اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الارستقراطيون

الارستقراطيون

نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 04:07 م

الكتاب: الارستقراطيون: القوة والفضيلة والانحطاط تأليف: لورنس جيمس ترجمة: هاجر العاني كتب (ادموند بيرك) قائلاً "ان النبلاء حلية جميلة للنظام المدني، فهم رأس المال الكورنثي(المترَف) للمجتمع المهذَّب... السلسلة التي تربط عصور امة ما"، ومـَـن بأية حال يستطيع ان يعارض ذلك؟
انه بالطبع ليس (لورنس جيمس) الذي يمثل تاريخه الشائع بين عامة الناس الخاص بالانظمة العليا (يمثل) أي شيء بالتأكيد قد يتمناه قارئ ارستقراطي – وهو مضمون لإظهار الشخص المتطرف ذي الانفاس النارية الموجود في كل شخص آخر. وكلمة "ارستقراطي" كما يفسرها (جيمس) تأتي من تعبيرين اغريقيين هما (ارستو) (أي الافضل) و(قراتوس) (أي حكومة) واللتين تلخصان بشكل متقن الغرور الذي يربطه معظمنا بورثة بارونات (ويليام الفاتح) اللصوص، ويشير (جيمس) على نحو مطابق للحقيقة الى ان النبلاء قد لعبوا دوراً حاسماً في التاريخ البريطاني بصفتهم رعاة للفنون والرواد الرياضيين وعمليات المراقبة على الاستبداد الملكي، ولكن بالطبع كانت الارستقراطية الاصلية في بريطانيا طبقة لا تتكون من مـُـحسنين متنوِّرين بل من سفاحين (مجرمين،سفاكين) نورمانديين متعالين عكست ألقابهم الحقيقية – المشتقة من كلمة (إيورل) الانغلو سكسونية (معناها محارب) وكلمة (داكس) اللاتينية (معناها قائد)- (عكست) اصولهم العسكرية، ومن المدهش انه ولمئات السنين كانت ابرز رموز النبلاء هي قلاعهم المبنية لأجل التحكم في طبقة الفلاحين " كأظفار تنشب في الريف" كما يصفها (جيمس). ويتتبع (جيمس) تاريخ الارستقراطية بسرعة جنونية في دزينتين من الفصول القصيرة السريعة مع بعض الذرائع للثقافة ولكن بـعين حادة من اجل تفاصيل مسلية، ومن حين لآخر تنذر القصة بالانحطاط الى مادة عام 1066 و(ما شاكلها: وهو ريتشارد الثالث) ينطلق كـ (رجل طالح للغاية) في حين ان تفسير (جيمس) لـ (حروب الورود) هو ان "السلطة الملكية والارستقراطية فقدتا البصيرة بواجباتهما الاساسية " ما يجعله يبدو كمدير مدرسة متبرم يلوم زميلاً أدنى مرتبة. ولكن على الرغم من انه يخطئ اصابة بعض الاهداف المكشوفة الواضحة (لماذا يهمل إيرل روتشيستر او يقول القليل جداً عن (وورويك) صانع الملوك؟) الا انه يحافظ على تدفق الحكاية تدفقاً بارعاً، وربما كانت افضل قصص الكتاب ككل هي وصف (صاموئيل بيبي) المألوف الخاص بمآثر الرفيق الحميم لـ (تشارلز الثاني)، السير (تشارلز سيدلي)، الذي ظهر يوماً على شرفة في حديقة كوفنت " قائماً بكل وضعيات الشهوة واللواطة"، ومن ثم قدَّم (سيدلي) "عـِـظة نصابين" اطراءً لمنتج مثير للشهوة الجنسية قد "يجعل كل المو**** في لندن يلاحقنه " وختم الاداء بغسل عضوه الذكري بقدح نبيذ احتساه فيما بعد كنخب في صحة الملك. وعلى قدر اعجابي بقدرة (جيمس) على انتاج مادة كثيرة جداً ومع ذلك فـإن بعض احكامه تبدو عرضة للشك بوضوح، فهل تستحق السنوات الواقعة بين عامي 1603 و1815 – وهوعصر لم يكن مجرد عصر حرب اهلية وتمرد بل عصر ثورات سياسية واقتصادية وعلمية وفكرية –نعت "توازن"؟ هل كان القرن الثامن عشر حقاً – عصر الويلكيين والتحرر وعصر الرعاع والتجار وعصر المقاهي والصحف – "القرن الارستقراطي" رقم واحد؟ وهل كانت القوة الارستقراطية تعتمد على "قبول الجماهير" ام انها كانت بقدر اكبر مسألة قوة سياسية واقتصادية مطلقة وعمياء؟ ولكن فيما بعد يكون لدى (جيمس) تاريخاً من الوقوع في غرام موضوعه، وفي كتابه الاخير – الذي هو عبارة عن مسح سريع ومرح بنفس الطريقة للطبقات المتوسطة – اخبرنا بأن الطبقات المتوسطة جسدت " مؤسسة الامة وعبقريتها"، والآن هو يتشوق لإغداق الثناء على الارستقراطية – على الرغم من انه وبشكل غريب كلما ازدادت قوتها واهميتها ازداد حب (جيمس) لها. وهكذا ففي فصله الختامي عند القرن العشرين نسمع الكثير عن "نزاهة النبلاء المتنوِّرة " و" روحيتهم الجريئة والمستقلة" و"حسهم بالواجب العام" ولكن بدون اية كلمة عن فتياتهم الفاتنات والشبان الذين يرتدون قمصان لعبة الرغبي الذين جندوا بالتأكيد اناساً لحزب العمل يتفوق عددهم على عدد الخـِـطـَـب الاشتراكية، فهل يرغب (جيمس) حقاً في ان يقوم هؤلاء الـ (تشارلز سيدلي) العصريون بالاشراف على شؤوننا العامة؟ عن الصانداي تايمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

كلوب بعيد عن تدريب المنتخب الأمريكي بسبب "شرط الإجازة"

"مشروع 2025".. طموح ترامب يتحول لسلاح بيد بايدن

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram