أربيل/ سالي جودت تشهد شبكة الإنترنت إقبالا متزايداً على المواقع الاجتماعية ومن بينها موقع الـفيس بوك (Face book) الذي أنشأه (مارك جوكربيرج) احد طلاب جامعة هارفارد، وانتشر بسرعة جنونية بين الجامعات الأمريكية ليصبح واحداً من اكبر وأهم الشبكات الاجتماعية في العالم، حتى توغل الى العالم الشرقي، وبسبب ما وصل اليه إقليم كردستان من تطور وانفتاح على العالم الخارجي في جميع المجالات،
فقد انتشر إقبال المواطنين خصوصا الشباب ومحبي التكنلوجيا على (الفيس بوك)، هذه الشبكة التي أصبحت بمثابة هستريا تجتاح العالم.. ويبقى هنا السؤال كيف ينظر المجتمع الكردي إلى هذا الموقع؟ وما هي سلبياته وايجابياته كما يراها الزائرون والمترددون على الموقع؟ سوزان عبد الله متخصصة في برامج كمبيوتر من جامعة أربيل تقول: إن الموقع أصلاً مخصص لطلاب الجامعة ولكن للأسف يستخدمه الأشخاص استخداما سيئاً لتناقل الصور الشائعات ان الموقع يكشف عن معلومات قيمة وهذا ما يؤدي الى استغلالها من قبل ضعيفي النفوس وتسبب نوعاً من المشاكل والمنازعات، فرغم اننا مازلنا في المراحل الأولى في التقدم التكنولوجي الا انه يجب الحذر وكل الحذر من هذه المساوئ وسوء الاستخدام ، خصوصا عند الشباب والمراهقين. ويقول ناهل دلير طالب جامعي: الحاسوب هذه اللعبة الصغيرة أصبح جزءاً مهماً من حياتنا، وهو الوسيلة التي زاد إقبال الشباب عليها خصوصا موقع الفيس بوك الذي ومع الأسف أسي استخدامه من قبل البعض في استخدامات لا تليق بمجتمعنا وتقاليدنا واستخدم في نشر الفتن بين الأديان والطوائف، لذا يجب على المستخدم ان يكون واعيا في الولوج للمعلومات عن طريق هذا الموقع، ولا توجد وسيلة للمراقبة انما يمكن الحد من الاستخدام السيئ عن طريق نشر الوعي الثقافي في صفوف الشباب والمراهقين، وتوضيح المهام الايجابية للمعلومات. ويشير فيالي عبد القادر موظف الى مساوئ هذا الموقع قائلا: إنه مليء بالسلبيات وهذا الموقع وغيره من المواقع الاجتماعية الأخرى تتنافى مع العادات والتقاليد في مجتمعنا وهو شخصياً ضد انتشار هذه المواقع طالما خرجت عن إطار الآداب العامة والعادات والتقاليد، ويرى انه إذا كان يوجد من جديد يسهل الحياة على الناس فيجب إن يكون في إطار الثقافة والمجتمع والدين. اما كردستان سرهند طالبة جامعية فتقول: الموقع ليس فيه سلبيات إطلاقا وهو موقع جميل جداً، إذ نستطيع من خلاله إن نلتقي بأصدقائنا من المدرسة خصوصاً إن الظروف كالسفر للخارج يقطع التواصل فنجد في الفيس بوك مكاناً للقاء والتواصل والاجتماع مجدداً، حتى انه يمكننا إن نتعرف على أصدقاء جدد، واعتقد انه مسلّ وثقافي جدا ويشكل نوعاً من أنواع التطور والانفتاح على العالم ويبقى العيب في المستخدم وهو كغيره من العلوم فيه النافع اذا ما أحست استخدامه وفيه الضار. بخشان فخر الدين موظفة تقول: لقد انتشرت ظاهرة الفيس بوك بين أواسط الشباب والمراهقين، فابنتي سروت وابني سردار مشتركان في هذا الموقع، يقضيان أوقات الفراغ بلقاء الأصدقاء من خلاله ومسؤوليتي المتابعة لاني متخوفة ان يتعدى استخدامه الحدود كأن يأخذ الشباب صور البنات ويقومون بتشويه الصور ونشر فضائح لهن، إما غير ذلك فترى إن الموقع جيد ويمكن التحكم به والتعرف على أصدقاء جدد من خلاله. جوان سعد طالبة جامعية تقول: إن لكل شيء مزاياه وعيوبه فهناك من يستخدمه للتواصل مع الأصدقاء وبناء العلاقات الجيدة أو حتى الاستفادة من الآخرين بالمشاركة في مجموعات تتماشى مع اهتمامات الأعضاء مثل تبادل المعلومات، وهناك من يستغله في استخدامات أخرى لا تتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا، وهذا ما يجب ان يدركه الشاب او الشابة المشاركة في الموقع، فبالنسبة لي من هواة هذا الموقع وأجد فيه فرصة لتبادل المعلومات والتواصل مع ما حدث في العالم من تطورات والاستفادة من ذلك في دراستي الجامعية خصوصاً في البحوث، ومصادرها. وتؤكد الباحثة الاجتماعية نازك سركوت ان الفيس بوك هو موقع يساعد مستخدميه على إنشاء شبكة من الأصدقاء حيث يساعد في البحث عن أصدقاء قدامى فرقتهم السنين او يمكنه التعرف على أصدقاء جدد يشتركون في هواية او اهتمام محدد وتقول يمكن للموقع ان يطلع في قائمة الأصدقاء للمستخدم على الصور الشخصية التي تمت إضافتها في صفحة المستخدم، إضافة الى الاطلاع على التعليقات التي يكتبها على صور وجدران صفحات أصدقائه، وهذه المعلومات والصور يضعها المراهقون والشباب دون إحساس بالمسؤولية ويعدونها أمراً عادياً جدا لهم بل ان البعض يقوم بالتقليد الأعمى لهم، هذه المعلومات يمكن استغلالها من قبل أي شخص ذي نية سيئة. وأضافت ان قصر نظر هؤلاء المراهقين والشباب وعدم وعيهم لمخاطر ما يقومون به قد تؤثر ليس على حياتهم الحالية فحسب، بل على حياتهم المستقبلية والمهنية فالبعض يظن متوهما عدم إمكانية معرفة صاحب الصورة اذا ما قام بتضليل أجزاء منها ولكن عملية التعقب لمعرفة من هو او هي صاحبة الصورة سهل جدا، ما يعني انه يجب تنبيههم الى خطورة هذه الخطوة، فالتكنولوجيا وجدت لتساعدنا في الحياة ولكن أي استخدام سيئ لها بغير قصد قد يضر مستخدمها، ويبقى الحرص واجبا من المراهقين أنفسهم او من قبل والديهم. اما عن الإدمان على الفيس بوك او المواقع الاجتماعية فنوضح سركوت قائلة: اعتقد انها حالة واردة جدا بحسب طول الوقت الذي يقضيه م
كيف ينظر المجتمع الكردي للفيس بوك.. آراء متباينة بين شرائح المجتمع
نشر في: 9 نوفمبر, 2009: 05:31 م