كمبالا/ BBC في ميدان التدريب الخاص بشركة «ووترتايت» الامنية في العاصمة الاوغندية كمبالا، تؤدي مجموعة من الرجال والنساء تمريناً للرماية بالذخيرة الحية بينما تستمع مجموعة اخرى الى محاضرة في ظل شجرة قريبة. ودأبت هذه الشركة منذ تأسيسها عام 2007 على ايفاد الحرس الامنيين الى العراق، الوجهة التي قصدها اكثر من عشرة آلاف اوغندي منذ حرب العراق في العام 2003.
فموسيس ماتسيكو على سبيل المثال عمل في العراق لاكثر من ثلاث سنوات قبل عودته الى بلاده اوغندا وتأسيسه شركة «ووترتايت». وقال ماتسيكو: «بما ان اختصاصنا هو الامن، فنحن نبدأ عملية التوظيف في شركتنا بإجراء تحر امني دقيق عن كل المتقدمين بالتعاون مع الشرطة الدولية الانتربول»، ومضى مدير الشركة الاوغندي للقول: «بعد ذلك، يخضع المتقدمون الى فحص طبي لكي نتأكد من ان الذين نرسلهم الى العراق يتمتعون بوضع صحي جيد، ثم نخضعهم لبرنامج تدريب يشمل استخدام الاسلحة والاسعاف الاولي». واكد ماتسيكو بأن عدد المتقدمين لاشغال كل وظيفة شاغرة يتجاوز الالف. وينظر الكثيرون في اوغندا الفقيرة الى العراق بوصفه فرصة لتحقيق احلامهم. فسيث كاتيريما مويسيجييه، الذي يعمل مدربا لدى شركة «ووترتايت»، يقول إن الاموال التي تقاضاها جراء عمله في العراق جعلته رجلا ثريا بالمعايير الاوغندية. يقول مويسيجييه: «كنت طالبا في جامعة ماكيريري، ولكن لم اكن املك لدى سفري الى العراق قطعة ارض. ولكن بعد عودتي تمكنت من شراء قطعة ارض وعدد من الماشية. كل تلك الاموال جاءت من العراق.» ويؤكد ماسيكو أن العراق يمثل فرصة للاسترباح بالنسبة للشركات الامنية ومجنديها الاوغنديين. الا انه يضيف بأن على شركته الآن البحث عن السبل الكفيلة بالتغلب على المنافسة التي تزداد حدة من الشركات الاخرى، والبحث ايضا عن فرص جديدة في بلدان جديدة، إذ يقول: «دخلت عدة شركات جديدة هذا المعترك مؤخرا، وهي مستعدة لتعيين الحرس لقاء اجور تقل كثيرا عن الـ 700 او الالف دولار التي يتقاضاها منتسبونا. فالكينيون على سبيل المثال يتقاضون 400 دولار شهريا فقط لقاء عملهم في العراق». ويقول: «كل الاعين تتجه الآن الى افغانستان. نحن نأمل بالفوز بفرص عمل كثيرة هناك حال فتح السوق الافغانية لنشاطنا». ولكن الصورة ليست وردية بالكامل، فبالاضافة الى مخاطر العمل في العراق، نشر الاعلام الاوغندي مؤخرا تقارير تحدثت عن شكاوى العمال الاوغنديين العاملين في العراق حول رواتبهم وظروف عملهم، وعن رغبة بعضهم بالعودة الى اوغندا. من جانبه، اعترف وزير العمل والشؤون الاجتماعية الاوغندي جبرائيل اوبيو بأن بعض الشركات الامنية لا تعامل منتسبيها بشكل نزيه، إذ يقول: «عليها (اي الشركات) التقيد بالتعليمات التي وعدت بالالتزام بها عندما حصلت على اجازاتها، والا سنسحب هذه الاجازات. نحن نعكف الآن على تطوير سياسات توظيفية جديدة تتضمن حدا ادنى للاجور». ومن الواضح ان الذين يقررون العمل لحساب شركات امنية كـ»ووترتايت» انما يحاولون الهرب من الفقر والبطالة التي يعانوها في اوغندا نحو مستقبل افضل رغم المخاطر المحيقة بذلك.
الأوغنديون يرون في العراق فرصة لتحقيق أحلامهم
نشر في: 6 نوفمبر, 2009: 06:02 م