بغداد/ وكالات حذر معهد بروكينغز الأميركي للأبحاث من ان مشكلة الامن تهدد فرص رئيس الوزراء نوري المالكي الانتخابية وتهدد بدورها الرئيس الاميركي باراك اوباما، وتضعهما امام خيارات صعبة. وحول التفجيرات الدموية التي وقعت في بغداد في أواخر تشرين الاول/ الماضي،
اعتبر معهد بروكينغز في تقرير كتبه الباحث كينيث بولاك ان هذه التفجيرات «لم تسبب فقط الترويع للعراقيين، لكنها خلقت أيضا مشكلة بالنسبة للمالكي، قد تتحول، أيضاً، الى مشكلة لاوباما». وبعدما ذكر التقرير ان «العراقيين سيتوجهون الى الانتخابات في مطلع العام 2010، لانتخاب البرلمان الجديد، ورئيس جديد للحكومة، وبأن المالكي يقدم نفسه كمرشح وطني يسمو فوق النزاع الطائفي، وكالرجل الوحيد الذي حقق الأمن ووفر الخدمات الضرورية». ويضيف «الا انه اشار الى ان العراقيين محبطون من احوال الخدمات الأساسية في بلادهم، فيما استند أداء المالكي الانتخابي على ورقة الأمن التي هددتها تفجيرات تشرين الاول/وقبلها تفجيرات آب الماضيين». واعتبر المعهد ان «برنامج المالكي يستند ايضا على مسألة انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية الذي تم في الثلاثين من شهر حزيران الماضي حيث وجه المالكي، من خلال هذا الاجراء، رسالة سياسية قوية بأنه هو وحده يستطيع توفير الأمن، وانهاء الاحتلال الأميركي، والحفاظ على علاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة على المدى البعيد، في وقت واحد». ورأى المعهد ان هذه الثلاثية العراقية شكلت «رهاناً انتخابياً رابحاً»، لأنها خاطبت المشاعر العراقية المختلطة حيال الوجود الأميركي حيث يريد معظم العراقيين مغادرة الولايات المتحدة، لكنهم خائفون من حدوث ذلك فعلاً. وخلص المعهد الى القول ان التفجيرات تثير التساؤلات حول شعبية رئيس الوزراء، واضعة إياه في مواجهة معضلة، موضحا انه اذا اختار المالكي أن لا يطلب اعادة الأميركيين الى المدن العراقية، وكانت هناك هجمات متزايدة، فانه يخاطر بإزاحته في صناديق الاقتراع لأنه قام بدفع الأميركيين خارج بلاده قبل الأوان. واكد ان ذلك لا يشكل خبرا جيدا بالنسبة الى أوباما، اذ انه لا يستطيع سحب الجنود الأميركيين من العراق، لتقع البلاد مجدداً في حرب أهلية، وقد صرح بأنه لن يفعل ذلك، ولا يستطيع، لهذا السبب، رفض طلب المالكي لإعادة الجنود الأميركيين الى بغداد، موضحا ان اعادتهم الى المدن ستجعل الالتزام بخطة سحب القوات بعد 19 شهرا، صعبا، وهو انسحاب سيكون ضروريا اذا اختار رفع اعداد الجنود الأميركيين في أفغانستان.
معهد بروكينغز: تفجيرات العراق مشكلة للمالكي وأوباما
نشر في: 9 نوفمبر, 2009: 07:08 م