TOP

جريدة المدى > الملحق الاقتصادي > الرعاية الاجتماعية.ملاذ لرعاية الفقراء وتقديم المعونات للعاطلين أم رحلة مع المعاناة؟

الرعاية الاجتماعية.ملاذ لرعاية الفقراء وتقديم المعونات للعاطلين أم رحلة مع المعاناة؟

نشر في: 9 نوفمبر, 2009: 04:31 م

 تحقيق/آمنة عبد النبي تقاسم الفقر وثقل الخطى سنواته السبعين فلم يجد امامهُ بعد ان وصل الى محطة أواخر العمر وانصرف جميع من أذاب لأجلهم زهرة شبابه سوى اللجوء الى دائرة الرعاية الاجتماعية بأعتبارها الملاذ الآمن لكهولته واليد التي كان يأمل انها ستمسح مذاق العوز والحرمان عن جبين اللاجئ إليها هرباً للاحتفاظ بوقار ما تبقى من أيامه الاخيرة.
 انه الشيخ علي راشد الذي اختلط عرق جبينه ودموعه بحرارة الشمس وغلظة قلوب بعض العاملين في دائرة الرعاية فلم تحتمل سنواته التي شارفت على الانتهاء ما تكبده لشهور من روتين اداري ممل ومعاملة مهينة املا في الحصول على اعانة مادية بسيطة تجنبه ذل الصدقات،ان يبقى محتفظاً بهوية عراقه الذي لم يراع بعض ابنائه كيف يحفظ لكبار السن ماء وجههم وعجزهم المذل فوقف بباب وزارة الشؤون الاجتماعية واعلن براءته من رحم هذه الارض حينما مزق بطاقته الشخصية منهياً بذلك عنوان الانتساب للوطن؟! لم تكن صرخة الفقر العاجزة تلك من فم ذلك الكهل هي لقطة لمشهد مليودرامي وانما كانت اول ما صادفته (المدى الاقتصادي) كواقع تلف شراكه سلسلة هموم ولعنات لا تخلو من مسامع الداخل الى احدى دوائر وزارة العمل والشوؤن الاجتماعية،بأعتبار ان ضنك الحياة والامل في الحصول على مستوى معيشي لائق هو نقطة الالتقاء مابين جميع المراجعين الذين توزعت ملامحهم الانسانية مابين نساء معوزات وعاطلين عن العمل وكبار السن انتهاءً بالشريحة الصامتة المعاقين. رحمة الموظف ومزاجيته.. الى متى ؟ للأسف اصبحت ارزاقنا وحوائجنا المعيشية تحت رحمة ومزاجية الموظفين ومنتهم،بتلك الكلمات الممتلئة ألماً اجابتنا المراجعة فريال مزهر العبيدي (مطلقة)من سكنة مدينة الحرية بأعتبارها اول المتذمرين حينما سألناها فبدأت بسرد معاناتها المزمنة مع آلية استلام المنحة الاجتماعية هكذا: سلسلة معاناة وهموم وازعاجات طويلة وليس لها لابد للمراجع ان ينال نصيبه منها باعتباري احدى اللواتي تجرعن مرارتها على مدار اكثر من سنتين فأنا سيدة مطلقة وقد تم منحنا نحن المطلقات بأمر من رئيس الوزراء منحة شهرية مقدارها مئة الف دينار وقد استلمتها في السابق وبعد مراجعات مكررة لدائرة الرعاية الاجتماعية منحتي لاربعة اشهر من مكتب بريد شارع فلسطين وحينما جئت مرة اخرى بعد ثلاثة اشهر كي استلم منحتي ارسلوني الى مكتب بريد الصدر وهو الآخر بدوره ارسلني بعد سلسلة طويلة من التدقيقات الى مركز بريد بغداد الجديدة هذا البريد الذي يعتبر الداخل اليه كالداخل الى حلبة ملاكمة لو فكرت بالاستفسار عن اي شيء لفوجئت هنالك بان قيمة مبلغ المنحة هي مئة وخمسون الف دينار فقط ولثلاث اشهر وحين حاولت الاستفسار عن سبب هذا