TOP

جريدة المدى > غير مصنف > في ذكرى زينب .. سيدة السينما والمسرح الأولى في العراق

في ذكرى زينب .. سيدة السينما والمسرح الأولى في العراق

نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 03:36 م

تستحق الفنانة العراقية الكبيرة زينب الكثير من الكتابات والدراسات عن شخصيتها الفذة الرائدة في عالم السينما والمسرح في العراق. كانت فخرية عبدالكريم وهذا هو اسمها معلمة مدرسة في الحلة مفصولة من وظيفتها عندما قرأت مقالات للفنان الكبير يوسف العاني حول شحة العنصر النسوي في المسرح وفي السينما التي كان العاني قد بدأ الاستعداد ليقدم فيلم سعيد افندي.
وكانت من الشجاعة في ذلك الوقت (قبل 46 عاما) لتعلن عن استعدادها لتكون الاولى.. وفي المقدمة واجتياز كل العقبات من المجتمع والعائلة لتلبية نداء الفن. وهكذا كان.. وهكذا كانت زينب رحمها الله من زينب الى يوسف العاني: المهم عندي ان اكون (الاولى).. زينب.. من هي؟ وكيف دخلت السينما ثم المسرح؟.. البداية كان فيلم سعيد افندي (1957) وكان الفنان يوسف العاني يكتب عن ازمة الممثلة في المسرح وفي السينما والممثلة المطلوبة.. الفتاة المثقفة وليس الممثلات اللاتي دخلن الافلام العراقية بلا كفاءات ولا رصيد ثقافي الا ماندر.. وحين قرأت سيدة مثقفة من جنوب العراق ماكتبه الاستاذ العاني.. بعثت برسالة اليه لتكون مدخلا لها في ميدان السينما اولا.. ثم المسرح ثانيا – اني امك ياشاكر- 1959 حيث ابدعت وتألقت لتحمل ريادة الفنين السينمائي والمسرحي وتكون انموذجا يحتذى ثم فارقت الحياة.. وننشر الرسالة الاولى لسيدة السينما والمسرح الاولى.. فخرية عبدالكريم- زينب-. استاذي الفاضل المحترم – تحية كريمة كلها احترام وتقدير. قد يدفعك الاستغراب من وصول هذه الرسالة اليك، من شخص مجهول، ولكن بعد ان تقرأها وتدرسها جيدا ترى كل شيء واضحا وماعليك الا ان تجيب. لقد قرأت في جريدة الاخبار الغراء في احد اعدادها موضوعا يبحث عن عدم اشتغال الفتاة العراقية بالتمثيل، وخاصة المسرح، وكنت موفقا كل التوفيق في توضيح وضعها الاجتماعي والظروف القاسية التي تكبلها بالقيود.. كالرجعية والمحافظة على بعض التقاليد البالية التي لو خرجنا عنها لعدت – مع الاسف- ساقطة. والحقيقة انني قرأت قولك واستوعبته فوجدته مطابقا لشعوري الفياض بحبي للتمثيل وخاصة المسرحي.. لانني اعتقد كما يعتقد كل مثقف.. ان المسرح مدرسة الشعب الكبرى. فانا اذا كنت قد ابعد بيني وبين المدرسة كمدرسة فبإستطاعتي ان ادخل مدرسة اعظم واكبر هي المسرح ولاسيما اذا كان القدوة فيها يوسف العاني، بالذات.. تلك الشخصية التي اجلها واحترمها بدرجة لاحدود لها.. وان كنت لا اعرفك شخصيا لاني لم ارك، ولكني سمعت عنك من اخوتي الشيء الكثير الذي يليق بشاب له مكانته القيمة في نفوس المثقفين الواعين، ولعلك تسأل.. وما علاقة شخصيتي بالموضوع الذي تبحثين فيه؟ فاقول لو لم تكن انت في الفرقة المسرحية لما تقدمت للانضمام اليها.. ولو لم اعهد فيك الشرف والامانة وفي فرقتك الفن النزيه لما رغبت في الاشتراك معكم لأؤدي واجبي على المسرح كما اديته في الصفوف وعلى اللوحات السود، انا ارغب في الانضمام تحت لواء فرقتكم – المسرح الحديث- التي احترمها واتمنى لها كل فوز ونجاح.. ولكن هناك عقبات كثيرة ارجو ازاحة الغموض عنها وتبسيطها لي بالقدر الذي تستطيعونه. هل هناك شروط فيما يتعلق بسن الممثلة وجمالها، اي ان تكون شابة جميلة جدا ولاتتعدى مثلا.. الخامسة والعشرين من العمر. هل يجب ان تكون آنسة.. اولا فرق في ان تكون آنسة ام سيدة.؟ هذان سؤالان مهمان،، لا ادري طبعا ردكم عليهما.. فانا في السادسة او السابعة والعشرين، متوسطة الجمال اي انني لست بدرجة جمال صوفيا لورين او مارلين مونرو،، وانا اعتقد ان الجمال ليس ضروريا الى هذا الحد في التمثيل وخاصة المسرحي.. فالمهم هو شخصية الممثل وتعابيره وحركاته التي توضح لنا شعوره واحساسه بدقة وبلا غموض والمهم عندي ان اكون انا الاولى التي تتقدم للاشتراك مع اخوانها في تقديم المسرحيات فاكون بذلك قدوة لاخواتي الفتيات فتكون هناك ثانية وثالثة ورابعة.. فهي تضحية مني لبلادي ولكنها ستعود عليه بالخير ولاثبت ان المرأة المثقفة باستطاعتها ان تدخل كل ميدان دون خوف او وجل مادامت واثقة من كرامتها وواثقة من نبل الغاية التي تود تحقيقها.. وهناك عقبة اخرى هي ارضاء ذوي الأمر، واعتقد انك انت تعرف.. وشقيقه.. من دورة الاحتياط فهل باستطاعتك اقناعهما؟. وعقبة اخرى هي ان زوجي حين صارحته برغبتي في الاشتغال معكم هددني بالطلاق وحاولت بكل الطرق لكنها فشلت معه. المهم ان اخط مستقبلي معكم اولا.. وبعد ذلك فليغضب او يرضى حسيما شاء له هواه، ثم فلنفرض انكم اجبتم على طلبي ووافقتم على اشتغالي معكم اولا.. ومعناه انني اسافر الى بغداد.. وهناك كيف أعيش؟ لانني كما تعلم، مفصولة سياسيا من الخدمة التعليمية، ولا املك شيئا من المال الذي استطيع ان أنفق على نفسي، ثم ان وضع عائلتي مرتبك جدا ولايسمح لي بأن اكون عالة عليهم.. فاين اسكن؟ ومن اين اصرف لاعيش؟. هل بامكانك ان تجد لي عملا اعيش منه؟ فاني ان وجدت العمل في بغداد هان كل شيء واصبح سهلا.. هذه هي رسالتي التي اود الاجابة عليها بتفصيل لانني ساسير على هدي اجابتكم.. كما اود النصيحة خالصة ان كانت هناك نصيحة تود اسداءها لي.. وانني منتظرة ردكم ودمتم.. ووفقتم الى مافيه الخير والصلاح للامة واليك. ارجو ان تكون هذه الرسالة سرا بيني وبينك حتى يقضي الله امرا كان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

"إعادة العرض": لوحات فنية ترصد مأساة العراق

اعتقال صاحب منزل اعتدى على موظف تعداد سكاني في الديوانية

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

مقالات ذات صلة

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 
غير مصنف

البرلمان يستأنف جلساته الاسبوع الحالي بعيداً عن التشريعات الجدلية 

بغداد/ المدى كشف نائب رئيس الأقاليم والمحافظات البرلمانية جواد اليساري، مساء اليوم السبت، عن عودة عقد جلسات مجلس النواب خلال الأسبوع الحالي، فيما أكد عدم وجود أي اتفاق على تمرير القوانين الجدلية. وكان البرلمان...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram