TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > كرة القدم.. متنفس الأطفال في مجتمع تأثر بالعنف

كرة القدم.. متنفس الأطفال في مجتمع تأثر بالعنف

نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 06:02 م

بغداد/ المدى والوكالاتأدت الحروب واعمال العنف في العراق إلى حرمان الاطفال من ممارسة هواياتهم والخروج للتنزه والترويح عن همومهم, ولم يبق امامهم سوى لعبة كرة القدم, التي اصبحت المتنفس الوحيد لهم. وقال ميثم علي (16سنة) بحسب وكالة (شينخوا) اثناء حضوره لمشاهدة مباراة كرة قدم بين فريقين من الناشئين أقيمت في ملعب انشأ عام 2007 في ساحة خلف مبنى وزارة الخارجية،
 التي شهدت قبل اكثر من شهرين انفجارا عنيفا راح ضحيته نحو 100 قتيل و600 جريح, قال «لم يبق لنا سوى لعبة كرة القدم, نمارسها من اجل المتعة والاستمتاع». واضاف ميثم «نتيجة الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا, لا يمكننا الخروج وممارسة السباحة أو التنس أو أي نوع آخر من الرياضة, بسبب الوضع الامني المضطرب وعدم توفر المنشآت الرياضية الخاصة لممارسة الرياضة, الامر الذي اجبرنا على ممارسة كرة القدم, لان بامكاننا لعبها في أي مكان». وتابع «رغم أن لعبة كرة القدم هي اللعبة الاكثر شعبية في العراق, الا أن بعض اصدقائي يرغبون بممارسة لعبهم المفضلة أو رياضات اخرى. لكن بسبب الاوضاع الامنية فان اهلهم لا يسمحون لهم بالذهاب إلى اماكن بعيدة عن منازلهم خوفا عليهم من الهجمات بالسيارات المفخخة أو العبوات الناسفة». وهناك بصيص امل لدى بعض الاطفال بتحسن الوضع الامني، وممارسة رياضاتهم المحببة، كما كان يفعل ذووهم في فترات استقرار الاوضاع الامنية. ويحلم ميثم الطالب في الصف الثالث المتوسط, والذي كان يحمل في يده دفتر ملاحظات لمادة الرياضيات لانه جاء بعد الدراسة لمشاهدة مباراة أقيمت بين فريقين شعبيين للفتيان الاول يمثل منطقته الواقعة في الضفة الغربية من نهر دجلة والثاني يمثل منطقة الكفاح في الضفة الشرقية من النهر، يحلم بان يكون لاعبا في صفوف المنتخب الوطني العراقي ويحمل الرقم 10، الذي يحمله نجم الكرة العراقية الحالي يونس محمود صاحب الهدف الذهبي في المباراة النهائية ببطولة كأس آسيا والتي فاز بها العراق على السعودية في يوليو عام 2007. بدوره قال عامر كاظم (15 سنة) «كنت اتدرب على كرة القدم في نادي الكرخ صباح يوم 19 اب الماضي ولدى عودتي إلى منزلي في الصالحية القريب من مبنى وزارة الخارجية, وقع انفجار قوي, وحصلت فوضى كبيرة ودمار. وشاهدت جثث القتلى واجزاء بشرية متناثرة في الشوارع، ما دفعني الى المشاركة باخراج الجثث من السيارات ومن تحت الانقاض, وفي المساهمة باجلاء الجرحى لنقلهم إلى المستشفيات». واستطرد «بعد عدة ساعات حضرت أنا واصدقائي إلى معلب كرة القدم ووجدنا الزجاج وبعض اجزاء الشاحنة التي انفجرت وانقاض اخرى تغطي ساحة المعلب, فقمنا بتنظيفها وازالتها, لانه كانت لدينا مباراة مع احد الفرق الشعبية, واصررنا على لعب المباراة عصر ذلك اليوم رغم المأساة التي حصلت وتمكنا من الفوز بها». وأكد انه وزملاءه لا يخافون من التفجيرات لانهم تعودوا على سماعها ومشاهدة الجثث والدماء, بحيث اصبحت هذه المناظر البشعة عادية بالنسبة لهم, مبينا انهم عندما يلعبون كرة القدم ينسون كل شيء ويفرحون بفوزهم, واصفا ذلك بانه «شعور جميل». المعلب الذي يلعب فيه اطفال الحي لا تتوفر فيه ابسط الشروط الصحية, فارضيته يغطيها التراب, وعندما يبدأون اللعب يتطاير الغبار في سماء المعلب, بحيت يصعب على الجمهور في بعض الاحيان تمييز اللاعبين لان وجوههم وملابسهم يغطيها التراب والغبار. الجمهور الذي يحضر المباراة جميعهم من الاطفال, حيث يستغل الصغار منهم فرصة الاستراحة أو قبل بداية المباراة لممارسة لعبة كرة القدم, ويلعب بعضهم باحذية رياضية عادية والبعض الاخر حافي القدمين, فيما تقوم مجموعة منهم بتشجيع فريقهم وهم يرددون باللهجة العراقية المحلية (جيب الكاس جيبه) أي اعطني الكأس, وهذه الاهزوجة رددها العراقيون في احتفالاتهم بمناسبة فوز فريقهم ببطولة كأس امم آسيا قبل عامين. يذكر أن شريحة الاطفال هي من اكثر شرائح المجتمع العراقي تأثرا بالحروب واعمال العنف لانهم الحلقة الاضعف, حيث لا تسمح لهم عوائلهم في ممارسة هواياتهم في الخارج بحرية خوفا عليهم, الامر الذي أدى إلى حصول امراض نفسية لدى بعضهم لبقائهم فترات طويلة داخل المنازل. ويرى الخبراء انه يجب توفير بيئة مناسبة للطفل في العراق وتوفير الحدائق والملاعب وأماكن الترفيه المناسبة في المدارس والأحياء والمدن, فضلا عن توفير الملاعب والأندية الرياضية والفنية المناسبة وتوسيع قدراتها وطاقاتها والبدء بدوري يهتم بالطفل في مختلف انواع الرياضات البدنية والعقلية, لمساعدتهم في تجاوز واقعهم المأساوي وتخفيف معاناتهم نتيجة الحروب واعمال العنف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram