كتب/ زيدان الربيعي هناك نجوم قلائل يصمدون في ذاكرة الناس على مدى طويل من الزمن، لكونهم يتركون أثرا طيبا خلفهم من خلال البصمات العديدة التي يقدمونها فوق المستطيل الأخضر الذي كافأهم بالخلود الطويل في ذاكرة الجمهور الرياضي. في زاوية ( نجوم في الذاكرة ) سنحاول الغور في مسيرة أحد نجوم المنتخبات العراقية السابقين الذين ترفض ذاكرة جمهورنا مغادرتهم لها ،
حيث صمدوا في البقاء فيها برغم مرور عقود عدة على اعتزالهم اللعب وحتى قسم منهم ابتعدوا عن الرياضة برمتها أو غادروا العراق إلى بلدان أخرى. نتحدث في الحلقة الثالثة والثلاثين عن مسيرة اللاعب السابق والمدرب المعروف أنور جسام هوبي الذي ولد عام1947 .إذ سيجد فيها القارئ الكثير من المحطات والمواقف المهمة والطريفة.. البداية: بدأ أنور جسام هوبي حياته الرياضية على طريق الهواية غير المنتظمة، لأنه لم يكن يرغب بأن يدخل هذا الميدان، كونه كان يرغب أن يكون متفوقا بدراسته حتى يصبح طيارا في الطيران المدني، ألا انه بدأ يهوى اللعب مع الفرق الشعبية وهنا اخذ يلفت النظركونه يمتاز بالقوة واللياقة البدنية العالية وفي منتصف ستينيات القرن الماضي تم تعينه موظفا في دائرة السكك وهنا حصلت نقطة التحول حياته. حيث كان للمؤسسات التابعة للوزارات فرق خاصة تشترك في الدوري العام. لذلك كان المدرب الراحل جرجيس الياس له بالمرصاد فأختاره لفريق السكك في عام 1967 وقبل ذلك كان قد مارس لعبة الملاكمة في نادي السكك أيضا تحت إشراف المدرب سعيد عبد الحسين. مع فريق السكك اخذ أنورجسام يفرض وجوده كلاعب مهم، وبعد سنة واحدة فقط كان احد لاعبي المنتخب المدرسي الذي شارك في الدورة المدرسية في دمشق وفي عام 1969 تواجد مع منتخب الشباب الذي تغلب على منتخب ألمانيا الديمقراطية بثلاثية فالح عبد حاجم الشهيرة ومن ثم اختير لمنتخب بغداد وبعد ذلك إلى المنتخب الوطني وبدأ مستواه الفني يتصاعد ألا أنه تعرض إلى إصابة في عينه أجبرته على اعتزال اللعب بوقت مبكر. وهنا أتذكر قول للاعب الكبيرعلي كاظم عن مسيرة اللاعب أنور جسام حيث قال: كان أنور جسام من أفضل المدافعين الشباب في ذلك الوقت، حيث يمتاز بالقوة واللياقة البدنية العالية وتنظيم اللعب من الخلف وقد توقعنا له مستقبلا باهرا في هذا المركز، لكن الإصابة حرمتنا من لاعب كبير، إلا أنها عوضتنا بمدرب كبير له تاريخ لا يمكن نكرانه مع الكرة العراقية. السيرة التدريبية: لقد أحب أنور جسام لعبة كرة القدم ولم يعد باستطاعته الابتعاد عنها، لذلك بقي مع نادي الزوراء كمدرب مساعد للمدرب جرجيس الياس وبعد أن ابتعد الياس عن الزوراء أصبح أنور جسام مساعدا للمدرب سعدي صالح الذي نجح في قيادة فريق الزوراء لإحراز لقب الدوري لعامين متتاليين. وبعد ابتعاده بات أنور جسام جديرا باستلام المهمة ويومها كان الزوراء يعج بالنجوم الكبار أمثال حازم جسام، فلاح حسن، علي كاظم، جلال عبد الرحمن، ثامر يوسف، عدنان درجال، عادل خضير، فتاح محمد وغيرهم. وقد نجح أنور بشكل كبير مع هذه الكوكبة من النجوم وقاد الزوراء للفوز ببطولتي الدوري والكأس في موسم 78ـ 1979 لتكسب الكرة العراقية مدربا جديدا يمكنها الاعتماد عليه في قادم السنين. وبعد ذلك دخل أنور جسام تدريبية متطورة في ألمانيا وبعد نجاحه فيها حصل على شهادة "دبلوم تدريب". حيث بقي أنور جسام مع الزوراء حتى عام 1984 وقد تحمل مسؤولية كبيرة بعد اعتزال نجوم الفريق الكبار وانتقال الآخرين إلى أندية أخرى بسبب التحاقهم بالخدمة العسكرية. وبالفعل نجح جسام في زج جيل جديد للزوراء تمثل بأحمد راضي واحمد جاسم ورائد خليل وعبد الأمير ناجي ومن ثم عدنان حمد وحسن كمال وحميد رشيد وآخرين. لكنه اجبر في عام 1984 على ترك الزوراء من قبل إحدى الشخصيات الرياضية المتنفذة آنذاك، حيث توجه لتدريب نادي الشباب الذي بقي فيه مدة طويلة وقاده في بطولات عديدة وبعد ذلك اشرف على تدريب فريق النفط ثم عاد في عام 1992 ليستلم مهمة تدريب الزوراء من جديد وقاده للفوز ببطولة الكأس. وفي عام 1993 نجح في جلب نخبة ممتازة من اللاعبين الذين أحرزوا فيما بعد عدة بطولات محلية مع مدربين آخرين. حيث ابتعد عن الزوراء بسبب تداعيات الخسارة الكبيرة مع فريق ايست بنغال (2 ـ 6) في بطولة كأس الاتحاد الأسيوي. حيث قرر خوض تجربة الاحتراف مع نادي الهلال السوداني وقاده للفوز بالدوري والكأس ثم كانت له رحلة مميزة مع نادي الوحدات الأردني توج خلالها بلقبي الدوري والكأس ومن ثم تعاقد مع نادي الاتحاد القطري " الغرافة حاليا " وحقق معه نتائج جيدة قبل أن يتم استدعائه لتدريب المنتخب الاولمبي عام 1995 وفي عام 97 ـ 98 عين مدربا للزوراء وبعد ذلك عاد إلى السودان مع فريق الهلال أيضا ثم درب الوحدات الأردني ثم درب فريق الطلبة ومن ثم اشرف على تدريب المنتخب السوري وقبلها عيّن مستشارا في الاتحاد العراقي لكرة القدم واليوم يعمل في ذات المنصب مع نادي الزوراء. انجازاته: يعد أنور جسام أفضل مدرب عراقي من حيث الانجازات مع المنتخبات العراقية حتى انه تفوق على شيخ المدربين الراحل عمو بابا في هذا الإطار برغم إن الأخير له انجازات كبيرة جدا، إلا إن أنور جسام قد تفوق عليه حسب لغة الأرقام التي سبق وان تطرقنا لها بشكل تفصيلي قبل سنوات في إحدى الصحف المحلي
أنور جسام ..المدرب الأكثر انجازات في تاريخ الكرة العراقية
نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 04:55 م