اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > خارج الحدود:الحوثيون واللعب بالنار

خارج الحدود:الحوثيون واللعب بالنار

نشر في: 8 نوفمبر, 2009: 05:47 م

حازم مبيضين يؤشر تحرش المتمردين الحوثيين بالعربية السعودية،التي وجدت نفسها مجبرة على خوض الحرب معهم، لتطور يؤشر لمرحلة من المعارك قد تؤدي إلى توسعها إقليميا، وإذا كان الدخول السعودي إلى ساحة المعركة يتم باتفاق مع اليمن
بهدف إنهاء تمرد الحوثيين، الذين تلقوا مؤخراً ضربات قاسية شلت قواهم في صعدة، فوسعوا من خلال المتسللين للأراضي السعودية ساحة المعركة، فان ذلك يعني أن الحرب التي تخوضها طهران ضد الرياض قد وصلت إلى جدران البيت الداخلية، وبما يعني أن السعودية لم تعد قادرة على التهاون، أو غض النظر عن التجاوزات، وسيقود ذلك دون شك إلى أقلمة الحرب وتوسيعها وتعميقها. وإذا كان الحوثيون تنازلوا قبل أسبوعين، حين تحدثوا عن قبولهم بشروط صنعاء لإيقاف الحرب، فان ذلك يعني أنهم اقتنعوا بضعفهم، رغم ما يحاول البعض ترويجه عن قوتهم، وقدرتهم على الاستمرار في القتال خصوصا بعد تسللهم الى السعودية الذي يؤكد عدم قدرتهم على الصمود في مناطقهم الاصلية، وإذا قدر للمعركة أن تتوسع، فان العلاقات الملتبسة بين طهران والرياض ستزداد تعقيداً، أما إن كانت ضربات الجيش السعودي محدودة وسريعة، فسيكون المتمردون وقعوا في الشرك الذي بنوه لأنفسهم وسيضعفون ويسهل القضاء عليهم. بغض النظر عن الأسباب التي يسوقها الحوثيون كمبرر لتمردهم، فان التدخل الايراني في معركتهم، والذي يتم لاسباب لاعلاقة لها بمطالبهم، سيقود إلى نتائج مغايرة لما يتوخونه، وليس صحيحاً أن معركتهم مع السعودية ستؤدي إلى تلقيهم دعماً خارجياً أكبر، فالذين يدعمونهم اليوم مستعدون للتخلي عنهم دون أن يرف لهم جفن إذا ما تم التوافق مع السعوديين على أي من الملفات العالقة بينهم، والتوافق على تشكيل الحكومة اللبنانية قد يكون مؤشراً للمتمردين، بأن عليهم الاعتماد فقط على أنفسهم في نهاية الامر وبما يعني حكماً الانصياع لقوانين بلدهم والتفاوض على حل مشاكلهم مع حكومتهم بشكل سلمي. واضح أن التدخل الايراني في حرب الحوثيين، يتم ايضا لأسباب مذهبية تتعلق بما تتصوره من تناقض شيعي سني، معتمدة على نظرة الحوثيين إلى السعودية باعتبارها متناقضة مذهبياً معهم، وإذا كانت طهران تنظر إلى صعدة باعتبارها منطقة نفوذ مذهبي محتملة، خاصة وأن لها موقعاً استراتيجياً على البحر الاحمر، فانه يمكننا فهم استغلال طهران للحوثيين لتحقيق بعض أهدافها الإستراتيجية بعد توريط السعودية واستنزافها في حرب عصابات طويلة، وربما لممارسة ضغط على السعودية وحملها على التعامل مع الحوثيين باعتبارهم قوة مؤثرة في اليمن. يلعب الحوثيون بالنار وهم ينقلون معركتهم إلى جوار وطنهم، وهم بذلك يخدمون قوة إقليمية تستغل مطالبهم، ولن يجنوا من وراء ذلك غير المزيد من الدماء والدمار، وهم يجهلون أن اللعبة الاقليمية أكبر منهم كثيراً، وأن لجوءهم إلى نقل معركتهم إلى نطاقها الاقليمي، سيضع مطالبهم في ذيل قائمة الاهتمام، وأن التوافق الاقليمي حين يحصل سيطيح بتلك المطالب، (وسيخرجون من المولد بلا حمص)، وسيكسبون عداءً حقيقياً عند مواطنيهم ومجاوريهم، وربما بين أتباع المذهب الزيدي الذين لايفكرون بطريقة الحوثيين ولايقرون تصرفاتهم.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram