جلال حسنالشكوى وحدها لا تنفع، ربما تثير الشفقة والعطف، واحيانا تكون هروبا من المسؤولية، ان تشتكي من حال سيء قد يكون ضعفا مبالغا فيه، ومادة حديث خاوية وباهتة. واقع الحال يشير الى كثير من السلبيات والمنغصات والمشاكل المستعصية والظواهر الدخيلة والتصرفات غير المسؤولة،
والتي لا يمكن التغاضي عنها ولكن ليس بطريقة الشكوى. هناك معالجات تقوم بها الدولة واخرى فردية، وما يقوم به الفرد اوالجماعات بالتظاهرات والاحتجاجات والاعتصام يمثل عين الصواب في لبحث عن ايجاد فعل موضوعي يؤكد من خلاله البحث عن وسيلة دفاعية للمطالبة بحاجات ضرورية وملحة للتواصل مع متطلبات الحياة . كثيرة هي المشاكل التي تصادفنا في حياتنا اليومية، منها لا يمكن تأجيل حلها، واخرى تقتضي الحكمة الانتظار. مشاكل من النوع الذي يثير العصبية والازدراء والغضب والتذمر. تبدأ من البيت والشارع والعمل. و تقضّ مضجع النوم بكوابيسها. إذن ما التصرف السليم لاحتوائها بطريقة بعيدة عن الشكوى ،من دون إلقاء اللوم على الاخر دون سواه، ووضع الاخرين في خانة الاتهام؟ اذا ادركنا بوضوح اننا جزء من المشكلة وجزء من الحل معا. اعتقد ان الشخصية المتزنة والادراك الموضوعي الجاد كفيل بوضع النقاط على الحروف. وتبدأ المعالجة بالهدوء اولا وفهم وجهة نظر الاخر باحترام، وايجاد الحلول بتفصيل أي مشكلة، فضلا عن الصدق والاقناع المقرون بدلائل الواقع بعيدا عن الاماني والوعود. و هناك فرق كبير بين الشكوى وبين المطالبة. المطالبة التي تفرض المشاركة بالحل وعدم الوقوف بطريقة المتفرج . شباب كثيرون يشتكون من ضغط اسرهم عليهم ومحاسبتهم باستمرار للحصول على العمل. الاهل محقون تماما نتيجة الضائقة المالية وتوجيه ابنائهم للاعتماد على انفسهم وبناء حياتهم، ولكن الشباب يتذمرون من ذلك، ويفسرونه اساءة تولّد الكبت والانفجار. أليس الأحرى بالشاب البحث عن عمل؟ وليس هناك أي عذر؛ فالقطاع الخاص مليء بفرص العمل، اما خلق الاعذار والحجج بعدم الحصول على فرصة عمل فذلك يحوله الى شخص عدائي متوتر ينفعل لأتفه الأسباب، ويجعله منطويا على نفسه وحذراً من الخروج والاختلاط مع المجتمع لشعوره بأنه غير مفيد، ويخسر نفسه ويخسره المجتمع بسبب أمور يمكن معالجتها بواقعية. هناك مواطنون كثيرون يعبرون عن تذمرهم من اغلاق الطرق الرئيسة بعد التفجيرات، فيما اخرون يدعون الاجهزة الامنية الى تطبيق خطط امنية اكثر شدة وفعالية لحفظ الامن. مواطنون يشتكون من سوء الخدمات والازدحامات والبطالة. ولكن ما الحل ؟ الشكوى لا تحل المشكلة، والتذمر يزيد الامور سوءا..ولكن القيام بتنظيم تظاهرة سلمية احتجاجا على سوء الخدمات تكون الحل الامثل. وتعبيرا حضاريا عن وجود خلل. ذلك اضعف الايمان، وان الشكوى لغير الله مذلة ! jalalhasaan@yahoo.com
كلام ابيض : ما الجدوى من الشكوى؟
نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 06:25 م