الناصرية/ حسين العامل بعد ان تقدم (احمد ظاهر) باكثـر من سبعة طلبات تعيين لدوائر حكومية متعددة من دون ان يحظى بفرصة عمل واحدة. لجأ الشاب المتخرج منذ اربع سنوات من احدى الجامعات العراقية للبحث عمن يتوسط له ويسعى لتوظيفه مقابل حفنة من المال ففرص التعيين حسبما يقول غير متاحة للجميع وليس من السهل الحصول عليها من دون مقابل.
وتكاد تجربة (احمد ظاهر) مع التعيينات لا تختلف كثيرا عن حكاية الشاب ( أ. ط( وهو احد الخريجين العاطلين عن العمل في قضاء سوق الشيوخ . يقول الشاب في (ايميل) ارسله الى القائد الامريكي في الناصرية عبر النافذة الالكترونية: " انا حاصل على شهادة البكالوريوس في علم الاجتماع، ومن المفروض ان احصل على وظيفة كباحث اجتماعي .. لكن كلما اتقدم للوظيفة يرسلوني الى بغداد وفي بغداد تحتاج واسطة. ويناشد (أ. ط) القائد الامريكي بالقول " فأرجو.. ان تنظروا بقضيتي الاولى التي عجز عن تحقيقها الساسة العراقيون". ويشير(أ.ط) الذي يعيل زوجته وطفليه حسبما يقول الى انه مازال عاطلا عن العمل تماما ولا يملك دار سكن. مؤكدا في الايميل الذي رد عليه القائد الامريكي ردا مبهما، عدم امتلاكه أي واسطة او حزب ليتوظف ، حيث يقول " مع العلم انا لا املك اي معارف او واسطة او حزب كي اتعين. ويضيف بقنوط " لقد تعبت من طرق الابواب والان.. ارجو ان يفتح لي بابكم كي القى الوظيفة المناسبة " . وتعد البطالة احدى اخطر المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمع ولاسيما في مناطق الارياف حيث توجد أعلى معدلات البطالة. ورغم ان البطالة ظاهرة عامة في سوق العمل العراقي الا ان اثرها واضح على النساء اكثر من الرجال . وتشير الآنسة( منى علي) التي فقدت وظيفتها مطلع العام الحالي بعد ان الغت الحكومة المحلية معظم عقود منتسبي هيئة اعمار ذي قار الى انها عادت مرة اخرى الى دوامة البحث عن العمل عبر المراجعات المتكررة وتقديم الاوراق والوثائق المطلوبة للتعيين وتكليف بعض المعارف للحصول على فرصة عمل حتى وان كانت لا تتناسب مع تحصيلها الدراسي . تكاد فرص العمل امام الشباب إن تكون شبه معدومة . ولا زالت معدلات البطالة بين الشباب تشكل اكثر من 30% بحسب البيانات الرسمية وقد اخذت هذه المشكلة تستفحل في الاونة الاخيرة نتيجة عجز الموازنة وتدهور الواقع الزراعي الذي اخذ يتاثر كثيرا بانخفاض مناسيب مياه الأنهر وهو الامر الذي انعكس على بورصة اسعار التعيينات التي اخذت تشهد ارتفاعا غير مسبوق . اذ تنقل احدى الصحف المحلية عن شاب تخرج قبل ثلاث سنوات من كلية العلوم قسم الرياضيات وحصل أخيرا على فرصة عمل في احدى المؤسسات الحكومية، قوله أن ( الدولارات تشتري المستقبل )...وذلك بعدما أكد الشاب انه دفع لأحد الموظفين مبلغ ( 1000 ) دولار أمريكي لتوقيع عقد عمل له لمدة عام واحد. ويشير إلى أن الصفقة تقضي بدفع( 500 ) دولار قبل التوقيع ومثلها بعد التوقيع على العقد... ويذكر: كان بودي أن أجد وظيفة في وزارة اخرى أعلنت حاجتها قبل أيام إلى اختصاصي لكنني فوجئت بطلب احدهم ( ألفي دولار) لوضع اسمي ضمن لائحة المتقدمين للاختبار . ومن جانبه ابدى مرتضى كاظم الحاصل على شهادة البكالوريوس من احدى الجامعات العراقية استعداده لدفع خمسة الاف دولار مقابل الحصول على وظيفة في سلك الشرطة او الجيش مشيرا الى ان الحصول على الوظيفة من دون مقابل امسى من المستحيل لافتا الى ان بورصة التعيينات آخذة بالارتفاع بعد قرار الحكومة المركزية تقليص التعيينات في الدوائر الحكومية تحت ذريعة عجز الموازنة . وتكاد التعيينات الجديدة ان تكون محصورة باقارب ومعارف كبار المسؤولين والمتنفذين في الدوائر والوزارات التي تتوفر فيها درجات وظيفية شاغرة حيث ان العديد من الدوائر الحكومية باتت لا تمنح العاطلين عن العمل الفرصة الكافية لتقديم طلبات التعيين فبعض الوزارات حددت فترة التقديم بخمسة ايام فقط ولجأت الى التعتيم حول ذلك حيث لم يعلن في محافظة ذي قار عن وجود فرص تعيين في وزارة النفط الا في اليوم قبل الاخير من مدة التقديم للتعيينات التي تم تحديدها بخمسة ايام فقط . حيث تشير رئيسة لجنة التعيينات في مجلس محافظة ذي قار هالة عبد الغني الشمري في تصريحات صحفية الى ان التعيينات لم ترد اصلا الى مجلس المحافظة وإنما وصلت بطريقة غير رسمية ما اضطر مجلس المحافظة الى الاعلان عنها عبر لافتات وضعت على جدار المجلس. وحملت الشمري ، وزارة النفط مسؤولية عدم الاعلان عن الدرجات الشاغرة في مكتب المفتش العام وعدم ابلاغ محافظة ذي قار عبر المخاطبات الرسمية . وتابعت "هذه الدرجات تم التعتيم عليها ولم يعلم بها الا ذوو القربى من الوزارة ، ما حرم ذلك المحافظة من التقديم لهذه الدرجات". ولفتت الى انه كان من المفترض ان يتم الاعلام حول بذلك عبر كتب رسمية تصل الى الدوائر المعنية والى مجلس المحافظة ليقوم بدوره بالاعلان عبر شبكات الانترنت والاعلان المباشر للجماهير. ويؤكد المراقبون ان اسعار التعيينات اخذت تتناسب عكسيا مع انعدام توفر الدرجات الوظيفية. فكلما شحت الوظائف ارتفع الثمن وتطلب الحصول على الوظيفة الاستعانة بواسطات من النوع الثقيل في حين يرى البعض ان معظم التعيينات التي شهدتها الاعوام الاخ