اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > انتهى الصيف وماجاءت الى لندن

انتهى الصيف وماجاءت الى لندن

نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 03:23 م

علي فوزي لم يدر في خلدي لحظة واحدة انني ساكتب عن فنانة شعبنا المبدعة (زينب) كماض بعد رحيلها الى العالم الاخر، المضيء فقد اتفقت معها على عمل سينمائي مهم في حياتها، نوثقه عبر حديثها الصرح والصريح جدا عن الفن والمسرح خاصة، وحياتها النضالية وعلاقتها بابناء الوطن والمنافي ومنذ بداياتها وحتى مستقرها الاخير (المؤقت) في السويد..
وان ندعم حديثها بوقائع ايضا من وثائق عن كل فترة سياسية ومن لقطات لافلامها ومسرحياتها التي ابدعت فيها ومازال شعبنا يتذكرها بكل التفاصيل من (ام شاكر) و(سعيد افندي والحارس) والخال فانيا واهلا بالحياة وسليمة الخبازة، والقربان وحتى اخر عمل في بغداد برناردا البا للوركا. وكان هذا الاتفاق الفني والودي بيننا في دمشق وتكرر بالسويد عبر الهاتف وخلال زيارتها لندن، بل حتى آخر حديث بيني وبينها قبل اشهر حين تحسنت صحتها نسبيا ووعدتني بزيارة طويلة هذا الصيف في لندن اذا.. اذا سمح لها الاطباء لكن هذا الزمن العاق والمرض الخبيث حالا دون ان نحقق ذلك ورحلت ام تأميم حتى بدون كلمة وداع! زينبي هذا الاسم المضيء في سماء العراق، المحاصر بكل انواع الحصار في الداخل والخارج، تلك الطاقة الابداعية المتفجرة بألوان قوس قزح بعد مطر ندي، يعرفه كل العراقيين ممن شاهدوا مسرحياتها وافلامها وتمثيلياتها التلفزيونية وفي مسيرات النضال الحاشدة.. وهي مثلها مثل كل فناناتنا الرائدات (ناهدة الرماح) ازادوهي صاموئيل، وداد سالم وغيرهن، لم تفرد لهن صحفنا ومجلاتنا يوما، مساحات للحديث عنهن وعن ابداعهن، الا القليل القليل جدا!! لم يظهرن يوما على غلاف مجلة فنية، على العكس من الفنانات العربيات فكل السلطات المتعاقبة لم تنصفهن ابدا. حين غادرت زينب الوطن مع اخريات حملنه في ضلوعهن وقلوبهن وحدقات الاعين الجميلات.. وكانت ام تأميم انشط الجميع في تواصلها مع المسرح خاصة، انها تركت بصماتها في كل منفى، مثلما تركت بصماتها الابداعية في عراق الخير والمحبة والكبرياء.. ورائع انها وغيرها لم يتركن بصماتهن في زمن المذلة والجوع.. في عدن اسست فرقة مسرحية (فرقة الصداقة) مع مجموعة من الشباب المسرحي وقدموا عروضا عربية وعالمية منها شموس الارض معدة عن ثورة الزنج لمعين بسيسو ومسرحية الام لبريشت ورأس المملوك جابر.. لسعد الله ونوس.. في دمشق ساهمت وبهمة عالية في تشكيل فرقة (مسرح بابل العراقية) مع جواد الاسدي ومنذر حلمي وعلي فوزي ولطيف صالح وسلام الصكر وغيرهم من الشباب المسرحي وقدموا العديد من المسرحيات منها (الحصار- لعادل كاظم) ثورة الموى – ارين شو.. (شمعة والحلم- معدة عن رواية فائز الزبيدي- الذاكرة والغضب).. ثم التحقت معهم الفنانة روناك شوقي حيث قدمت اول اعمالها وحشة وقصص اخرى- معدة عن تشيخوف،، ومسرحيات اخرى شاركت جميعها في مهرجان دمشق المسرحي ومهرجان مسرحي في ليبيا (مسرحية – المملكة السوداء- لمحمد خضير) وحققت الفرقة نجاحات فنية وشعبية اشاد بها النقاد العرب. واخيرا في السويد عملت زينب على تأسيس فرقة مسرحية سومر العراقية.. قدمت اول اعمالها صور شعبية وصورة- تأليف زينب واخراج الفنان لطيف صالح.. ومسرحيات اخرى.. وهكذا.. في كل منفى فرقة مسرحية عمودها الفقري زينب.. وتبقى اسئلة جارحة بلا امل هل نعوض زينب كلا.. لماذا دفنت- زينب ابنة العراق في السويد وليس في وطنها العراق الحبيب مثل كل المبدعين العراقيين في المنافي: السياب، غائب طعمة فرمان، بلند الحيدري، الجواهري، والربيعي شريف وغيرهم من ابناء العراق؟ من يعزينا او يعزيه نحن في زمن المنافي الموحشة؟ تلك هي العلة؟. وهل نقول لزينب وداعا.. كلا.. سلاما يا ام تأميم.. سلاما.. القيت في اربعينية الراحلة عام1998

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram