وديع غزواناتخذت بلدية جمجمال في السليمانية قراراً اشترطت فيه على طالبي اجازات البناء زرع شتلتين امام المبنى الذي يرومون تشييده , كما شرعت بلدية السليمانية في وقت سابق بحملة واسعة لزراعة شتلات الزيتون في عدد من الاقضية والنواحي بهدف زيادة المساحات الخضر في المحافظة .
 القراران لهما آثارهما البيئية على المحافظة , خاصة وان نسبة المساحات الخضر قد انخفضت كما يبدو بشكل كبير حيث اشارت احصائية الى ان نسبة هذه المساحات في المحافظة لم تتجاوز العشرين بالمئة في حين ان المأ لوف في مناطق كردستان اكتساؤها بالخضرة التي اشتهرت بها خاصة وقت الربيع . ونحسب ان حملات التطوير العمراني ادت الى هذا الانخفاض في المساحات الخضراء في مراكز مدن الاقليم واقضيتها , دون ان نغفل ما سببه موسمان للجفاف من موت لكثير من الاشجارالطبيعية في مناطق متعددة من كردستان العراق . ويبد و ان مسؤولي المحافظة تنبهوا الى هذا الموضوع وآثاره الخطيرة والسلبية على البيئة مستقبلا , فاتخذوا هذه الخطوات التي ستسهم اذا ما طبقت بشكل صحيح في زيادة ملحوظة لهذه المساحات الخضر واعادة اللون الطبيعي الى وجه الارض المتميز الذي حباه الله اياعا وميزها به . قد يتوهم البعض ان الاهتمام بالبيئة ونظافتها ترف , فيتغافل عما لها من تاًثيرات على حياة الانسان بما فيها النفسية , ما استدعت من الامم المتحدة التنبيه لمخاطر التلوث البيئي وظاهرة الاحتباس الحراري وعقد المؤتمرات بشأنها . ما نامله ونتمناه ان تشهد كل مدن الاقليم حملات تشجير واسعة في اراضيها , خاصة وان موسم الامطار الحالي يبشر بالخير , رغم ما صاحبه من فيضانات الحقت اضرارا مادية جسيمة ببعض القرى كما تسببت بموت عدد من الاشخاص , وهو ما يؤشر تقصيرا في عمل بعض مفاصل الاجهزة الادارية المعنية التي كان عليها ان تاًخذ الاحتياطات مبكرا لمنع وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة. في بغداد والمحافظات الاخرى الحاجة ماسة اكثر لاهتمام الجهات المسؤولة بالبيئة وبشكل رئيس ما يتعلق بالمساحات الخضر فيها خاصة وان الحروب قد اتت على الكثير منها ,ناهيك عن ازالة الكثير من الحدائق العامة والجزرات الوسطية بدافع انشاء المجسرات او غيرها دون التفكير بالتعويض عن هذه المساحات , واذا اضفنا لجوء بعض اصحاب المنازل الى ازالة حدائقها وبناء مشتملات او محال مكانها لمواجهة متطلبات الحياة في ظل موجة الغلاء الفاحش لعرفنا حجم ماتتعرض له البيئة من اضرار.