التخفيض في القيمة الى النصف واذا بي مضطرة للدخول في صراع ومشاجرات مع الموظفين انا وجميع المراجعين حينها فمسألة ارشاد المواطن او توضيح اي التباس له من قبل موظفي مكاتب بريد الصرف او موظفي الرعاية في وزارة الشوؤن على حد سواء هي خط احمر ونزاع مؤجل لامحالة لدرجة ان مدير المكتب نفسه خرج في اخر مرة على اثر المشاجرات ووبخ الموظف المعني وقال له بالحرف الواحد الى متى ستستمرون بهذا السلوك السيئ مع المواطن يجب ان تراعوا حوائج وخدمة المراجعين.  وعن الاحوال المعيشية والضنك المادي الذي تعيشه السيدة فريال وعائلتها اضافت قائلة: - نحن بأمس الحاجة الى تلك المنح فالحياة المعيشية صعبة فنحن على سبيل المثال اصلا عائلة مهجرة ونسكن بالايجار في منزل يضم ثلاث غرف وصالة اثنتان من الغرف لولديّ اللذين يعملان في الاعمال الحرة علما انهما متزوجان وبالكاد يتمكننان من اعالة عائلتيهما وليس من المعقول ان اضيف لأعبائهما المادية اعبائي انا ايضا لذا انا اعول على تلك الاعانة الاجتماعية واعتقد بأن وجودها ساهم كثيرا في سد حاجة النساء اليوم فالمرأة التي لا يشاركها رجل حينما تصل الى مرحلة معينة من العمر يصبح من الصعوبةعلى قدراتها البدنية ان تزاول العمل مرة اخرى لذا لا يبقى امامها سوى ان تعتمد على ماتوفره لها الدولة من مستوى معيشي لائق يضمن كرامتها مبلغ الاعانة قليل المراجع ابراهيم بحر والد الطفل المعاق بالولادة مصطفى لم يبتعد كثيرا عن رأي فريال مزهر فيما يلاقيه من تذمر من الموظفين الى جانب اشارته الواضحة الى قلة مبلغ الاعانة الاجتماعية المقدمة للمعاق حصرا حينما قال: الاعانة الاجتماعية التي تقدم الى المعاق اجدها قليلة ولا تسد حاجته فالمعاق لايمكنه ان يوفر رزقه او ثمن علاجه وبالتالي هو تحت رحمة الله اولا ومعونة العائلة وتعرفين ان وضع العائلة العراقية اليوم هو بالكاد يكفي لاستيعاب العيش وعليه فانا ارى انه يجب اليوم على المسؤولين في الدولة ضرورة اعادة النظر في المنح المقدمة الى تلك الشريحة العاجزة تماماً عن اعالة نفسها. لا أحد يرشدنا المراجعة سميرة عثمان من سكنة مدينة الصدر، لم تكن مأساتها الاجتماعية والاقتصادية بعيدة في ضيق التصور عن مأساة من سبقها في الحديث فخطأ بسيط في معاملتها كلفها سلسلة طويلة من المراجعات والاكتواء اليومي بحرارة الشمس اللاهبة املا في الحصول على مايسد حاجتها وحاجة عائلتها المكونة من اربع فتيات اضطرت بسبب ظروف الحياة المعيشية الى اجبارهن على ترك الدراسة والجلوس بالبيت فليس هنالك من معيل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

العراقيون ضحايا فكين مفترسين: غلاء العقار وإهمال الدولة

  بغداد/ نوري صباح كما تتوالد الحكايات في ألف ليلة وليلة، الواحدة من جوف الأخرى، بالنسق ذاته، تتوالد الأزمات في العراق، ولا تشذ عن ذلك أزمة العقارات والسكن التي يقاسيها العراقيون منذ سنين عديدة، فليست...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram