TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > ادونيس في التفوهات النقدية..سـيـاسـة الشـعر

ادونيس في التفوهات النقدية..سـيـاسـة الشـعر

نشر في: 6 نوفمبر, 2009: 05:08 م

د. مالك المطلبي اننا نُخبر دائما ان (ادونيس) لايدعي، بل لايرغب في ان يكون ناقدا او منظر ادب، وهو لايفضل الا ان يكون شاعرا، الا ان يظل اكمه يعود من الليل باكبر التماعات ممكنة كما يقول سان جون بيرس في / آنا باز: 129/. لكن مابحوزتنا من وثائق يجعلنا نستدرك على هذا الاخبار: فما دام قلم ادونيس ذا صرير في البياض النقدي فانه اصبح جزءا من القراءة.
 ان كتبا كـ(عيار الشعر) لابن طباطبا العلوي، و(سياسة الشعر) لادونيس، و(بنية اللغة الشعرية) لجان كوهين، هي كتب في علم الادب، تشرع على اختلاف في الكم والنوع، 1- في تغذية الاعصاب المؤدبة الى مراكز الانتاج الادبي بالطاقة، ربما تكون (الطاقة) ضعيفة او قوية بانية او مدمرة، فان ذلك ليس مهما، المهم هو ان المحرك اتخذ شكلا: اي خرج من العدم الى الوجود، هنا لاتكمن استعادة اللحظة.. هكذا يصبح المؤلف هو مايكتبه لا مايرغب فيه، ومن هنا نعد ادونيس ناقدا بالفعل لا بالقوة، نبدأ محاولة قراءته نقديا. 2- تدخل هذه المحاولة ضمن اعادة قراءة ادونيس بما هو عليه الان، لكن يجب ان نحترز دائما، بان نفصل بين ادونيس شاعرا كبيرا وادونيس منظرا ادبيا، وما اقوم به في هذه المحاولة فيما يسمى بنقد النقد، متصل بعمل ادونيس النقدي. يدخل هذا النوع من الدراسات في دائرة ماتمكن تسميته عندنا: مخاطر الكتابة، التي تنظر الى النتاج النقدي بكونه مع او ضد ولما كان ادونيس كما ارى هو اعلى صوت اطلقته الحداثة الادبية فان اية كتابة عنه ستوضع مباشرة بين قوسين وبهذا ستصادر المنطلقات قبل المتن، على الرغم من ان هذه المنطلقات تحاول النظر الى النقد بوصفه علما، لا ايديولوجيا، لكن علينا قبول هذه المخاطر والتوجه نحو الهدف: تقويم تجربة ادونيس النقدية، لكي نعيد امتلاكها. مقولات (ادونيس) التي بهرتنا بفعل صدماتها ينبغي ان تزول بمعنى ان يزول انبهارنا بها، فالعالم منذ الستينيات تقدم ببيانات متلاحقة عن الطاهرة الادبية، ولم يعد الانبهار هو محرك هذه البيانات بل انقلاب الاتجاه الادبي من الخارج الى الداخل. كل هذا يدفعنا الى مساءلة الاسس النقدية التي انبنى عليها تنظير ادونيس في الادبية العربية القديمة والمعاصرة. وحذف الزيادات التي اضفتها عليه، حركة التاريخ (تاريخ الصدام بين الحداثة والقدامة العربيتين) ثم لنحرر بعد ذلك او هذا ما نتوهمه، بعض مفهومات الحداثة الادبية العربية، من سوء الفهم والخلط. 3- بدأت عملي هذا، اولا، في كتاب ادونيس قصائد بدر شاكر السياب، التي اختارها وقدم لها ادونيس الذي صدر في بيروت عام 1978 اقول كتاب ادونيس وليس اشعار السياب المختارة من حيث انه يمثل مختاراته هو الاختيار بحد ذاته كما سنرى جزء في العمل النقدي وليس خارجه، اولا ويمثل افكاره النقدية في المقدمة ثانيا. ثم انتقلت الى كتاب (ادونيس) سياسة الشعر – دراسة في الشعرية العربية المعاصرة، الذي صدر في بيروت عام 1985. وقد وجدت بعد فراغي من قراءة سياسة الشعر، ان مختارات ادونيس في شعر السياب، تمثل حركتين نقديتين (بالمفهوم البنائي للحركة). تتمثل الحركة الاولى بالمقدمة. وتتمثل الحركة الثانية بالمختارات. اعني ان مقدمة المختارات تنتظم منهجيا، في كتاب سياسة الشعر اكثر من انتظامها في كتاب بدر شاكر السياب، على الرغم من الروابط العضوية بين مقدمة تتكلم على مختاراتها فيه والسبب ان كتاب سياسة الشعر ينطوي في جزئه الكبير على مقدمات انتزعت من زمنها بعضها كتب في مطلع الستينيات ومن فضائها دواوين او مختارات واستقرت في سياقها الجديد: سياسة الشعر. ان التصور النقدي الاتي ومن الممكن ان يكون اقتراحا في الوقت ذاته، يرى ان الجزء النقدي الخاص بمقدمات المختارات او الدواوين او بالتعليقات التي تبحث في السمات العامة لشاعر ما (كما هو حاصل في مقال شعرية التجريد المتصل لصلاح ستيتية يؤلف كتابا ذا سمة تاليفية خاصة في حين يضم المختارات جميع مختارات ادونيس بعضها الى بعض، ننجز كتابا ذا سمة تأليفية مغايرة وهكذا نكون في النصوص النظرية بازاء سمة تأليفية ثالثة. ان هذا التصور الذي يستند الى تحريك احجار الرقعة، والتلاعب بزمنها اذ ستكون مختارات ادونيس في شعر السياب قد صدرت عام 1985 نقديا عام صدور كتاب سياسة الشعر وعام 1967 تاريخيا عام صدور هذه المختارات الحقيقة اقول ان هذا التصور دال على مايعتمل في بؤرة الخطاب النقدي لادونيس وهو ما نحاول الكشف عنه. ولما كان كتاب سياسة الشعر في جزء منه كما ذكرنا يشتمل على مقدمات دواوين فان قراءة مقدمة كتاب قصائد بدر شاكر السياب، ستأتي بعد قراءة نصه النظري، لتعيين بعض نقاط هذا التصور. تعين لنا القراءة الماسحة اربعة جوانب في (المرسلة) النقدية لادونيس. الاول: النصوص النقدية: التي تنطوي على المبادئ والمفهومات والتصورات النقدية، اي الاجهزة التي تنطوي عليها نظرية او منظور (ادونيس) للنقد، كما يتمثل ذلك بمقدمة الشعر العربي/ 1971/ وزمن الشعر/ 1972/ وسياسة الشعر 1985. الثاني: التفوهات النقدية: واستخدام التفوه هنا مصطلحا اجرائيا يتناول كل ما انتجه ادونيس، من افكار نقدية وممارسات في مقدمات الدواوين والمختارات وكل ماصدر عنه من تعليقات عبر محاوراته الادبية ويتمثل بكتاب (ديوان الشعر العربي – نازك الملائكة).. الثالث: المقاربات النقدية، ويتناول

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram