إياد الصالحي فصل جديد من تاريخ الكرة العراقية بانتظار ان يسطره شبابنا غدا بمداد عرق التحدي وهم يلتقون شقيقهم الكويتي لإعلان تأهلهم رسميا الى النهائيات التي يستحقون مقعداً فيها بعد ان اكدوا تشريفهم الرفيع للعراق ودفاعهم المستميت عن جميع المنجزات التي حققها أسلافهم في اسفار المنافسات القارية. .
هاتوا البشارة من هولير ، وليس كثيراً على اسود الرافدين ان يتمّوا المهمة ويكافئوا انفسهم على جهودهم السخية وإصرارهم ببلوغ النهائيات ، ذلك الحلم الذي راود دولا آسيوية كثيرة أنفقت آلاف الدولارات وجابت بقاع اوروبا في معسكرات تدريبية ولم تحصد غير ألف حسرة وخيبة! من الصواب بمكان ان نحذر شبابنا من عدم الإفراط في الثقة امام الكويت وضرورة تنظيم الواجبات بالصورة التي تحد من خطورة لاعبي ( الازرق الصغير) لاسيما في منطقة الهجوم لامتلاكهم ادوات بارعة في المناورة وسط الملعب وقادرة على تموين زملائهم بالكرات المؤثرة ، ومن دون شك فإن المدير الفني حسن احمد لم يغمض عينيه عن مفاتيح لعب الفريق الشقيق وادرى بكيفية إيقاف فاعليته من خلال إسناد ادوار محددة لبعض لاعبينا ممن نعوّل على ذكائهم وقدراتهم البدنية في بسط سيطرة منتخبنا على المباراة مع تأمين منطقة دفاعه وعدم ارتكاب أخطاء ندفع ثمنها غاليا وفق حسابات المنافسة المحكومة بالنقاط والاهداف . ان الروح المعنوية العالية التي يتحلى بها منتخبنا الشبابي مثلما أظهرت معدنه الاصيل في اللقاءات الثلاثة الماضية يفترض ان يُسهم جمهورنا الكريم في اشعال جذوتها حتى آخر مباراة امام السعودية يوم السبت المقبل ، وذلك ليس غريبا على الجماهير الرياضية التي عودت فرقنا ومنتخباتنا على مساندة اللاعبين في أحلك الظروف وهم يلعبون خارج الوطن ، فكيف بهم واربيل تحتضن باكورة الأنشطة الكروية الدولية ويعلن ملعبها فرانسوا حريري انه من أفضل وآمن ملعب في المنطقة العربية اذا ما ضاعف مسؤولو رياضة إقليم كردستان جهودهم لمعالجة بعض النواقص التي يحتاجها مثل زراعة نجيل جديد وزيادة مقاعد المدرجات بعد انتهاء التصفيات لاسيما اذا ما علمنا ان هناك مباريات دولية أخرى سيشهدها الملعب نفسه في العام المقبل بعد ان ترّسخ الانطباع الكامل لدى اعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي بعودة العراق لإحتضان المناسبات الكروية من جديد خاصة اذا ما تم اضافة ملعبي السليمانية ودهوك ليكونا جاهزين لاستيعاب تلك البطولات . واذا كان من كلمة حق في هذه المناسبة - فان مواظبة رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية رعد حمودي وعدد من اعضاء مكتبها التنفيذي ورئيس اتحاد الكرة حسين سعيد مع زملائه الى جانب خلية النحل الدؤوبة التي شكلتها اللجنة المنظمة للتصفيات بتعاضد رجال الرياضة في اقليم كردستان - الفضل الكبير في إنجاح أدوارها حتى الآن من دون ان تصدر شكوى واحدة تخلّ في التنظيم الحضاري الذي ننشده ، كما كانت لكلمات الثناء والتقييم المنصفة من ضيوف العراق شهادة اعتزاز بالغة الأهمية في مثل هذه الظروف التي حتمت على بلدنا ان يقدم أدلة عملية لمشروعية مطلبه برفع الحصار عن ملاعبه . مبارك لكل صحفي حر نبض في قلب الحدث وواصل نقل المنافسات من هولير العزيزة بمهنية وصدقية وحماسة الى الجمهور المحلي والعربي عبر تغطية متميزة وشاملة في اغلب الصحف الرياضية والقنوات الفضائية برسائل يومية لوقائع المباريات مشبعة بالتحليل الواقعي والانتقاد الموضوعي من دون ان يتركوا أي شاردة او واردة لتسجل صحافتنا الرياضية انجازا جديدا باسهامها الفاعل في إظهار التصفيات بالصورة والكلمة اللائقتين . أملنا كبير بعودة شبابنا الى اسرهم مكللين بورود النصر وحفاوة الانجاز ، فاسم كل واحد منهم سيكون له شأن عظيم بعد سنوات عدة ، فقد تركوا ذكريات جميلة في اربيل حملتهم مسؤولية مضاعفة ليتوجوا العراق بطلا لآسيا في معترك النهائيات الملتهب