اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > من بوكا إلى سجن تكريت ... هروب جماعي تحت مظلة التقصير والتواطؤ برعاية الخروقات الأمني

من بوكا إلى سجن تكريت ... هروب جماعي تحت مظلة التقصير والتواطؤ برعاية الخروقات الأمني

نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 03:51 م

تحقيق: ليث محمد رضا ما ان ذاع خبر هروب السجناء من سجن تكريت، الذي يقع في منطقة الحارة الرئاسية ، وقد كان هذا الموقع سابقا مدرسة للدراسات الإسلامية قبل ان يتحول الى سجن مكافحة الارهاب ، حتى انبرت بعض وسائل الاعلام مستغلة حادثة هروب السجناء لتجييرها سياسيا ،
 فبعض هذه الوسائل ربطت بين حادثة الهروب و انسحاب القوات الامريكية وتسلم القوات العراقية زمام الملف الامني مشيرة الى ان الحادث جاء بعد عدة اشهر من يوم السيادة بهدف التشكيك بقدرة القوى الامنية العراقية، و كأنهم لم يسمعوا عن هروب 11 سجيناً من اكثر السجون الامريكية تحصيناً و هو سجن بوكا في محافظة البصرة ، عندما تمكن السجناء من احداث فجوة في سياج من الاسلاك الشائكة كانت تطوق السجن. وبأعتراف الجيش الامريكي في حينها فأن القوات العراقية هي التي تعقبت الهاربين وتمكنت من اعتقالهم ، و عدت عملية الهروب تلك اول عملية هروب ناجحة في تاريخ السجون الامريكية. لقد صور البعض عملية الهروب من سجن تكريت بشكل (سينمائي) يجعل من الهاربين اشخاصا بأمكانات خارقة للطبيعة البشرية ، يحددون نقاط الضعف ويخططون ويحددون ساعة الصفر قبل عدة اشهر وينفذون في الموعد المحدد وتتكلل الخطة بالنجاح ليتفاجأ الجميع بذلك المستوى العالي من التخطيط ، من دون اشارة ولو صغيرة الى احتمال ان يكون اسهل هروب في العالم بسبب تواطؤ بعض الحراسات داخل المعتقل حسب وكالات الإنباء التي تناقلت الخبر ونسجت حوله القصص! قصص مكررة لقد شكل تكرار الهروب من السجون العراقية قضية جديرة بالتحقيق لما تنطوي عليه من ابعاد سيما القانوني منها ،فسياق القضية شكل حلقة ضمن سلسلة الفساد الاداري المتوج بالخروقات الامنية التي يحاول البعض ان يبسط من وقعها ويقول ان مثل هكذا حادثة ليست نهاية العالم و نحن ايضاً نقول و لكن يجب ان تكون بداية لأعادة النظر في إدارة السجون و تطهير الاجهزة الامنية من العناصر المعادية للعملية السياسية والعراق الجديد التي يسمع المواطن عنها و لا يدري ان كانت حقيقة أم نماذج تضخم وتفخم من اجل زعزعة ثقة المواطن بالأجهزة الأمنية. و في هذه القضية تحديداً تعاملت وسائل الإعلام بشكل انتقائي يؤكد على بعض النقاط ويستثني أخرى. و كان بعض أصحاب النوايا الطيبة أداة لتلك الزوبعة التي لفت الرأي العام في دوامة التضليل وغياب الحقيقة. سجن تكريت ...هل كانت رشوة ؟ مصدر من داخل شرطة محافظة صلاح الدين طلب عدم كشف اسمه لحساسية الموضوع تحدث الينا قائلاً:ان العملية لم تكن ارتجالية و كان سبق ان خطط لها ، فقبل عشرة ايام طلب السجناء مفك انابيب (اسكول سبانه) بحجة ان لديهم مشكلة في انابيب الماء ويحتاجون لاصلاحها وتمت الاستجابة لطلبهم من قبل ادارة السجن حيث قام احد الحراس بجلب الـ (اسكول سبانه ) للسجناء واخذ منهم بالمقابل مبلغ 50 الف دينار لشراء الاداة والباقي كان ( بخشيشا ) . شرطي وضابط خفر ! من الواضح ان السجناء قد هيأوا تلك الـ (اسكول سبانه) للهرب في ايام العيد لعلمهم ان اجراءات الحراسة تضعف في هذه الايام وهذا ماحصل اذ لم يكن متواجدا داخل سجن مكافحة الارهاب سوى ضابط خفر واحد و اربعة حراس خرج ثلاثة منهم بدون موافقة رسمية الى بيوتهم فلم يبق سوى الضابط و حارس واحد . كيف هرب اخر السجناء؟ حسب مصدر امني ، قام السجناء بكسر الهوائية في دورة المياه (بالاسكول سبانه) و الخروج منها ثم تجاوزوا الحواجز العالية من خلال الصعود على اكتاف بعضهم البعض حسب الرواية التي تتداولها الاجهزة الامنية في المحافظة .والسؤال الذي نطرحه هنا هو : كيف هرب السجين الاخير اذا كان الحاجز عالياً و لا يستطيع السجين تجاوزه بمفرده ! وحسب المصدر نفسه ، فان القوات الامنية اعتقلت 12 من الهاربين فيما ظل اربعة آخرون قيد الملاحقة ، و اكد المصدر: ان كل الهاربين هم امراء في تنظيم القاعدة الارهابي ومحكومون بالاعدام. بنوا الحمامات وهربوا منها يقول مهدي السامرائي عضو مجلس محافظة صلاح الدين: ان واجب الجميع المساهمة في كشف الحقيقة وأضاف: ان كل من يسمع الموضوع يدخل في باله ان هناك اتفاقا بين الحراس والسجناء أو هنالك صفقة و رشوة . ولكن بحكم اطلاعي على الموضوع تبين ان الموضوع اهمال مئة بالمئة و ليس تواطؤا فمنتسب، بالسجن جلب (سكول سبانه) بعد ان اخبروه انهم بحاجه إليها لتصليح شبكة المياه داخل السجن و احضر لهم الالة وقبض منهم خمسين الف دينار تتضمن سعر الاداة مع الاكرامية . واشار مهدي الى ان الحمامات التي هرب منها السجناء هم انفسهم عملوا في بنائها سابقاً .فقد كان المقاول المكلف ببناء الحمامات يستعين بالسجناء ويشغلهم في البناء مقابل اجور يومية ، لذلك فلديهم خبرة كبيرة بالمنطقة و السجن و الطرق و المناطق المحيطة وحتى اماكن تواجد الحراس ونومهم و نقاط الواجب و اوقات تبديل الحراسات حيث كانت خطتهم للهروب متكاملة . و بخصوص التحقيق قال مهدي : هناك لجنة تحقيقية وجميع المسؤولين عن الحراسات محجوزون حجزا اعتياديا يعرف بالمصطلح العسكري( حجز ثكنة) فالتهمة الموجهة لهم هي الاهمال فقط .وأكد مهدي :لقد شكلنا لجنة تحقيقية من اللجنة الامنية في مجلس المحافظة وتبين لنا عدم وجود صفقات او رشوة او فس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram