علي الكاتب الثورة التكنولوجية التي حدثت في العالم وماصاحبها من تطورات هائلة في مختلف الميادين ادت الى حدوث تغييرات كبيرة في الكثير من المفاهيم التقليدية التي كانت سائدة في الماضي ،وان كانت وسائل التكنولوجيا الحديثة قد امتدت الى مجالات شتى وآفاق واسعة من الاختصاصات العلمية وغيرها
 لتمثل بذلك قفزة تقنية كبيرة في تلك المجالات ،ولم يعد خافيا ان اي مجال في الحياة لم يعد بعيدا عن تلك التطورات والسوق هنا لم يعد كالسابق بعد تلك المتغيرات اذ حدثت تطورات كبيرة قفزت بمستوى التسوق التقليدي الى مستوى التسوق عبر الانترنت ووسائل الاتصالات لايصال السلع والمنتجات الى المنازل بصورة مباشرة مما يشكل قفزة نوعية في عالم الاسواق والتسوق في العراق ،والملفت في النظر ان هذه المبادرة تظهر في محافظة البصرة قبل الكثير من المحافظات والمدن العراقية الاخرى بما فيها العاصمة بغداد (عدا اقليم كردستان ) ما يدلل على امكانية منافسة البصرة لبغداد في هذا المجال وتبوؤ لقب العاصمة التجارية للعراق في المستقبل وفقا لموقعها الجغرافي وقربها من الخليج العربي ومن الحدود لدولتين جارتين . مدير موقع سوق هرج الالكتروني مهدي الاجودي تحدث قائلا: تعد تقنية التجارة الالكترونية او التسوق الالكتروني من المظاهر الجديدة في مجال تقنية المعلومات التي انتشرت في أغلب دول العالم المتحضر بسبب الفوائد الجمة التي تقدمها هذه التقنية لجميع الشرائح في الاسراع بوتيرة الاقتصاد وتسهل للفرد الحصول على شتى اصناف البضائع وهو جالس امام شاشة حاسوبه، بل انها تتيح المجال لاي شخص راغب في عرض بضاعته من دون ان يكون له محل او معرض لعرض تلك البضائع فمحله او معرضه يعتبر موقع الانترنت الذي من خلاله يمكن لاي شخص ان يرى تلك البضائع التي قد يرغب في شرائها، ناهيك عن ميزة مهمة جدا وهي عدم الخضوع للبعد المكاني في عرض تلك البضائع ففي المحل التقليدي السلعة المعروضة للبيع تكون مرئية من قبل اهل المدينة او اهل المحافظة التي يقع فيها ذلك المحل بينما عندما توضع السلعة في متجر الكتروني فانها تكون مرئية لكل ابناء ذلك البلد، بل لكل العالم .كما انه هناك ميزات اخرى تتعلق بالمخاطر الامنية فقد يتعرض الشخص الذي يقوم بالتسوق التقليدي الى مخاطر متعددة (وهي كثيرة في بلدنا) فقد تسرق نقوده لكنه لا يتعرض لذلك اثناء تسوقه من خلال الموقع الالكتروني فكل معاملاته تتم الكترونيا ابتداءً من عرض السلعة والمزايدة عليها الى عملية البيع ودفع الاموال الكترونياً. ومن ميزات التسوق الالكتروني ان يكون هناك تنافس ما لشراء سلعة معينة مطلوبة فمثلا قد يعرض شخص سلعة وان كانت مستعملة لكن لها اثر معين في نفوس آخرين اذ قد يطلبها اكثر من شخص ولكنها يجب ان تباع لشخص واحد وهنا يأتي دور المزايدة عليها حيث قد يصل سعرها الى غير المتوقع من بائعها لكثرة التنافس على شرائها ولكن وحده من يفوز بالمزاد قادر على شرائها وهذا غير متوفر في المحال التقليدية حيث أن هناك بعض المنتجات التي تباع في دول أخرى غير متوفرة في بلدك وبالتالي تكون عملية الشراء عبر الإنترنت الوسيلة الوحيدة للحصول عليها. ويضيف قائلا : لقد لمسنا ضرورة واهمية التسوق الالكتروني في العراق لتتولد لدينا الفكرة في تصميم موقع للتسوق الالكتروني الذي اطلقنا عليه اسم (سوق هرج الالكتروني) لما لسوق هرج من مدلول شعبي في نفوس العراقيين فهرج كما نعرفه ونحن صغار فيه كل شي وكما يقولون من الابرة الى اكبر شيء يمكن ان تشتريه ويحتوي الجديد والمستعمل وفعلا اصبحت الكلمة مطابقة لما نريده، متجر الكتروني تباع فيه السلع الجديدة والمستعملة كما يمكن ان تكون فيه مزادات على السلع ، والفكرة تولدت في البداية من صديق لي مغترب في الخارج وقد اعجبته كثرة المتاجر الالكترونية في البلد الذي يعيش فيه، كما انها قد تكون ممارسة شبه يومية له هناك فطرح عليّ الفكرة وسألني عن امكانية برمجة هكذا موقع وتطبيقه في العراق ، حيث برمجة هكذا موقع يتطلب نوعا معينا من البرمجة يختلف عن النمط المعروف لبرمجة مواقع الويب فهو يتطلب تصميما ديناميكا متحركا ويعتمد على قواعد البيانات ويكون التعامل مع الموقع من قبل المستخدمين انفسهم لا من قبل ادارة الموقع فخرج الى النور بعد شهر تقريبا من البرمجة وذلك في عام 2006 وحجزنا له الاسم www.harej.com . ومن المفارقات التي يجب ان اذكرها هنا انه بعد سنة من تصميم الموقع وبعد الاهتمام الكبير الذي اولاه المتصفحون للموقع تنبأ البعض منهم الى اهمية التسوق الالكتروني وبدأوا في تصميم مواقع مشابهة وقد راسلني بعضهم طالبا بيع الاسم (هرج) مقابل مبلغ مغرٍ في ذلك الحين لكننا اصرينا ان نحتفظ بالاسم لما له من مدلول شعبي واعلامي كما اسلفت. وعن اهم الخدمات التجارية التي يقدمها الموقع للزائرين يقول الاجودي: يعد موقع سوق هرج موقعا فتيا حتى الان وهو بحاجة الى كثير من التطوير والاضافة اليه الى الكثير من التقنيات التي تسهل التعامل به ، وهو بصورة اساسية الان يتيح الاشتراك فيه مجانا ويجعل رصيدا في حساب الشخص المشترك ما يمكنه من عرض سلعة ما للبيع فيه كما يمكنه من اجراء المزايدات عليه ، وهو (اي الموقع) يقدم نشرة بريدية مجانية لكل مش