TOP

جريدة المدى > غير مصنف > زينب.. لماذا انشغلت عنها وسائل الاعلام؟

زينب.. لماذا انشغلت عنها وسائل الاعلام؟

نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 03:27 م

قاسم حول لم يكن الوضع الاجتماعي والثقافي في العراق يسمح بان تلعب المرأة العراقية دورها في المسرح والسينما لذلك عندما نشأت السينما العراقية في بداية الاربعينيات في افلام مشتركة مع مصر فقد استعين بالمطربات لكي يلعبن ادوارا درامية في السينما وكان المسرح في بدايته هو مكان للتسلية في الملاهي الليلية وبعض منصات دور السينما
وكانت النساء اللواتي يلعبن ادوارا في تلك المسارح يمثلن في تلك المسارح الليلية التي اعطت سمة للمسرح غير مقبولة لدى المجتمع العراقي مما جعل متغيرا على المرأة العراقية ان تقتحم مجال المسرح والسينما خشية ان يختلط اسمها بما هو غير لائق في الحياة الاجتماعية العراقية ولذلك كانت الفرق المسرحية العراقية الجادة في بدايتها تعمل على تقديم المسرحيات التي تخلو من العنصر النسائي وهي قليلة ومحدودة كما عملت على تقديم المسرحيات الشعبية ويعتمد الكاتب في كتابة مسرحيته على شخصية نسائية واحدة، وقد اضطر بعض الممثلين الرجال الى ان يلعبوا دور المرأة الشعبية وبرز منهم عبدالجبار عباس الذي اشتهر بشخصية ام علي، وبقيت تلازمه فترة طويلة في المسرح والتلفزيون كما لعب الحاج ناجي الراوي رئيس فرقة الزبانية واستاذ الماكياج في معهد الفنون الجميلة لعب بعض الادوار النسائية في المسرح وكذلك في الاذاعة. في مثل هذه الاجواء الاجتماعية الصعبة ظهرت الفتاة المثقفة (فخرية عبدالكريم) التي اختارت لنفسها اسم زينب، ليس فقط كممثلة اثبتت جدارة انما ظهرت من الوسط الثقافي الادبي ومن الوسط الاكاديمي الجامعي لقد كان ظهورها على المسرح المدرسي في البداية ومن ثم في السينما بمثابة التحدي لمجتمع استطاعت ان تجبره على ان يغير بصره نحو الاتجاه الصحيح كان المجتمع بحاجة الى مثل هذه اليقظة التي يحققها عادة ليس الحزب او الثورة المسلحة انما الموقف الشجاع للمثقف ولقد سألتها يوما اثناء عملنا المشترك في فيلم الحارس في ما اذا كان تغيير اسما للعمل الفني باسم زينب كان لاسباب اجتماعية لكي تختفي فخرية وراء زينب فاجابت بالنفي قائلة انني اظهر امام الجمهور بشخصي الكامل، فما خوفي من ظهور الاسم. ان اختياري لاسم زينب لانني وجدت في هذا الاسم رنينا موسيقيا جميلا، احسست انه يصلح لمسيرتي الفنية اكثر من اسم فخرية. لقد فتحت زينب الباب الثقافي المسرحي ثم السينمائي امام المرأة العراقية لتدخله بثقة بعد ان حظيت زينب بالاحترام حيث ادرك المجتمع العراقي والعائلة المحافظة العراقية ان هناك مسرحا جادا وهادفا، هو غير مسرح التسلية في الملهى الليلي. كانت البداية مع المسرح المدرسي، ولكن تألق زينب كان في تمثيلها الدور الاول في فيلم (سعيد افندي) وهو اول فيلم عراقي تميز بالاتجاه الواقعي حيث كان مخرجه كاميران حسني الذي درس السينما في الولايات المتحدة الامريكية، متأثرا بالمدرسة الواقعية الايطالية التي كانت سائدة ومؤثرة بعد الحرب العالمية الثانية. كان جمهور العراق يحب ممثلي الفيلم ويصنفهم كممثلين يقفون في اتجاه اليسار السياسي، وصار الجمهور يفسر الكلمات البسيطة على انها ذات مدلولات سياسية تتعلق بمقارعة الاستعمار فمثلا عندما يختلف سعيد افندي (يوسف العاني) مع الاسكافي جعفر السعدي ويعود سعيد افندي ثملا من الحانة ويمر على دكان الاسكافي المغلق فيحدثه قائلا (علويش مختلفين احنه اخوة تكلي سلام عليكم واكلك عليكم السلام).. كانت صالة السينما تضج بالتصفيق على ان هذا الحوار هو دعوة نحو السلام العالمي. مثلت زينب في هذا الفيلم شخصية شعبية، كانت محببة لكل من شاهد سعيد افندي الذي اعتبر بداية للنهضة السينمائية في العراق، كان فيلما جميلا بمضمونه الاجتماعي والانساني وليس بما حمله الجمهور من معان سياسية تألقت زينب في هذا الفيلم الذي كان البداية الصحيحة للمرأة العراقية الصحيحة. زينب نموذجه. بعد عامين من عرض فيلم (سعيد افندي) الذي عرض عام 1956 حصلت الثورة في العراق في 14 تموز 1958 والتي فتحت ولو لفترة محدودة افاقا للمسرح العراقي برزت فيه زينب في اول مسرحية وطنية تتعرض لمعاناة الام العراقية ايام الحكم الملكي وهي مسرحية اني امك ياشاكر حيث لعبت دورا مسرحيا مؤثرا هو دور ام شاكر الذي يموت في السجن تحت التعذيب. وبدأت المسرحيات الشعبية والعالمية تتوالى على المسارح العراقية، تتألق فيها زينب وتثبت جدارة غير عادية لاداء شخصيات متنوعة بسيطة ومركبة مسرحيا من ام شاكر ليوسف العاني الى الخال فانيا لتشيخوف وفي كل مرة تتألق زينب ويرتفع اسمها في سماء المسرح العراقي كما مثلت كثيرا في التلفزيون مسرحيات عالمية وعراقية شعبية وكانت دائما متألقة ومبدعة. عام 1964 قمت مع بعض الاصدقاء بتكوين شركة سينمائية اطلقت عليها اسم مؤسسة افلام اليوم، وقد كتبت قصة عنوانها (الحارس) واسندنا الى المخرج التلفزيوني خليل شوقي مهمة اخراج الفيلم واسند دور البطولة الى زينب لتقوم باداء شخصية شعبية هي شخصية الارملة ام عبد.. خلال عملنا في فيلم الحارس وحيث مثلت انا دور الرسام في الفيلم بدأت اتعرف على زينب عن قرب كنت قد درست التمثيل في معهد الفنون الجميلة وفق مدرسة ستانسلافسكي، وتخرجت بتفوق وكنت ادرك تماما معنى التمثيل الحقيقي القائم على دراسة الشخصية وتقمصها علميا وزينب لم تكن قد درست التمثيل وفق هذه الاسس العل

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram