اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أميركا: صدمة جائزة نوبل وقوة أوباما الناعمة

أميركا: صدمة جائزة نوبل وقوة أوباما الناعمة

نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 02:46 م

علي حسن الفواز لا أعرف ما هو وقع فوز الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجائزة نوبل للسلام، وكيف تم استقباله لإعلان الخبر الذي ادخله قائمة الرؤساء المسالمين، بالضد من التاريخ الرئاسي الأمريكي الحافل بالرؤساء المحاربين؟
وهل يعني هذا الفوز انزياحا في توصيف الجائزة، أم تغايراً في طبيعة المواصفات الرئاسية التي اعتدنا ظاهرتها الصوتية الحادة، وخصالها المحاربة، وفهمها الامبريالي النقي للسلام والحرية والديمقراطية؟ ما احسبه في قراءة هذا الفوز هو محاولة في طرح اقتراح لتجاوز عقدة (قبول) أميركا في العالم بعد سلسلة طويلة من الحروب والأزمات والرئاسات الخشنة، خاصة ما بعد أحداث أيلول 2001 والتي تركت العالم تحت مخالب السلطة الأمريكية بشكل فاضح، فضلا عن الرغبة في تغيير زاوية النظر الى أميركا الدولة والإمبراطورية والقيمة، ومحاولة دولية لطي أزمات معقدة استغورت مفاهيم الحوار والدبلوماسية، وحولت العالم الى قرية صغيرة على وفق القياسات العولمية، لكنها بالمقابل قرية محكومة بالمراقبة والضغط والحروب الطارئة والجاهزة والعنف الإيديولوجي. إزاء كل هذا ثمة من يتساءل أيضاً، هل كان الفوز المفاجئ للرئيس الأمريكي أوباما بجائزة نوبل للسلام مقبولا عند الكثير من الأوساط السياسية والثقافية، او مرفوضا عند بعضها من أصحاب المرجعيات التي تضررت من هيمنة النموذج التقليدي للرئاسة الأمريكية صاحب الذراع الطويلة في الحروب الصغيرة والكبيرة، والدعوة لقبول نمط السياسات الناعمة للرئيس الأمريكي الجديد أوباما، إذ ان المثير في موضوع الجائزة انها تمنح لرئيس جديد في دولة عظمى ولم تمض على خدمته الرئاسية أكثر من تسعة أشهر أكلت نصفها الأزمة الاقتصادية العالمية وتداعياتها على الاقتصاد الأمريكي، ناهيك عن أزمة الحرب في أفغانستان والعراق، وتداعيات الصراعات المجاورة حول الملف النووي الإيراني والملف الكوري الشمالي، وأزمة الشرق الأوسط، وعقدة الإرهاب وغيرها، اذ لم تختبر بعد أفاق مشاريعه السياسية الأخرى خاصة في المجالات الستراتيجية، ولم تكتشف أحلامه بعد، خاصة تلك التي تتعلق بإقامة العدل الدولي ونزع فتيل تلك الحروب والصراعات والملاحقات النووية بين الدول وكبح جماح إسرائيل الرافضة لكل شيء، بدءاً من الحقوق التاريخية للفلسطينيين وحقهم في العودة وبإيقاف الاستيطان والنبش في القدس والحروب المفتوحة في المسجد الأقصى. بيان اللجنة المسؤولة عن الجائزة التي فاز بها الرئيس الأمريكي والتي أعلنها القيمون عليها تقول أنها هناك العديد من الرؤساء والشخصيات الدولية قد ترشحت للفوز بهذه الجائزة ومنهم من يملكون أجندات (شرف) وامتيازات تؤهلهم للفوز على وفق القياس النرويجي، لكن هذه اللجنة (أولت أهمية خاصة لرؤياه (أي رؤية أوباما) وجهوده من اجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية). وأضاف البيان: وبوصفه رئيساً، أوجد أوباما مناخاً جديداً في السياسة الدولية، واستعادت الدبلوماسية المتعددة الطرف موقعاً مركزياً، مشددة على أهمية الدور الذي يمكن ان تتولاه الأمم المتحدة وباقي المؤسسات الدولية. وأُعطيت الأفضلية للحوار والمفاوضات بصفتها وسيلة لحل النزاعات الدولية وضمنها الأشد صعوبة. وزادت في تصريحها: نادراً ما شدّ شخص كما فعل أوباما، انتباه العالم ومنح البشرية الأمل بغد أفضل. هذه الجائزة (الاوبامية) فيها من الصدمة أكثر من القبول، اذ ان تاريخ الرؤساء الأمريكان هو تاريخ محارب دائما، وان أكثرهم لا يتمتعون بالرومانسية الخالصة من اغلب شعوب الدنيا، خاصة تلك الشعوب الفقيرة او التي مازال اليسار القديم معششاً فيها، او مازالت قطارات الثورة الدائمة تعبر بالجوار منها، فضلا عن ادوار هؤلاء الرؤساء الارستقراطيين الحادّي الطباع في صناعة النموذج الغرائبي لـ(الرئيس) والتعمد في صناعة مضخمة للازمات الكونية بدءا من الأزمات المخابراتية التي تثيرها عادة وكالة سي، آي، أي، مروراً بالأزمات المالية وانتهاء بانقلابات (التبغ والكاكاو والموز والقطارات والرقيق الأبيض) والاحتلالات السريعة بقوة المارينز والتي تحدث هنا او هناك وبقرارات رئاسية خالصة.. هذا التوصيف والمرجعيات هو ما يجعل التفكير بمنح رئيس أمريكي جائزة للسلام وهو على رأس السلطة أمرا فيه الكثير من الفنطازيا والغرابة والإثارة، مثلما فيه من الجاذبية والتساؤل..فما الذي أثاره الرئيس باراك أوباما حقا بالنسبة لأجندة (لجنة جائزة نوبل) ليكون صاحب الحظوة في الحصول على امتياز هذه الجائزة؟ وهل مجيئه وهو (الأسود) الى البيت (الأبيض) السبب الصادم لتجاوز عقدة الجائزة التي لا تخلو من عنصرية، أم في الطريقة الدراماتيكية في خطبه الرنانة التي هيجت جيلا جديدا من الثوار للاحتجاج على مهيمنات اللون والطبقة والجيب، ام انه إعادة إنتاج ظواهر فيها الكثير من الرومانسية الثورية مثل رومانسيات مارتن لوثر كينج وباتريس لو مابا وفرانز فانون، وايميه سيزار، أم ان إعلانه عن الالتزام العلني بالتعاون الدولي والسعي الى تحقيق السلام في الشرق الأوسط ومكافحة الانتشار النووي كاف كشعارات براقة لتحريض شيوخ اوسلو على منحه الجائزة؟ وهل حميميته المعلنة في الالتزام بالمسار التغيري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram