بيروت / الوكالات حقق اتفاق امس على توزيع الحقائب في الحكومة اللبنانية العتيدة، مما يسمح بتأليفها خلال يوم أو يومين بعد نحو خمسة أشهر من المماطلة والتسويف والعراقيل. ونال التكتل الذي يرأسه النائب الجنرال ميشال عون بموجب التوزيع الجديد جزءًا رئيسًا من مطالبه ،
فبقيت له وزارتا الإتصالات والطاقة، وبقي صهره جبران باسيل وزيرًا على الرغم من خسارته في الإنتخابات النيابية التي جرت في 7 حزيران لكنه لن يظل في وزارة الإتصالات بل سيتولى وزارة الطاقة، وذلك بناء على تعهد من عون للرئيس المكلف سعد الحريري أن يلتزم باسيل خطته لإصلاح الوضع في هذه الوزارة المثقلة بالمشكلات والصعوبات نتيجة العجز المستمر منذ سنوات عن وقف التقنين بسبب استمرار نظام التقنين، وانقطاع التيار الكهربائي ساعات طويلة يوميًا في كل المناطق. وينال تكتل عون أيضًا في التوزيع الجديد وزارات الإتصالات والطاقة والثقافة وشؤون المهجرين التي تلقى الجنرال وعدًا بتدبير المال اللازم لإنهاء سبب وجودها ورصد الموازنات الكافية لقفل موضوع المهجرين، بحيث يتمكن من الإفادة منه سياسيًا وشعبيًا وإعلاميًا. وبذلك تكون لفريق الغالبية النيابية وزارات : التربية ، العدل ، المال، الشؤون الإجتماعية، الصناعة ، التجارة، السياحة، البيئة، التنمية الإدارية، في حين يحتفظ رئيس الجمهورية بالوزارتين الأمنيتين الدفاع والداخلية، وحركة"أمل" بوزارة الصحة و"حزب الله" بوزارة العمل، كما تبقى بينهما وزارة الخارجية، وتبقى وزارة الأشغال العامة مع الحزب التقدمي الإشتراكي ( النائب وليد جنبلاط المتمايز عن قوى الغالبية والباقي جزءًا منها في آن واحد). وقالت مصادر قريبة من الحريري إنها متفائلة بحل قريب جدا لأزمة تأليف الحكومة هذه المرة لأن صيغة الحل جاءت من فريق الأقلية ( قوى 8 آذار/ مارس). وقد تبلغها الحريري وأطلع عليها نواب "تيار المستقبل" ثم حلفاءه في قوى14 آذار/ مارس. وقالت تقارير صحفية أن الحريري كان في صدد تحضير نفسه للخيارات البديلة خلال أيام إذا لم تنجح إتصالاته ولقاءاته في تذليل العقد التي اعترضت تأليف الحكومة برئاسته. ومن أبرز تلك الخيارات البديلة إعلان اعتذاره ثانية وعدم العودة إلى تكليفه مرة ثالثة، بل اللجوء إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة لتكليفه تأليف حكومة "بقاء القديم على قدمه" في كل شيء. وذلك لشعور الحريري ومساعديه إن استمراره رئيسًا مكلفًا مع العجز عن تأليف الحكومة مدة أطول سيأكل من رصيده . وهذا يعني إن التسوية، إذا نجحت ، فستكون تسوية اللحظات الأخيرة قبل حصول تطور دراماتيكي يدخل لبنان في المجهول ، باعتبار أن "حزب الله" كان سيرفض على الأرجح بقاء السنيورة في مقر رئاسة الحكومة واضافت التقارير أن ضغوطًا قوية مورست على دمشق التي ضغطت بدورها على حلفائها في لبنان ليقنعوا النائب الجنرال عون بالسير في مشروع تأليف الحكومة، لأن الرئيس السوري بشار الأسد سيزور فرنسا في 13 من الشهر الجاري ويريد أن تكون الحكومة اللبنانية قبل هذا الموعد، لئلا ينعكس عدم تأليفها على محادثاته مع المسؤولين الفرنسيين. وتولى نقل الرسائل بين دمشق وحلفائها في لبنان، وكذلك بين الرئيس المكلف والنائب الجنرال عون ، رئيس "تيار المردة" النائب سليمان فرنجية. كما تردد ان اتصالات سعودية - سورية جرت في الساعات الماضية بحث خلالها الطرفان في اسباب تأخر تأليف حكومة الحريري، وقررا السعي عبر ألفرقاء اللبنانيين أبرزهم فرنجية إلى صيغة تسوية ترضي كل الاطراف على قاعدة "لا غالب ولا مغلوب" وحفظ ماء الوجه للجميع.