كوبنهاغن / رعد العراقي ضيافة العراق لتصفيات المجموعة الثالثة المؤهلة لنهائيات كأس آسيا للشباب كانت خطوة كبيرة باتجاه اعادة الثقة لمنتخبات الدول الآسيوية والعالمية بحقيقة ان العراق اصبح آمناً ولديه الامكانية في احتضان البطولات المختلفة بشعار الضيافة والكرم الذي كان ومازال هو السمة البارزة لشعبه الودود المحب لكل زائر بعيداً عن حسابات المنافسة وما تسفر عنه النتائج.
وقد تكون التصفيات الشبابية لها مغزى وثقل آخر قد يصب في صالح العراق بعد ان شاهد العالم ان منتخبات شابة التي دائما ما تكون تحت تأثيرذويهم في الموافقة على الذهاب الى مناطق قد يشعرون بها بالخوف عليهم الا انهم جاءوا ولم يشعروا باي ارتباك او تردد من القدوم الى اربيل وخوض التصفيات زاد على ذلك علامات الفرح والارتياح التي بدت عليهم وهم في رحاب اجمل بقاع العالم، بل واكثـر أماناً من العديد من دول اوكلت اليها تنظيم بطولات عالمية! لذلك فان تلك الخطوة ستكون محفزة للفرق الاخرى بنسيان التحجج بالوضع الامني وتعتبر خطوة تلك المنتخبات الشابة خير دليل على ان الامر لا يتطلب شجاعة وانما ثقة ورغبة بكسر الحاجز النفسي الذي تولد لديهم من سماع اخبارغير دقيقة ومشوهة عن حقيقة الوضع وخاصة في شمالنا الحبيب ، الا ان الغريب في الامر هو ان اهتمام المسؤولين كان ينصب على اتجاه واحد مع شيء من عدم التركيز الى جانب آخر له الاهمية نفسها.. ونعني هنا ان كل ما يتعلق بامور الضيافة والاستقبال والتنظيم كان يستند بان تخرج الفرق المشاركة بصورة ايجابية عن امكانية العراق والوضع فيه وهي ضرورة نتفق عليها جميعا مع تحفظنا على بعض الاخطاء التي رافقت التنظيم كالنقل التلفزيوني البدائي وارتباك في عزف السلام الجمهوري وطريقته وكذلك التعليق الذي يبدو انه فات عليه ان المباريات هي رسمية وتتابع من قبل جماهير تلك الدول وعليه كان يفترض الابتعاد عن مناقشة بعض القضايا الداخلية والمشاكل التي تحدث بالكرة العراقية وان يكون التعليق مراعياً لكل ما يهم ولا يستفز مشاهدي تلك الدول. اما الاتجاه الاخر الذي اشرنا اليه هو عملية استغلال ذلك الحدث اعلاميا بشكل اوسع من خلال ان يوكل النقل والدعاية لاحدى القنوات المعروفة مع الاتفاق على مراعاة اظهار كل الجوانب الايجابية سواء بالتنظيم او سيرالحياة العامة والتطور العمراني بالاكثار من البرامج المشوقة وبمعنى آخر ان نقوم بنقل الحقائق والوجه المشرق للعراق من دون ان ننتظر ما سينقله الضيوف من وجهة نظرهم وانطباعهم طالما ان القناة العراقية الرياضية ليست لديها الامكانات الفنية الكبيرة فليس عيبا او انتقاصا منها لو تم الاستعانة بقنوات اخرى لتغطية الحدث بشكل آخر يصل بنا الى ابعد من الحدود وبصورة اكثر دقة ووضوحا وتلبي حاجتنا الى تسخير الحدث في مصلحة رفع الحصار الكلي عن ملاعبنا. الحقيقة التي يجب ان ندركها جميعا هو ان تنصهر كل الجهود في خدمة هدف واحد حتى وان تنازلنا عن بعض استحقاقاتنا الوظيفية او تمسكنا بحقوق قد تكون في الاوقات الطبيعية مشروعة لكنها لن تكون كذلك في لحظات الولادة العسيرة لقرار رفع الحصار نهائياً من دهاليز رحم فيفا طيب الذكر. * المنتخب الوطني العسكري اسم له تاريخ وذكريات مكتوبة باحرف من ذهب في سجلات السيزم ، هو صاحب الالقاب الثلاثة لبطولة العالم العسكرية والرقم الصعب الذي كان يشكل حاجزا امام الفرق الاخرى، انحسر فجأة مع الاحداث السابقة وغاب بارادته عن التواجد في البطولات وناله الاهمال والنسيان من دون ان يفكر أحد بإعادة هيبته وسطوته من جديد. ربما تكون مفارقة غريبة وعجيبة ان يتخلى ابطال العالم عن عرشهم وكأنهم اكتفوا بما حققوه وبدلا من ان يكونوا ضيوفاً دائمين للتنافس يكون لتأريخهم دور في تجديد قبضتهم فسحوا المجال لدول أخرى لترتاح من ضيف دائم لا يعشق إلا التتويج باللقب. لقد كان القرار الاخير باعادة تشكيل المنتخب العسكري خطوة كبيرة بالاتجاه الصحيح وخاصة ان الاخبار التي وردت عن نية وزارة الدفاع تقديم كل الرعاية والدعم له كجهة اختصاصية ومشرفة على الفريق قد يكون له تأثيره في الاعداد السليم بما يليق وتاريخ هذا المنتخب عالميا.. الذي نتمناه ان تكون الخطوات التي اقرت في كيفية الاعداد ومراحله مبنية على اسس صحيحة وليس اجتهادية او اعتبارها كخطوة اولية لمجرد اثبات الوجود او المشاركة بالبطولة لمجرد المشاركة...ما نعنيه هو ان المنتخب الحالي سيكون محملا بامانة ثقيلة ورسالة رياضية نبيلة لا الظهور كفريق يلتمس البدا من القاع بخطوات بطيئة او خجولة! ان المشاركة المقبلة في التصفيات لابد ان تكون رد اعتبار على ان الغياب كان قسرياً وان مابداته الاجيال السابقة من حضور قوي هو واقع يعكسه حقيقة ان الكرة العراقية لاتزال في قمة عطائها في ولادة لاعبين قادرين على المنافسة لخطف اللقب وليس فقط اجتياز التصفيات! وعلى ذلك فان المهمة لن تكون سهلة متى ما ارتبطت بعاملين في غاية الأهمية الاول هو الظهوربهيبة البطل فنيا ومعنويا كي يعيد التوازن ويكسب الاحترام ويفرض الرهبة على الاخرين ، والثاني ان يكون هدفه هو استعادة اللقب او يكون قريباً جداً منه كما تعودت الجماهير او الفرق الاخرى ان تشاهده. تلك هي الحقيقة التي نتمنى ان يدركها الجهاز الفني واللاعبون ومن خلفهم الجهات الداعمة ويعمل الجميع على تذليل كل العقبات الفني
ملحق المدى الرياضيتصفيات آسيا للشباب عين العالم لواقع عراقي جديد.. والمغامرة بسمعة المنتخب العسكري غير
تصفيات آسيا للشباب عين العالم لواقع عراقي جديد.. والمغامرة بسمعة المنتخب العسكري غير
نشر في: 10 نوفمبر, 2009: 05:02 م