ترجمة: المدىعلى الرغم من التفجيرات الضخمة التي هزت العراق والخوف من تصاعد العنف بانسحاب القوات الاميركية فان قوات الامن العراقية تعتمد على اجهزة لكشف المتفجرات والاسلحة، يقول الخبراء العسكريون الاميركيون، انها غير نافعة ولافائدة منها.
والجهاز الحساس المعروف بـ ADE.651 ، الذي يبلغ الواحد منه مابين 16.500 الى 60.000 دولار، اشترى العراق منه اكثر من 1500 قطعة، وهو يستخدم حالياً في نقاط التفتيش والسيطرة ويعمل على قوة الايحاء، وقد علق احد العسكريين الاميركيين المتقاعدين على الجهاز كونه لايختلف عن عصا الاستنباء الخاص بالمتفجرات. وعلى الرغم من ذلك فان العراق اشترى اكثر من 1500 قطعة، وزعت على نقاط السيطرات العسكرية، والتي غدت تستعمل حالياً في التفتيش الفعلي للسيارات. وكان رئيس وزراء العراق، نوري المالكي ، قد ازاح الحواجز الكونكريتية للعديد من الشوارع ، بعد انخفاض العمليات الارهابية في العامين الماضيين معلنا ان العراق قادر على حفظ الامن بعد انسحاب القوات الاميركية. ولكن التفجيرات الاخيرة للمباني الحكومية اثارت التساؤلات والشكوك بشأن الامن في العراق، خاصة مع اقتراب الانتخابات البرلمانية والتوقعات بزيادة العنف خلال الاشهر المقبلة. ان الارهابيين الذين فجروا ثلاث بنايات حكومية وقتلوا (155) شخصاً في الـ (15) من تشرين الاول الماضي ، كان عليهم المرور بسيطرة عسكرية واحدة في الاقل ، حيث اجهزة ADE651 للكشف ، كما اظهر شريط (الفيديو) الذي أطلق من قبل محافظة بغداد. ويقول الميجر جنرال الاميركي ريتشارد ج. روي ، المشرف على تدريب الشرطة العراقية ، "لا اعتقد بوجود عصا سحرية لكشف المتفجرات ، وان كانت هناك فسنستخدمها جميعاً، لاثقة لي بعملها. لكن العراقيين يعتقدون بفائدتها ، ويقول اللواء جهاد الجابري من وزارة الداخلية : لايهمني ان كانت سحرية او علمية ، ما يهمني انها تكشف عن القنابل". اما ديل موراي ، رئيس المركز الاميركي الوطني العلمي لهندسة التفجيرات الامنية في مختبرات سانديا ، الذي يجري الاختبارات لاقسام الدفاع، فيقول ان المركز لديه، "عدة اجهزة اجريت عليها التجارب في هذا المجال وكان الاكثر فاعلية من الجميع – جهاز راندوم." وكانت وزارة العدل قد حذرت من ضرورة شراء انواع من المنتجات الخاصة بالكشف عن المتفجرات من بعيد، والاجهزة الاعتيادية التي تستكشف المتفجرات عن بعد تستخدم غالباً في المطارات، تزن عدة اطنان ويكلف الواحد منها مئات الالاف من الدولارات، اما الذين يشترون ADE 651 ، فهم في الغالب من الدول النامية، ولاعملاء لها من الدول العسكرية القوية او قوات الشرطة فيها. ويعلق اللواء جهاد الجابري، "لا اهتم بسانديا او وزارة العدل، انا اعرف عن هذا الموضوع اكثر من الاميركيين، وفي الحقيقة اعرف عن القنابل اكثر مما يعرفه أي شخص في العالم. ويعزي الجابري تناقص اعداد القنابل المتفجرة منذ عام 2007 الى استخدام اجهزة الكشف في نقاط السيطرة، في حين ان الجيش الاميركي يعزوه الى الخطة الامنية وحركة الصحوة ، ويقول عقيل الطريحي المفتش العام بوزارة الداخلية : ان الوزارة اشترت (800) قطعة من تلك الاجهزة من شركة انكليزية (ATSC) بمبلغ (32) مليون دولار عام 2008 ، ونوعا آخر غير محدد بكميات اكبر بـ (53) مليون دولار، واضاف الطريحي: ان العراق دفع في القطعة الواحدة 60.000 دولار ، في حين ان جهاز الكشف يمكن شراءه بـ 18.500 دولار، مبينا انه سيجري تحقيقا بشأن الموضوع. اما رئيس شركة – ATSC المتحدة التي مقرها لندن، جيم ميشيل ، فلم يرد علينا للتعليق حول الامر. وقد اعلنت قيادة بغداد للعمليات الخميس الماضي، انها اشترت (100) جهاز اضافي لكشف المتفجرات، ولكن الجنرال ريتشارد روي، علق بقوله ان خمسة الى ثمانية من الكلاب، المدربة لشم المتفجرات يمكن شراؤها بـ 60.000 دولار، وتعطي افضل النتائج. ان الكشف وتفتيش السيارات بواسطة الكلاب عملية بطيئة ، على اية حال بينما اجهزة الكشف تحتاج بضع ثوان فقط للسيارة الواحدة ، ويقول الجابري: هل يمكن تصور وضع كلاب في (400) نقطة سيطرة في بغداد ستتحول المدينة اذن الى حديقة للحيوان". "السرعة ليست المسألة الوحيدة". يقول الكولونيل بيدلاك ، مضيفاً "عندما يقول انهم يبيعونك شيئاً سيحمي ابنك او ابنتك ، فانهم قد اجتازوا خطاً لايحتمل من الفساد". وفي العام الماضي قدم مركز جيمس راندي التعليمي (يقوم بدور لكشف الامور المزيفة المتعذرة علميا) عرضاً لشركة ATSC بمبلغ مليون دولار ان استطاعت اختباراً علمياً يثبت ان الجهاز كاشف للمتفجرات، ولكن احداً من الشركة لم يقبل الطلب. ان مؤيدي جهاز الكشف المعني، يقولون ان الاخطاء تنجم عن المستخدم له، اذ يجب ان يستعمله شخص ذو نبض ثابت ودرجة حرارته ثابتة ايضاً. ويتوجب على مستخدمه السير بضع دقائق من اجل شحن الجهاز، اذ لا توجد بطاريات فيه". وفي الخميس الماضي، قام حارس وسائق يعملان في النيويورك تايمز، ويمتلك الاثنان رخصة لحمل السلاح، بالتجول على السيطرات واجتازا تسع نقاط للسيطرة ، كان جهاز الكشف مستخدما
أجهزة كشف المتفجرات.. أموال طائلة وخدمات متخلفة
نشر في: 4 نوفمبر, 2009: 08:29 م