اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > أي مصالحة؟

أي مصالحة؟

نشر في: 4 نوفمبر, 2009: 04:42 م

حازم مبيضين سيكون مضحكاً إن صدقنا أن حركة حماس تؤمن بالمصالحة مع فتح، فالتجارب تؤكد أن كل جولات التفاوض بين الطرفين برعاية مصرية، كانت لأسباب أخرى لا علاقة لها بالمصالحة، وسفر القيادي الحمساوي محمود الزهار إلى القاهرة وقبلها دمشق كما أعلن هو، لا يستهدف بالتأكيد متابعة ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية،
 وتأكيده قبل ذلك أن طريق المصالحة الفلسطينية يشكل لحماس خياراً حقيقياً وإستراتيجياً وعامل قوة لتحقيق مشروع التحرر الفلسطيني، ليس أكثر من لعبة لشراء الوقت، ولتطمين القاهرة على مشروعها التصالحي الذي مزقت حماس أوراقه في اللحظة الأخيرة. إعلان حماس بأن تمسكها بخيار المصالحة، يستهدف إفشال المشروع الإسرائيلي، ربط شخوص وتيارات فلسطينية به وجدانيا لتجنيدهم مستقبلا لتمرير خياراته لتصفية القضية، هو الدليل على مجانية ما سبقها من تصريحات، لأن المعنيين هم قيادات فتح، وهنا يجب التساؤل: إذا كانت حماس على استعداد للتصالح مع مجندين فلسطينيين لخدمة المشروع الصهيوني، فما الذي بقي من ما تعلن التمسك به من مبادئ وأفكار، وحري بها أن تتصالح مع الإسرائيليين قبل التصالح مع أدواتهم، وإعلانها أنها تدرك اليوم – ومتأخرة - مخاطر الافتراق وما يعنيه من خدمة مباشرة لمشروع تصفية القضية، كان يجب أن يدفعها للاعتذار للشعب الفلسطيني عن جريمة انقلاب غزة، باعتباره التطبيق العملي لتكريس مخاطر الافتراق. مزاعم حماس بانها تفتش عن مصالحة لا شروط أو أملاءات فيها، وانها بالنهاية ستوقع ولكن ليس على حساب الثوابت أو بأي ثمن، تتنافى مع الشروط والاملاءات التي تحاول حشر الآخرين في زاويتها، والاستمرار في توجيه الاتهامات للسلطة دليل على عقم أي محاولة للتصالح، ما لم تتراجع هذه الحركة عن مشروعها لإقامة إمارة، تتنافى مع المشروع الوطني الفلسطيني، وما لم تكبح شهوة السلطة التي تملكتها بعد الانتخابات التشريعية واستفحلت بعد انقلاب غزة، والتفاخر بان حماس ستفوز في أي انتخابات مقبلة ليس أكثر من مزاعم يكذبها رفضها لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة. المهم في إعلان الزهار عن سفره للقاهرة أنه، جوبه بتكذيب صادر عن موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، حين نفى وجود أي مواعيد أو ترتيبات لسفر قياديين من الحركة إلى القاهرة، لكنه تحايل على ذلك بتأكيده استمرار الاتصالات مع مصر، وأن الحركة لا ترى أي خيار آخر سوى المصالحة الوطنية، التي كشف عن شروط جديدة لتوقيع اتفاقها، حين طالب بتنفيذ فكرة التوقيع الجماعي، لأن الورقة المطروحة كما يقول تعد وثيقة وفاق وطني تعني جميع الفصائل الفلسطينية وليس فتح وحماس فقط، والترجمة العملية لهذا القول هي البدء بالبحث المجهري عن تنظيمات وهمية، لم يعد لديها غير اسمها، لتشارك في وضع اشتراطات جديدة تؤخر بالفعل المصالحة المنشودة. أبو مرزوق يطالب بتمديد ولاية التشريعي المسيطر عليه من حركته، بدعوى أن ولايته لا تنتهي صلاحيتها إلا مع إجراء انتخابات جديدة، لكنه اجتهد أن مؤسسة الرئاسة محدودة التاريخ بانتهاء الولاية المحددة بأربع سنوات، والمفروض بحسب رأيه ان يترك عباس اليوم السلطة بدون رئيس، ويترك لهنية بحكومته المقالة، أن يتولى زمام الأمور، وهذه في علم السياسة طرفة، نحسب أنه حتى أبو مرزوق يضحك لها، ولم ينس تجديد الحديث عن خيارات حركته الكثيرة والمفتوحة والسرية، والتي يتوقع أن يرتعب منها الإسرائيليون والفتحاويون والعرب والولايات المتحدة والأمم المتحدة، وبعد كل هذا.. عن أي مصالحة يتحدثون؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram