هو عبود بن مهدي بن محمد امين بن احمد الشالجي، من مدينة (شلج) احدى مدن الدجيل جلا عنها اهلها لما انقطع الماء عن نهر الدجيل، وتوزعوا في مختلف انحاء العراق.. اكمل الدراستين الابتدائية والمتوسطة في المدرسة الجعفرية الاهلية ببغداد، وانهى الدراسة الثانوية،
في المدرسة الثانوية المركزية ببغداد، وتخرج في كلية الحقوق العراقية في السنة 1931م، وبحساب هذه السنين يفترض ان يكون من مواليد عام 1910م، انتقل الى المحاماة في السنة 1940م وقضى فيها ثلاثين سنة وانتقل في السنة 1969م الى لبنان حيث اقام في (بحمدون) عاكفا على التحقيق والتأليف حتى شملتها موجة العنف التي لفت لبنان، فانتهبت داره واحرقت مسودات مؤلفاته فانتقل الى قبرص ثم الى لندن حيث هو الان من اشهر مؤلفاته الصادرة: نشوار المحاضرة واخبار المذاكرة للتنوخي، تحقيق بثمانية مجلدات، موسوعة الكنايات العامية البغدادية، ثلاثة مجلدات، الفرج بعد الشدة للتنوخي في خمسة مجلدات تحقيق الرسالة البغدادية، للتوحيدي، الكنايات العامية البغدادية – مجلد واحد- ولديه سبعة كتب اخرى مخطوطة وهو يعكف الان على تحقيق ديوان الحسين بن الحجاج. وهو كأي بغدادي اصيل ظريف والظرف طبع فيه، لايفتعله، ولايتكلفه وكان مجلسه في مكتبه ببغداد ملتقى الوجوه البغدادية من اهل الادب والعلم والسياسة والظرافة، وله مداعبات ونوادر اخوانية كثيرة، منها هنا: *حين كان قاضيا في الحلة، اراد صاحب دعوى التزلف اليه فقد وطرق ذهنه ان امرا صدر بترفيعه، في حين ان هذا الامر يتعلق بنقله من الحلة الى الموصل، فطير له برقية تهنئة فاجابه الشالجي (الشاعر الظريف) بهذين البيتين الضاحكين: الحمد لله على ما حبا اوشكت الغمة ان تنجلي درهمكم قد ضاع منكم سدى فقد تحولت الى (الموصل) والدرهم كما هو معلوم اجرة ارسال البرقية.. كان المرحومان يونس السبعاوي وزير اقتصاد حكومة الدفاع الوطني واحد اقطاب حركة مايس 1941م والاستاذ عبدالهادي الظاهر يعملان في مكتب محاماة مشترك وقد اعتاد صديق الطرفين الاستاذ عبود الشالجي ان يداعبهما بابيات شعرية فكهة في كل مناسبة وبمناسبة حلول احد الاعياد بعث (الشالجي) لصديقه (الظاهر) هذين البيتين الرقيقين. كل عيد وانت في خارج الحكم معنى بباطلات الدعاوي يئس الناس من نجاح دعاو انت فيها و (يونس السبعاوي) وقد صار هذان البيتان على لسان كل اديب في نقابة المحامين. ومن طريف مايرويه الشالجي- مد الله في عمره- قال: وكنا نمازح استاذنا عباس العزاوي رحمه الله ونعيره بخنس في انفه ونسميه (عباس الكسيف) وفي يوم ابصرت المحامي محمد جواد الخطيب في غرفة المحامين جالسا بين المرحومين عباس عبداللطيف البلداوي وعباس العزاوي، فكتبت اليه في رقعة قصيرة بيتين من الشعر وسلمتها اليه وفيها: اني رأيتك جالسا في مجلس حلو لطيف مابين (عباس اللطيف) وبين (عباس الكسيف). فاغتاظ استاذنا العزاوي وقال: هذه ابيات معدة مسبقا وهي ليست كذلك.
ظرفاء بغداد: عبود الشالجي ومداعباته الشعرية!
نشر في: 8 نوفمبر, 2009: 04:00 م