كابول/ اف بدعا الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرز فوغ راسموسن مجددا امس الجمعة في اوسلو الدول الاعضاء في الحلف الى زيادة جهودها في افغانستان وخصوصا تدريب الجيش الافغاني، لكنه اصطدم بالرفض الضمني لمضيفه النرويجي. وقال راسموسن في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء النرويجي جنس ستولنبرغ «اذا دربنا المزيد من الجنود الافغان، واذا دربنا المزيد من رجال الشرطة الافغان، سيكون من الممكن نقل مسؤولية الامن اليهم، ولاية تلو ولاية».
 واضاف «لهذا السبب اقوم بهذه الجولة على حلفاء الاطلسي لدعوتهم الى زيادة مساهمتهم في مهمتنا التدريبية» عبر تدريب المزيد من القوات وتقديم المزيد من المعدات وزيادة مساعداتهم المالية. ورفضت النرويج التي تنشر نحو 500 جندي في شمال افغانستان، طلب راسموسن ضمنا. واعلن ستولنبرغ «اننا الدولة التي تسهم عسكريا اكثر من غيرها بالنظر الى عدد سكانها. لقد قلنا اننا سنبقي على هذه المساهمة الكبيرة». وراى ان الدولة الاسكندينافية هي ايضا احد اكبر المساهمين في تدريب قوات الامن الافغانية وفي الجهود الانسانية واعادة الاعمار. وافغانستان ضحية حركة تمرد دامية تقودها حركة طالبان على الرغم من تواجد اكثر من 100 الف جندي اجنبي، بينهم نحو 68 الف اميركي. وطلب قائد القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) الجنرال ستانلي ماكريستال تعزيزات تتراوح بين 10 الى 40 الف جندي اميركي اضافي لدعم الاستراتيجية الجديدة لمكافحة التمرد والتي يوصي باعتمادها. على صعيد اخر اتهمت حركة طالبان امس الجمعة الامم المتحدة بقمع المسلمين في العالم ومساندة «المحتلين» في افغانستان، غداة اعلان الامم المتحدة اجلاء اكثر من نصف موظفيها الاجانب من هذا البلد اثر هجوم دام في كابول. واعلنت طالبان في بيان نشر على موقعها على الانترنت «حين يتعلق الامر بحماية حقوق الامة، فان الامم المتحدة وعلى الاخص مجلس الامن، تلزم فجأة الصمت. لقد قرروا قمع الامة ومساندة المحتلين المستكبرين والوحشيين». وتابع البيان «إذا نظرنا في افغانستان، فسوف نرى بوضوح ان مجلس الامن تبنى كليا موقف الولايات المتحدة وقوات الائتلاف.. الامم المتحدة تشارك في الجرائم الواسعة النطاق التي ترتكب بحق الشعب الافغاني». وجاء في البيان «لم يمض يوم خلال السنوات الثماني الماضية الا وارتكب الاميركيون والقوات الغربية جرائم وعمليات قتل وتعذيب بحق شعبنا وتعديات على قيمنا الدينية». واعلنت الامم المتحدة الخميس اجلاء حوالى 600 موظف اجنبي اي ما يوازي اكثر من نصف موظفيها الاجانب موقتا من افغانستان. وفي 28 تشرين الاول، هاجم ثلاثة انتحاريين بيت ضيافة في وسط كابول كان يقيم فيه موظفون في الامم المتحدة فقتل خمسة منهم وشرطيان افغانيان، كما قتل جميع المهاجمين. وتبنت حركة طالبان الهجوم. وتشهد افغانستان تمردا داميا تشنه حركة طالبان رغم انتشار اكثر من مئة الف جندي اجنبي. والعام 2009 هو حتى الان الاكثر دموية منذ اطاحة نظام طالبان عام 2001، سواء على صعيد المدنيين او في صفوف القوات الافغانية والدولية.