورية ان مصلحة المواطن ليست على قائمة أهتمامات حكومة ذلك العهد، كونها جعلت كل الجهد الحكومي لكل الوزارات يصب وبصورة قسرية في خدمة المجهود الحربي، لحروبها المتوالية غير العادلة، أما موضوعة الخدمات فقد ظلت بناها التحتية التي تأسست في عهود سابقة تتآكل يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، حتى استلمت حكومات مابعد التغيير حزمة بنى تحتية خربة، في شتى مفاصل القطاعات الخدمية، فضلا عن مفاصل القطاعات الاخرى من زراعية وصناعية وتجارية وثقافية وغيرها من القطاعات. ومع علم المواطن وأقراره بحجم الخراب الموروث من الحقبة السابقة، وضخامة العبء الملقى على عاتق الحكومة، فليس في ذلك تبرير لمكامن الخلل في الأداء الحكومي، فالمواطن لم يعد بمقدوره قبول الاعذار لعلمه ان موازنة الدولة السنوية كافية للنهوض بالحد الادنى في الأقل من تنفيذ وصيانة المشاريع الخدمية الاساسية، من مثل توفير المحروقات وصيانة شبكة مجاري الامطار عدا الشبكة الرئيسة للمجاري وتوفير الخدمات الصحية المناسبة لطبيعة هذا الفصل، سيما والعراق يشهد هذه الايام بوادر اصابات بوباء انفلونزا الخنازير، وايضا الالتفات الى حاجة المواطن الى التيار الكهربائي خصوصا في ليل الشتاء الطويل.. وحدث ان اجراس الشتاء كانت قد قرعت ماقبل اسبوع ونصف، حين أمطرت السماء زخات متوسطة الكثافة، ففاض عدد من شوراع ومحلات بغداد بمياه الامطار، وراح المواطن يتساءل بلهجته العراقية الساخرة والمريرة في الوقت ذاته (بعدنا بأولها.. لعد اشلون تاليها؟).
اشارة: أقرعوا الأجراس.. الشتاء على الأبواب
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 04:25 م