واشنطن/ اف ب   أجرى الرئيس باراك اوباما محادثات في وقت متأخر من امس الاثنين في واشنطن مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت تواجه فيه الجهود الاميركية لاحياء عملية السلام في الشرق الاوسط ازمة عميقة. واعلن مسؤول في البيت الابيض عن الاجتماع،
 بعيد وصول نتانياهو الى واشنطن حيث سيلقي كلمة امام مؤتمر للمنظمات اليهودية في اميركا الشمالية. وكان البيت الابيض رفض في وقت سابق تأكيد اللقاء، مما دفع المسؤولين الاسرائيليين الى القول ان عدم وجود دعوة لا يعني ان اوباما يدير ظهره لنتانياهو. وتوترت العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة بسبب رفض الدولة العبرية الطلب الاميركي بتجميد الاستيطان في الضفة الغربية تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. الا ان نتانياهو اكد للصحافيين الذين يرافقونه في الطائرة الى واشنطن رغبته في "البدء فورا بمفاوضات سلام مع الفلسطينيين بدون اي شروط مسبقة". وواجهت محاولات الولايات المتحدة لاعادة عملية السلام الى مسارها بعد تعليقها في كانون الاول الماضي نكسات كبيرة. وحدثت الازمة الاولى عندما اشادت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بعرض نتانياهو وقف النشاط الاستيطاني جزئيا معتبرة انه "غير مسبوق" خلال زيارة الى المنطقة الاسبوع الماضي، مما اثار استياء العرب والفلسطينيين خصوصا. وشكل هذا التصريح تراجعا عن الدعم الاميركي منذ اشهر لطلب الفلسطينيين تجميد الاستيطان اليهودي بشكل كامل قبل بدء مفاوضات السلام. وفسر هذا التصريح على انه تغير في سياسة واشنطن التي مارست لاشهر ضغوطا على اسرائيل بشأن الاستيطان ثم عادت لتضغط على الفلسطينيين من اجل استئناف المفاوضات بدون شروط مسبقة. وقال محللون ان اجراء لقاء بين اوباما ونتانياهو بعد اسبوع من تصريح كلينتون سيعزز هذا التفسير لدى العرب والفلسطينيين. وبعد ايام من زيارة كلينتون، تعرضت جهود السلام لضربة اخرى تمثلت باعلان الرئيس الفلسطيني المعتدل محمود عباس الذي قاد مفاوضات السلام مع اسرائيل في الماضي، انه لن يترشح للانتخابات الرئاسية لولاية جديدة في كانون الثاني المقبل. وقال مسؤولون فلسطينيون ان هذه الخطوة جاءت بسبب خيبة امله من الموقف الاميركي حيال المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة التي تعتبرها الاسرة الدولية غير شرعية. ويريد الفلسطينيون تجميد النشاط الاستيطاني بالكامل قبل استئناف محادثات السلام التي علقت اثر الحرب الاسرائيلية على غزة الشتاء الماضي. وكان يفترض ان يلقي اوباما كلمة امام اتحاد المنظمات اليهودية، لكنه اضطر لالغاء خطابه ليتمكن من المشاركة في احتفال تكريمي لضحايا اطلاق النار في قاعدة فورت هود، حسبما ذكر الاتحاد على موقعه على الانترنت. وسينوب عنه كبير موظفي البيت الابيض رام ايمانويل. وكان اوباما اكد مجددا في كلمة مسجلة الاسبوع الماضي بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق اسحق رابين، تأييده لحل الدولتين كما جدد تأكيده للدعم الاميركي لاسرائيل. وقال اوباما في رسالته التي وردت بشريط فيديو ان "علاقات اميركا مع حلفائنا الاسرائيليين غير قابلة للقطع"، لكنه اكد ان "اسرائيل لن تجد الامن طالما بقي الفلسطينيون في حالة يأس". ويتزامن مجئ نتانياهو مع زيارة يقوم بها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الى واشنطن منذ الاحد حيث من المقرر ان يلتقى نظيره الاميركي روبرت غيتس والمبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، حسبما ذكر مسؤول في مكتب باراك لوكالة فرانس برس. وسيجري نتانياهو في واشنطن محادثات في الكونغرس قبل ان يتوجه الى باريس للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء، حسبما قال مسؤولون اسرائيليون. ولم تؤكد فرنسا الاجتماع بعد.