حازم مبيضينأكد قرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدم نيته الترشح لمنصب رئيس السلطة مجدداً أن الرجل لايبحث عن مناصب بقدر ما كان وسيظل يبحث عن حل سلمي يضمن لشعبه استرداد بعض حقوقه ويضمن لمنطقتنا شيئاً من الهدوء بعد عقود من الصراع الدموي
مثلما أكد تطابق الموقفين الاميركي والاسرائيلي من المعضلة الفلسطينية وهما موقفان يدعوان للاستسلام ويتجاهلان أن البحث عن السلام ليس ضعفاً بقدر ما هو إيمان سيظل عباس يحمله بغض النظر عن نتائج محاولاته التي أحبطها التعنت الصهيوني والموقف الاميركي المتماهي معه. ثلاثة مواقف دعت عباس لاتخاذ قراره أولها الموقف الاميركي المحبط المتطابق مع موقف اليمين الصهيوني وتراجع الادارة الديمقراطية عن التزاماتها تجاه عملية السلام وثانيها الموقف الإسرائيلي المتسم بالتسويف والمماطلة ومواصلة الاستيطان وكل ما من شأنه أن يقوض العملية التفاوضية، وهي تتجاهل أن السلام أهم من أي مكسب سياسي ضيق يبحث فيه أحد الاحزاب عن جماهيرية وثالث هذه المواقف موقف حماس الانقلابي في غزه وهو أخطر ما شهدته الساحة الفلسطينية الداخلية والذي واجهته السلطة بتحريم الدم الفلسطيني والعمل من أجل وحدة الصف والمؤسف أنه حتى هذه اللحظة فان حماس لم تعد النظر في قراراتها المدمرة، ولافكرت بمصلحة شعبها بعيداً عن المصالح الإقليمية. محمود عباس بقراره لايساوم ولا يناور ولا يزايد ولا يتنازل عن إيمانه بحل الدولتين وهو بهذا القرار لايعلن هزيمة إرادة السلام الاصيلة في ذاته بقدر ما يؤكد أن هناك خطوات أخرى سيتخذها في حينه ويعتبر أن السلام والوصول إلى حل الدولتين مازال ممكناً رغم ما يواجهه من أخطار تفاقمت مؤخراً لكنه سلام يحتاج إلى الالتزام بقرارات الأمم المتحدة بشأن الصراع وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية سلام يؤدي إلى انشاء الدولة الفلسطينية على الارض المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية والتوصل إلى ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين والاعتراف بعدم شرعية المستوطنات وحل قضية المياه حسب القانون الدولي وإغلاق ملف الأسرى وإطلاق سراحهم جميعا على أن تكون هناك ترتيبات أمنية يقوم بها طرف ثالث على الحدود ما بين دولتي فلسطين وإسرائيل. ِواضح أن البعض فرح بقرارعباس وتنفس الصعداء واعتبر ذلك هزيمة لنهجه المعتدل وهؤلاء هم المتضررون من فترة رئاسته التي سعى فيها لتعزيز الأمن الداخلي وضمان سيادة حكم القانون وهم المتضررون من الانتخابات التي دعا إليها والتي ستتم في موعدها المحدد وستشمل حكماً غزة والضفة الغربية بما فيها القدس والفرحون جداً هم قبل ذلك اليمين الاسرائيلي الذي كان يرى في عباس رجلاً يؤمن بالسلام المرفوض لديهم وقائداً صلباً يعرف كيف يفاوض ولا يتنازل ويعرف تماماً مصالح شعبه بعيداً عن الديماغوجية والشعارات الفارغة الطنانة وهم يشعرون اليوم بالرضى بانتظار قائد خطيب مفوه يرفض مسبقاً كل شيء ويجمد القضية في متاهات المصالح الاقليمية أو قائد من صنع أيديهم يعطيهم أكثر مما يطلبون والمتضررون من قراره هم الباحثون عن السلام العادل والشامل والدائم والمتضرر الاكبر هو العالم الذي سيواجه ظروفاً مختلفة ينفلت فيها الزمام ولا يعلم أحد إلى أين تقود.
خارج الحدود: عباس الباحث عن السلام
نشر في: 6 نوفمبر, 2009: 05:43 م