بغداد/ المدى والوكالات وصف سفير مصر الجديد لدى بغداد شريف شاهين ان مهمته في العراق «دقيقة للغاية»، وأن بلاده «لم تنظر إلى العراق من منظور أمني فقط»، مدللا على ذلك بأن العلاقات المصرية - العراقية عبر تاريخها «كان لها أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية».
 وشدد شاهين، بحسب صحيفة «الرأي» الكويتية على أن «العراق لم يكن أبدا غائبا عن مصر كما لم تكن مصر غائبة عن العراق في أي مرحلة من المراحل»، معتبرا أن «عودة السفير المصري إلى بغداد في هذا التوقيت رمز للاهتمام المصري المستمر بالعراق ودوره في منظومة العمل العربي المشترك». ووصف مهمته في العراق بأنها «دقيقة للغاية، لأننا ننظر إلى العراق بأهمية كبيرة ومن منظور حتمية هذه العلاقة منذ أن بدأت وحتى الآن، والتي تعد من دون أي مبالغة إحدى أهم الركائز الأساسية في منظومة العمل العربي المشترك، فضلا عن الرصيد الضخم لهذه العلاقة في شقها الثنائي». واضاف ان «العراق على مدى تاريخه يمثل عمقا داعما لمصر في كل المجالات انطلاقا من العلاقات الاستراتيجية المتشعبة التي تربط بين البلدين، ومن هنا تأتي أهمية هذه المهمة ودقتها، وأيضا من الظرف الذي نمر به الآن وما تحمله اللحظة الراهنة التي تشهد دفعة وزخما غير مسبوق على المستوى الثنائي، والتي تمثل أو إذا جاز وصفها تعد متنفسا للشعبين». وأكد أنه لايخشى مصير السفير المصري السابق لدى بغداد إيهاب الشريف الذي قُتل بعد اختطافه هناك. وقال: ان العلاقات لايمكن أن تتوقف عند حادث معين، والعلاقات المصرية - العراقية تحكمها مصالح شعبين، وهي علاقات كبيرة للغاية في الشكل الذي يمكنها من أن تتخطى المشاعر مهما كانت صادمة والأحداث مهما كانت قاسية. وبشأن آفاق الاستثمارات المصرية في العراق، قال: انها (الاستثمارات) بدأت بالفعل مع الزيارة المهمة التي قام بها وزير الاستثمار المصري محمود محيي الدين إلى العراق في آب الماضي، والتي شهدت التوقيع على (9) اتفاقات للاستثمار في مجالات مختلفة، ومن جانبنا سنعمل خلال الفترة المقبلة على دعم ماتم التوصل إليه خلال هذه الزيارة والإشراف على سبل استمراره وتطويره. وبخصوص الترتيبات لإعادة افتتاح السفارة، وقوام البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق وحجمها، قال: «الترتيبات مستمرة والإجراءات الإدارية والفنية تأخذ مسارها، وبالنسبة للبعثة وقوامها، فالحقائق تقول إن أي بعثة دبلوماسية يحدد حجمها مفهوم طبيعة العلاقات، ومنظومة العلاقات المصرية - العراقية هي التي ستحدد حجم البعثة وفق الأولويات والأهداف والغرض الدبلوماسي». والتقى السفير المصري الجديد مسؤولين في وزارة الخارجية بينهم وكيل وزير الخارجية لبيد عباوي. وأكدت مصادر وزارة الخارجية في تصريحات صحفية ان «عباوي أكد للسفير الجديد ان وزارة الخارجية اتخذت التدابير اللازمة لحماية السفارة المصرية واتفقت مع وزارة الداخلية على توفير الأمن لجميع السفارات التي ستفتح أبوابها مجدداً في العراق». ورفضت المصادر الإفصاح عن مكان السفارة المصرية في بغداد، لكنها أكدت ان السفارة ستكون خارج المنطقة الخضراء تلبية لرغبة الحكومة المصرية. من جهتها اهتمت صحف القاهرة بالعديد من القضايا العراقية لكن تصدرت صفحاتها الأولى أنباء تسلم السفير المصري لدى بغداد شريف شاهين مهام عمله في العراق وبحثه مشاكل الجالية المصرية بالعراق وصرف الحوالات واستئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وبغداد وتعزيز علاقات التعاون بين البلدين. ذكرت صحيفة الأهرام شبه الرسمية على صفحتها الأولى أن سفير مصر الجديد لدى العراق شريف شاهين وصل إلى العاصمة بغداد بعد سنوات من اختطاف واغتيال السفير المصري السابق إيهاب الشريف، واشارت إلى أنه‏ سيفتتح مقر السفارة قريبا ويبدأ ممارسة مهام منصبه بعقد لقاء مع عدد من الجالية المصرية في العراق لبحث المشكلات التي تعرضوا لها خلال الفترة الماضية‏.‏ وفي السياق نفسه كتبت صحيفة الجمهورية شبه الرسمية: ان السفير شريف أكد أن الفترة المقبلة‏‏ ستشهد تعاونا وثيقا مع العراق‏ وقال: إنه يحمل رؤية مصرية لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات‏‏ وتحقيق مصالح البلدين‏ وإعادتها إلى منظومة العمل العربي الفعال، مضيفا: أن هناك ملفات كثيرة تتصدر اهتمامات السفارة في بغداد في مقدمتها استئناف الرحلات الجوية بين القاهرة وبغداد وصرف الحوالات الصفراء والتي توقف صرفها منذ سنوات طويلة، كما نقلت الجمهورية عن السفير المصري تأكيده زيادة الدعم للشعب العراقي والحكومة في تلك المرحلة لإعادة البناء من خلال تدريب الكوادر العراقية والاستفادة من الخبرات المصرية المتراكمة في كل المجالات.