لم تكن زينب مجرد ممثلة مسرحية عراقية، بل تميزت بكونها شخصية ثقافية ساهمت مع ابناء جيلها بوضع المسرح في حماة الساحة الثقافية، وهي من اوائل النساء اللواتي اجتزن بجرأة الحاجز الاجتماعي الصارم الذي كان يحرم على المرأة الدخول الى عالم التمثيل في منتصف الخمسينيات، بل ان المجتمع كان ينظر بعين دنيا للمرأة الممثلة،
لكن زينب او (فخرية عبدالكريم) انتقلت من مهنة التدريس الى خشبة المسرح بروح مضحية ومتفانية، ولتقوم ببطولة ابرز فيلم سينمائي عراقية (سعيد افندي) مع يوسف العاني، الى جانب اعمالها المسرحية في فرقة مسرح بغداد والتي لعبت فيها ادوار المرأة الشعبية والارستقراطية من غير ان تبتعد عن المسرح التجريبي فكانت مسرحية اني امك ياشاكر، باكورة فتوحاتها المسرحية، واشتهرت بدور سليمة الخبازة، في مسرحية غائب طعمة فرمان (النخلة والجيران) حتى ان الجمهور كان يلقبها بـ(سليمة الخبازة) لتقمصها هذا الدور بامتياز وكانت في اواخر اعمالها على مسرح بغداد دورها في مسرحية لوركا بيت برناردا البا، وبين هذه الاعمال هناك العشرات من الادوار المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، وخاصة دورها في فيلم (الحارس) مع قاسم حول. زينب كانت ممن اضفت صورة اكثر اشراقا ووضوحا عن الممثلة وعن فن التمثيل في العراق ذلك ان قيام مدرسة ثانوية بنات بالتمثيل فوق خشبة المسرح او امام كاميرا السينما والتلفزيون كان يعد حدثا اجتماعيا الى جانب كونه حدثا فنيا. عام 1998 حمل لنا نبأ وفاة هذه الفنانة الكبيرة في العاصمة السويدية حيث كانت تقيم بعد ان غادرت بغداد عام 1979. ملحق عراقيون يحتفي بالفنانة الراحلة زينب فنانة الشعب العراقي التي حملت همومه وناظلت في سبيل عراق حر وديمقراطي.
فنانة الشعب
نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 03:18 م