عبد الزهرة المنشداوي الجهات الامنية ومن خلال الفضائيات العراقية تطالب المواطن بالاخبار عن الجهات التي يشك في انها تحاول زعزعة الامن. المواطن مدعو إلى أن يساهم مساهمة فاعلة في سبيل ايقاف غزوات القتلة التي استهواها سفك الدماء في العاصمة بغداد وغيرها من المدن دون تمييز او تركيز على هدف بعينه،
ما يعطي انطباعا بأن القتل والدمار صارا الوسيلة المحبذة لهذه الطبقة من المجرمين التي فاقت في وحشيتها ودناءتها ما سمعنا من مجازر اختلط فيها الخيال والواقع وقعت في اوقات تبعد عن عصرنا زمنا موغلا في القدم. الجهات المسؤولة عن الامن وخاصة في العاصمة بغداد يجب ان تجعل من المواطن عونا لها في كنس زبالة الارهاب وتخليص البلد من شروره، من خلال كسب ثقته و بشتى السبل ومنها المكافاءات المادية والمعنوية في سبيل حثه على التصدي لكل من سولت له نفسه اللعب على وتر الارهاب وذبح المواطنين في الشارع وفي المؤسسة الحكومية.كذلك القيام بالزيارات الميدانية للمدن والمحلات والوقوف على ارائهم بهذا الشان، وبحث السبل التي من شأنها تفعيل دور المواطن اكثر واكثر وان لاتجعل منه متفرجا على الدم النازف من شقيق او صديق له دون ردة فعل محسوبة تنحو باتجاه من يريد الشر بالعراق واهله. الحقيقة التي يجب عدم نكرانها ان دور الشعب في كبح جماح الارهاب ، مازال دون المستوى المطلوب، في حين ان المعروف عن العراقيين تلاحمهم وتكاتفهم في الملمات ودفع المخاطر عن بلدهم وشعبه. اما الحديث عن وجود شيء من الانحسار في هذا الدور فلا شك في أنه يتأتي من اهتزاز الثقة ما بين طرفي المعادلة اي بين السياسي وابن الشعب. هناك حقيقة يجب عدم تجاهلها ومؤداها ان المواطن هو الابقى من السياسي. ان معظم من يقودون دفة السياسة الان موجودون باجسادهم في العراق اما احلامهم فيمكن وصفها بعابرة القارات، فمأواهم (لندن وبطرس بورغ) هذه هي وجهتهم عند انتهاء مدتهم الانتخابية اي ان الوطن هو بلد المواطن اكثر مما هو بلد السياسي الذي اعتبره وسيلة غنى بغض النظر عن كونها مشروعة او غير مشروعة. ترك الحبل على الغارب لقوى الظلام التي تزرع وتحصد الارواح كان له الاثر الكبير في ان يبقى الوطن على ما هو عليه دون صوت لآلة منتجة او طرق معبدة او استحقاق مغبون لفقير يعاني الامرين في حياته المعيشية. ما نريده ان يزج بالمواطن في تسيير دفة الامور وعدم استئثار القلة القليلة بالمناصب والجاه والسلطة .الدور الذي يلعبه يمكن ان يكون ذا تأثير فاعل في جعل الحياة تجري على طبيعتها من دون ان يكون العراقي حطبا لنيران الارهاب ومصدر دفء للمسؤول الذي لايعدو دوره الظهور على الشاشة الفضية واطلاق سيل من الوعود بتحسن الظروف هواعلم من غيره بأنها محض وعود لكنه يلعب على الزمن ليس الا . اذ من خلاله يستطيع الاستحواذ على اكبر كمية من المال على شكل رواتب ضخمة او مقاولات غير مشروعة تضر المواطن ولاتنفعه . تنسيق القوات الامنية مع المواطن في محلته ومنطقته ضرورة من الضرورات التي تستوجبها الحال وعلينا بطريقة واخرى ان نقول له لك دور في حماية بلدك وفي كشف المفسدين والقتلة ولا تخف نحن وراءك. نحميك ونساندك ان انت تعرضت لخطر حصر العملية الامنية بجهات محددة لايمكن ان يعطي الرد الايجابي الذي نريد ما لم توجه الدعوة للمواطن في المشاركة.
المواطن هو الابقى
نشر في: 3 نوفمبر, 2009: 04:27 م