عباس الغالبيabbas.abbas80@yahoo.com تعد نسب انجاز الموازنة ضرورة قصوى لوسائل الاعلام من اجل اطلاع الرأي العام على مديات النجاح والاخفاق على حد سواء فضلا عن تحليل اسباب التلكؤ والاستفادة منها في عملية الاعداد والتخطيط لموازنة العام اللاحق ، هذا بالاضافة إلى قياس كفاءة الجهات التنفيذية لهذه الموازنة .
وفي خضم عملنا الصحفي اليومي أشرنا الى احد زملائنا في القسم الاقتصادي لعمل تحقيق يناقش نسب انجاز موازنة العام الحالي 2009 بعد ان دخلنا في نهايات الربع الاخير منها ، وحددنا احد اهم محاور هذا التحقيق مايتعلق بدائرة الاستثمار الحكومي التابعة لوزارة التخطيط والتعاون الانمائي والمسؤولة عن اعداد تقارير تحدد نسب الانجاز في الوزارات والمحافظات ، حيث أبلغتنا مديرة اعلام الوزارة هيفاء عبد الحسين رفض وزير التخطيط الادلاء بأية معلومة تخص الموازنة ، وهذا مايعرقل عملنا وسعينا لاطلاع الرأي العام على نسب الانجاز في الموازنة الاستثمارية ، و هنا لابد من الاشارة الى ان هذه التقارير في معظم دول العالم تنشر على مواقع الانترنت تطبيقا لمبدأ الافصاح والشفافية ، حيث تكون المعلومات التفصيلية التي تخص الموازنات بشقيها التشغيلي والاستثماري ومديات الانجازات المتحققة وغير المتحقق منها في متناول الصحافة والمختصين والخبراء والباحثين والمحللين والسواد الاعظم من الناس . ولذا نحن في الوقت الذي نعبر فيه عن استغرابنا لعملية التعتيم الاعلامي عن التقارير التي اعدتها دائرة الاستثمار الحكومي المعنية في اعداد هذه التقارير التي تخص الموازنة الاستثمارية ،فاننا ذهبنا الى وزارة المالية التي اعتذرت بدورها كونها ليست معنية بهذه التقارير التي تعزز وتثري تحقيقنا الصحفي بالمعلومات الحكومية عن نسب الانجاز بغية مقارنتها مع حجم التخصيصات المالية ، ولانعلم ماتبرير وزارة التخطيط بحجبها مثل هذه المعلومات عن الصحافة في مثل هذا الوقت الذي نعتقد بأنه الامثل لمناقشة مديات الانجاز في الموازنة الاستثمارية لاسيما وان مسودة موازنة عام 2010 تضمنت نموا استثماريا واضحا بلغ 29% مايؤكد توجها استثماريا حكوميا كبيرا ، حيث يتطلب الامر اطلاع المتلقي على حجم المشاريع المنفذة وغير المنفذة واسباب تلكؤها ، وهو سعي نبقى نلاحقه في عملنا الصحفي المتخصص على الرغم من صعوبة الحصول على المعلومة والعراقيل التي تواجهنا يوميا في حواراتنا ومقابلاتنا وسائر فنون العمل الصحفي اليومية .