اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > حكاية النساء في شعر الملا عبود الكرخي

حكاية النساء في شعر الملا عبود الكرخي

نشر في: 4 نوفمبر, 2009: 02:46 م

يوسف ثويني لا يختلف اثنان في ان الشاعر الشعبي(الملا عبود الكرخي) يعد واحدا من نوابغ هذا العصر في الشعر العامي. فقد كان مدرسة لهذا النوع من الشعر وله طريقة خاصة في نظمه، وهو يختار من لغة التفاهم ألفاظا واضحة دالة على معان جليلة وينتقي من الكلمات ما يألفه الحضري والبدوي وقد جمع في اسلوبه بين لغة العوام ومايقارب اللغة الفصحى تدريبا للعوام على الفصيح من القول
وهو اسلوب حديث في الأدب العامي، والأدب العامي في بلاد تتغلب عليها الأمية لا يقل شأنا عن أدب الخواص. كما انه كان يجيد التحدث باللغات الكردية والفارسية والتركية والألمانية التي أتقنها من خلال تعامله الدائم مع الشركات بهذه الدول في أثناء عمله التجاري. وقد كانت له مواقفه الوطنية البارزة حيث التحق للقتال مع المجاهدين عندما قامت الثورة العربية عام 1916. وفي عهد الاحتلال الإنكليزي للعراق أخذ ينشد القصائد الوطنية في جامع الحيدرخانة، وكان ينظم التظاهرات ويقودها بنفسه. وفي عام 1927 أصدر جريدة(الكرخ) حيث لاقى بسببها الكثير من العنت فسجن وأوقف وسيق الى المحاكم عدة مرات. وقد عمل في ميدان الصحافة ستة عشر عاما أصدر خلالها عدة مطبوعات الى ان تدهورت صحته عام 1942 فأنقطع عن نظم الشعر ولازم بيته حتى وافته المنية عام 1946. أما بالنسبة لحياته الخاصة فقد تزوج وهو في العشرين من عمره وبعد فترة توفيت زوجته فتزوج بثانية ثم توفيت فتزوج بثالثة فتوفيت أيضا فتزوج برابعة وكان عمره آنذاك ستين عاماْ، وقد أنجب من زيجاته خمسة أولاد وثلاث بنات. وقد تناول في نظمه ونثره الوصف والمدح والرثاء والنقد والتفنيد والمزاح ولم يترك فرصة إلا انتهزها للتنبيه إلى ما شذ عنه القوم. ومن جملة مانبه إليه واهتم به وبقضيته المرأة بكل مالها وما عليها فهو يرى فيها أمه وأخته وزوجته وابنته حيث آزرها ونصرها بالثورة في وجه الظلم والطغيان المحيق بها بنظمه عددا من القصائد في مقدمتها رائعته الشهيرة(المجرشة) فقد عالج فيها تعاسة المرأة العراقية البائسة وشقاءها في حياتها، كل ذلك بأساليب انتقادية لاذعة، حيث يصف المعاناة الحقيقية للمرأة بقوله : ذبيت روحي عالجرش وادري الجرش ياذيها ساعة واكسر المجرشة والعن أبو راعيها ساعة واكسر المجرشة والعن أبو راعي الجرش كعدت يا دادة أم البخت خلخالهة يدوي ويدش وآني استادي لو زعل يمعش شعر راسي معش هم هاي دنية وتنكضي واحساب اكو تاليهه مقاطع من قصيدة المجرشة الشهيرة كما غناها (محمد القبنجي) وقد قوبلت هذه القصيدة الرائعة بالاستحسان من الجميع حتى ان الشاعر معروف الرصافي ذكرها في إحدى قصائده التي أرسلها للكرخي فقد جاء فيها : وصف لنا ابنة بؤس ذات مجرشةٍ تقطع الليل في نوحٍٍ وتعديد. وفي قصيدة أخرى نظمها عندما زار مدينتي البصرة والعمارة ولاحظ الحالة التعسة التي وصلت إليها المرأة العاملة هناك جاء فيها : يحكلي أن اكسر العبرة بصدري واجذب أنا الحسرة من شفت حالاْ البصرة زادت همومي عليه المرأة فوك الراس تحمل طين والأخرى تحمْل وثالثة أكوام تنشل زبل عند البلدية ورابعة تجر السفينة وخامسة تدير المكينة وسادسة الغبرة الحزينة خادمة للارمنية وسابعة تحمل تراب وثامنة تكرب كراب وتاسعة تحمل حجار وعاشرة تنزح آبار حاملة الظيم ومرار وعطش والجوع وأذية الله يقبلهه العوبة الصيف بنكة الشتة صوبة وأخت رزنة بالرطوبة تنام نوم السرسرية وفي سياق دفاعه عن المرأة وحقوقها عمل من جانب آخر على الوقوف بوجه كل دعاة الانحلال الأخلاقي والسفور، بعد ظهور بعض الدعوات لخلع الحجاب والذي تبناه البعض ومنهم الشاعر جميل صدقي الزهاوي حيث كتب قصيدة شهيرة جاء فيها : اسفري فالحجاب يا ابنة فهرٍ هو داءٌ في الاجتماع وخيم اسفري فالسفور صبحٌ بهيٌ والحجاب ليلُ بهيم فكان رده قوياً حيث اشترك في عدة مناقشات حادة على صفحات الجرائد البغدادية مع دعاة السفور وكان له عدة قصائد يرد فيها على هؤلاء حيث كتب قصيدة بعنوان(السافرة) جاء فيها: بنت الحمولة شلهت ذرعانهه وكصت شعرهه وكصٌرت فستانهه تمشي رهيفة ولابسة التنورة للركبة تشبه ناكة المطبورة بالبيت جانت كل وكت مستورة ماشافهه السقة ولاجيرانهه لنسوان اوربة النجيبة تنتمي وتركت الدارية وثوب الهاشمي ملبوسهه بالصيف ململ دائمي جواريب لحمي وطايرات اردانهه جسمي نحل يا ناس روحي تمرمرت من هالعمل وأفكاري مني اتشتت وسفة على أهل العراق الاصبحت من غير بركع سافره نسوانهه وفي قصيدة أخرى يرد فيها على كاتبة من دعاة السفور معروفة آنذاك باسم(لامعة) جاء فيها : يا أديبة (لامعة) شعري النثرج دافعة حقج ومامن فائدة من عندنا يا سيدة لازال نفسج رايدة فوتي وبابج واسعة قرينا بشرحج يامرة انتي عتيكة سافرة ومن المحقق باهرة وبوب الخلايك قارعة ماينركع شكج وسِع ما يقبل اخياط وركِع وبالأمة صار اكبر صدِع والسبب انتي الصادعة التطرف التحجبي الحجاب الاسلامي المعقول العري الغربي .. وخير الامور اوسطها!! هذا هو شاعرنا الكبير الكرخي في نصرته للمرأة الانسانة بكل ما لديها من كرامة وكبرياء وعزة نفس ضد كل من يحاول ان يظلمها او يلوث تاريخها ومواقفها فكان شعره انتفاضة ضد كل المفاهيم الخاطئة السائدة في المجتمع. لقد كان الكرخي إنساناً بكل معنى الكلمة < مخلصاً لكل قضيةٍ يرفع لواء الدفاع عنها < ساعياً إلى إحقاق الحق في كل زمان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

"مشروع 2025".. طموح ترامب يتحول لسلاح بيد بايدن

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram