إياد الصالحي حقا انها بداية طيبة لمنتخبنا الشاب تبشر بنهاية سعيدة في مشوار تصفيات شباب آسيا الجارية في مدينة أربيل حاليا إذا ما استمرت نتائجه الايجابية تنسج أمل الفوز على منوال الخماسية النظيفة التي تجرعها الحارس الهندي على مضض اول امس وافصحت عن رغبة جامحة لدى لاعبينا
 بتقديم انفسهم ابطالا للمجموعة الثالثة بالرغم من ضمها فرقا شقيقة لها باع طويل من الخبرة والانجازات في مسابقات الفئات العمرية مثل السعودية والكويت وسلطنة عُمان. واذا كان الحديث المبكر عن أمل التربع على صدارة المجموعة فيه مجازفة بحكم تقلبات الاداء ومستوى اللاعبين مثلما شاهدنا في مباراة الافتتاح ، فان واقع المنافسات يشيرالى ضرورة تحفيز الملاك التدريبي لشبابنا وعدم زيادة الشد العصبي عليهم مراعاة لظروفهم النفسية التي يعيشون ارهاصاتها وسط ضغوط اعلامية وجماهيرية تطالبهم بالخروج بنقاط الفوز في اية مباراة يلعبونها وليس سواها ، الامر الذي يجب تداركه من مباراة اليوم امام الفريق العُماني حيث ان الاستقرارالنفسي للاعب يمنحه دفقاً كبيراً من الأمل للمضي بثقة نحو إنجاز المهمة في هذه التصفيات . مما لا شك فيه ان هناك بعض الملاحظات عن منتخبنا الشبابي في مباراته امام الهند وابرزها عدم استثمار بعض الفرص في الشوط الاول وسط كماشة دفاعية هندية لم تشكل صعوبة على قدرات المهاجم البارع مصطفى جودة الذي نتوقع له مستقبلا باهراً على خطى نجوم بطولات الشباب في النسخ السابقة التي اهدت لنا كاظم وعل وحسين سعيد واحمد راضي وليث حسين وعماد محمد وغيرهم ، كما ان قدرات الحارس جلال حسن تؤكد انه يمتلك ثقة كبيرة بين الخشبات وحُسن انسجامه التكتيكي مع المدافعين ، الا ان عليه الانتباه الى ضرورة التوافق مع زملائه في الهجمات المرتدة وعدم الارتباك عند تنفيذ ركلات الزاوية ، ولابد من ان يؤمّن وقوفه ولا يشتت تركيزه لئلا يباغت بكرة مفاجئة كالتي سددها احد مهاجمي الهند ومرت الى جوار القائم ! نتفق مع تصريح نائب رئيس الاتحاد ناجح حمود لـ(المدى) بان مباراة اليوم امام عُمان تحدد ملامح بطل التصفيات ليس للعراق فحسب ، بل للسعودية وعُمان والكويت ايضا في ضوء نتائج الجولة الاولى ، وليس خافيا ما يضمره المدرب العماني من اسلوب جديد لتحييد خطورة مهاجمي منتخبنا والسعي الى محاصرة لاعبينا وسط الملعب وتشديد ضغطه على مرمى حسن بينما مجريات لقاء عُمان مع الكويت اكدت وجود اخطاء كثيرة في وسط الفريق الاول ودفاعه نأمل ان يلتفت اليها المدير الفني حسن احمد لاسيما انه يمتلك عناصر كفوءة قادرة على تغيير مجرى اللعب لمصلحة منتخبنا امثال امجد كلف واحمد فاضل ومحمد سعد ، هؤلاء مفاتيح مهمة تدخل البهجة في نفوس زملائهم والجماهيرالتي تابعت بشغف جميع تحركاتهم الصائبة التي مهدت الفوز الكاسح على شباب الهند ولكن نوصيهم بعدم الغرور والاستخفاف بقدرات منافسيهم . ونشد على ايدي اعضاء اللجنة المنظمة للتصفيات لما ابدوه من تعاون في سبيل اخراج الجولة الاولى بالصورة المرضية بإستثناء النقل التلفزيوني الذي افسد متعة مشاهدتنا المباراة وعكس سوء التغطية لها خلافا للوعود المفرطة التي اطلقها مسؤولو القناة قبل افتتاح التصفيات ورفضهم بيع حقوق النقل لكبريات القنوات العربية المعروفة ، وكذا الحضور الجماهيري الفقير الذي نأمل ان يتضاعف في المباريات المقبلة باعتبار ان خواء المدرجات في اول مناسبة رسمية لكسر الحصار عن ملاعبنا امر يثير الاستغراب وقد لا يشجع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على منح بلدنا شرف تنظيم بطولات مقبلة على غرار منافسات شباب آسيا لما للجمهور من قيمة كبيرة في إنجاح البطولات القارية ، ونعي جيداً ان جمهورنا تواق لمؤازرة اسود الرافدين وكانت له وقفة مشهودة امام منتخب فلسطين الشقيق في اللقاء الودي ما دلل على حبه وولعه وسمو اخلاقيات تشجيعه للاعبين ولضيوف العراق . بالتوفيق لشبابنا في جولتهم الثانية اليوم وهي فرصة لتأكيد جدارتهم في صدارة المجموعة وصولا الى الهدف الكبير ألا هو انتزاع احدى بطاقتي التأهل الى النهائيات ليكللوا جهود مسؤولي المنتخب طوال السنوات الخمس الماضية ويكون مشروع الرؤية ( العراقية - الآسيوية) فعلا نواة لأبطال آسيا على المدى القريب إن شاء الله . Ey_salhi@yahoo.com