عبدالله السكوتيابتاع رجل ثلاثة كيلوغرامات لحما واخذها الى البيت، ثم قفل راجعا الى عمله ، فما كان من امرأته الا ان جمعت جاراتها وعملت لهن مأدبة عامرة. عاد الرجل في المساء وطلب العشاء مطمئنا ان اللحم سيكون سيد المأدبة ، وضعت زوجته امامه برغلا مسلوقا بالماء فقال : اذا لم يكن لديك وقت لطبخ اللحم .. اما كان بامكانك ان تخلطي بعضا منه مع البرغل كي يستساغ طعمه.
اجابت المرأة ان مانعا منعها من ذلك وهو ان الهر قد اكل اللحم ، نظر الرجل الى الهر وقام باحضار ميزان وزنه به ووجد ان وزنه ثلاثة كيلوغرامات ، عندها سأل المرأة اذا كان الذي وزنته الهر فأين اللحم ؟ وان كان هذا وزن اللحم فاين الهر؟ نحن بدورنا نتساءل نفس سؤال الرجل في نهاية السنين الاربع نحن على وزننا فاين اللحم واين الاموال التي رصدت للاعمار واسعاد الشعب ، وما علينا الا ان نزن النواب والمسؤولين لنرى ماهو التغيير الذي حدث في اوزانهم لنراقب املاكهم وبيوتهم الفارهة وآخر موديلات السيارات ، أليس من حق الشعب ان يسأل اين اموال النفط وماهي المشاريع التي نفذت؟! لقد اقمنا معرضا عرضنا فيه صناعات غيرنا وكنا فقراء امام الدول الاخرى ، كان علينا ان نعرض همرا اوجهازا من اجهزة السونار التي اختلف فيها مصنعوها مع المستخدمين فالمصنع يقول انها متخلفة في حين يصر المستخدمون للاجهزة انها ذات كفاءة منقطعة النظير وخير دليل على ذلك تجوال فريق نيويورك تايمز الاعلامي مزودا باسلحة ومارا بتسع سيطرات لم تستطع سيطرة واحدة ان تكشف ماذا يحملون. على هذا الاساس وعلى اساس التدهور الخدماتي الذي جعل من الكهرباء مصابة بعلة مزمنة وجعل من الماء ذا طعم ورائحة وجعل من الطريق شيئا مزعجا ومن بغداد قرية في الخمسينيات حين غزاها (اشطيط) ولكن بلا جاموس، على الشعب مساءلة واستجواب البرلمانيين تحت قبة البرلمان ليحاكمهم ما الذي يعنيه اصرارهم على استحصال مميزاتهم تاركين غيرهم بلا مميزات ، واستجوابهم عن فقير اقتات على فضلات الامراء واستجوابهم عن الفتيات اللواتي بعمر الورود حين يجمعن قناني البيبسي الفارغة من المزابل وكذلك استجوابهم عن الادوية الفاسدة التي اتت على صحة الناس فصادرتها بشهادة اطباء في مستشفى ابن النفيس ان اغلب الادوية التي يجلبها تجار الادوية هي فاسدة ومن نوعيات رديئة جدا ، والعموم الغالب من الشعب العراقي يعلم انه يتناول مستحضرات (الجص) حتى اصبحت الانفلونزا من الامراض المزمنة في العراق. تعرضنا جميعا للامتحان وغدا نظهر النتائج وسيحصد كل واحد جهده بلا مجاملات او غش وسنرى من الذي اكل اللحم ؟ الهر ام غيره وسنزن هؤلاء لنكتشف ايهم تاجر بدمائنا وايهم سلب قوتنا ليترك العوائل تنحشر كالجرذان بجحور مقرفة تسمى بيوتا ، اما هم فقد (اكلوا على الفجين) وينبئ مظهرهم عما اقترفت ايديهم من تفريط بمصلحة الشعب ومصادرة لقوته.
هواء في شبك: وزن الهر أم وزن اللحم؟
نشر في: 7 نوفمبر, 2009: 07:00 م