بغداد/ وائل نعمة قرار منع دخول سيارات الحمل الى بغداد قبل الساعة الرابعة عصرا وتحديد جسور معينة للعبور، كان قد ترك أثره على شريحة واسعة من المستفيدين من مرور هذه السيارات، خاصة ان هذا القرار لم يكن الاول من نوعه فقد سبقته الكثير من القرارات التي قيدت مرور هكذا نوع من السيارات لاسباب أمنية.
 والجميع يعلم ان اغلب المنشآت والمعامل والمطابع ومخازن المواد الغذائية تقع في قلب بغداد وكثير من الاعمال تعتمد في استمراريتها على نقل البضائع من قبل سيارات الحمل، وبالتالي فأن حاجتها للمواد الأولية ومستلزمات عملها لا يمكن نقلها بواسطة سيارات الحمل الصغيرة، كذلك فأن عمليات نقل المواد من سيارة الى اخرى تعرضها للتلف وتكبيد الجهة المستفيدة خسائر مادية هي بالتالي خسارة للاقتصاد الوطني، وعليه طالب الكثير من سائقي هذه السيارات واصحاب المحلات والتجار بأخذهم بنظر الاعتبار في تطبيق هذا القرار. أبو سعد احد التجار في منطقة سوق جميلة لبيع الخضروات والفواكة اوضح ان تأخر دخول الشاحنات والبرادات التي تنقل المزروعات يؤدي الى تلف هذه المواد. ويضيف : ان عدد السيطرات الكثيرة والازدحامات كانت وحدها كفيلة بقتل عملنا لانها تعرقل دخول الشاحنات الى العلوة، وقرار منع دخول الشاحنات الى ما بعد الرابعة عصرا زاد من صعوبات عملنا. بينما محمد ناجي سائق لسيارة حمل أخرى قال: ان قرار منع دخول الشاحنات اثر علينا كثيراً ، فلم نعد نستطيع ان نعمل وبالتالي اصبح علينا ان نرفع اجور النقل لان اوقات العمل اصبحت قصيرة ونقضي نصف اليوم دون عمل، فقط انتظار المرور، وأضاف: هذا كله هم جديد يضاف للمواطن لأنه هو الخاسر الوحيد لانني سأرفع السعر على التاجر او شركة النقليات والتاجر يرفع سعر البضاعة على المواطن وهو يتمنى مثل هكذا حجة من اجل رفع الاسعار الى اضعاف مضاعفة. وطالب جاسم الساعدي احد سائقي سيارات الحمل نوع (سكانيا) والذي يقوم بنقل البضائع والمواد الغذائية من جميع محافظات البلد الى بغداد وبالعكس، بتخصيص ساحات لوقوف الشاحنات خارج العاصمة تكون مركزا لتجمع الشاحنات، وهذا أفضل من الوقوف بشكل عشوائي عند بوابة دخول بغداد بعد ان يئس من إيجاد حل آخر للمشكلة، وتمنى ان تكون في هذه الساحة دار للاستراحة ومطعم لانهم يمضون ساعات طويلة منتظرين أمر الدخول. وللمواطنين آراء أخرى قد تكون غير مرضية لاصحاب سيارات الحمل ،فالمواطن حيدر سليم يرى ان قرار منع دخول سيارات الحمل قرار ايجابي وهو يجنب حدوث انفجارات في اوقات الصباح وأوقات الذورة، لو كانت السيارة الداخلة مفخخة، لذلك إبعاد وقت دخولها الى العصر هو (أهون الشرين)، ومن جانب اخر ان دخول هذه السيارات الكبيرة في ساعات الازدحام سيزيد من حالات الاختناق المروري التي تعاني منها شوارع بغداد، ولن يسمح للسيطرات الأمنية العمل بشكل سليم مع وجود هذا العدد الهائل من السيارات التي تزيد على المليون و300 الف سيارة في بغداد فقط. بينما رجال المرور الجهة التي تقع عليها مسؤولية المحاسبة والمتابعة، كان لهم رأي آخر في هذا القرار. ساجد علي احد شرطة المرورالمتواجدين في منطقة الكرادة قال: هذا القرار ربما مطبق في كثير من دول العالم حيث يمنع دخول السيارات الكبيرة داخل المدن بشكل عام لانها تزيد من الازدحامات المرورية كما يمكنها ان تضر بشكل الشوارع وتقطع بعض الاسلاك الكهربائية. اما فيما يتعلق بالمصاعب التي يواجهونها ذكر محدثنا بأن التعامل مع أصحاب هذه السيارات يكون صعبا لانهم عصبيو المزاج، كما انهم يمتلكون بعض الحق في اعتبار ان هذا هو رزقهم وعملهم فنحن نقع بين نارين ،نار القرار ونار قطــــع الأرزاق.