TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء في شبك: دكتاتورية الديمقراطية

هواء في شبك: دكتاتورية الديمقراطية

نشر في: 11 نوفمبر, 2009: 07:28 م

عبدالله السكوتيزعموا ان اسدا رأى حمارا فعجب من شدة حوافره ، وعظم اذنيه وكبر اسنانه وبطنه، هابه وتعجب من خلقته وقال: ان هذا الدابة لمنكر وانه لخليق ان يغلبني ، فلو زرته ورأيت ماعنده ثم دنا منه وقال: ارأيت حوافرك هذه المنكرة لأي شيء هي؟ قال ادوس بها الارض الوعرة فلا اخشى حجرا ، فقال الاسد في سره قد امنت حوافره ثم عاد ثانية
وقال: ارأيت اسنانك هذه لأي شيء هي؟ فرد عليه للحنظل فامن الاسد وقال: وهذه اسنانه قد امنتها هي الاخرى ثم قال الاسد: ارأيت اذنيك هاتين المنكرتين لاي شيء هما ؟ قال: اطرد بهما الذباب ثم قال ارأيت بطنك وعظمها لاي شيء هي؟ قال للهواء عندها هجم عليه وافترسه. الامر جميعه لايخلو من مزحة بما فيه حياتنا التي نعيشها ، ربما تكون مزحة من نوع آخر ولذا يجب ان نسير بما تملي علينا هذه المزحة فلا نصدق قول مسؤول او نائب ونأخذه على سبعين محملا كما قال الرسول (ص) (احمل اخاك على سبعين محملا) فنقول انه لايقصد كذا وانما قصد كذا او نصمت فالصمت من ذهب ولا اظن ان احدا عوقب على الصمت بقدر عقوبة الكلمة ولكن حمارنا في هذه الحكاية كان صامتا لكن الاسد ملك الغابة استدرجه من حيث لايعلم المسكين فعلم مواطن قوته وضعفه. يمكن ان يبقى الاسد في حيرة ويقتله صمت الحمار حيث لايستطيع ان يكتشف مدى قوته ، لكنه حين اجاب عن اسئلة الاسد كشف عن ذاته وعرّف بمناطق ضعفه التي ربما كانت تحسب قوة. على هذا الاساس ربما تصبح الديمقراطية نقمة على شعب من الشعوب او على حكومة او مجلس لانها اكثر ما تطالب بالبوح وتتعدد بها مراكز الحكم واقطابه شيوخ ونواب ومجالس محلية وبلدية، وهنا يصبح كشف الاوراق من المسلمات في مجتمع يحاول ان يبني حياته بناء ديمقراطيا صحيحا خاليا من التفرد والدكتاتورية، وبعيدا عن مصطلحات ملك الغابة وخادم الشعب وهذا اللقب او ذاك لايخلو من مزحة هو الاخر ولكنها مزحة تحمل في طياتها كثيرا من الحزن والاسى يحاول البعض كبتهما لكنه يبوح حين يتصور ويؤمن ان الامر لايعدو ان يكون هواء في شبك لا يغضب احدا ولايوقع ضده احد فالامر عبر الى المطالبات والتواقيع وربما تطور الى امر آخر، لن نستعيض عن اوطاننا بالخزعبلات ولن يعوضنا الكذب الذي يتداوله البعض عن وطن جميل واحلام وردية نستطيع ان نقضي بها ليلة هانئة. ان الخوف والترقب الذي نحياه وكأننا في غابة نخاف ان نفصح عما في داخلنا فيستغله من يستغله ويستخدم مصطلح الديمقراطية بشكله المعكوس لينال من حرية الكلمة، انهم يمتلكون اسلحة متعددة ، حين تقف السيارات المرعبة تحمل المدججين بالسلاح يكون حريا بهذا المظهر ان يزهق بعض الارواح ، نقتنص الفرصة كي نضع اقدامنا في سيارة الاجرة حين يكون الشارع فارغا ونتوجس من اسلحة ظاهرة ومتنوعة مخيفة والاجساد المليئة بالعافية فهم يبنون اجسادهم لاغراض خاصة وميزانيتهم من الطعام مفتوحة ، لن نكون اكثر حظا من اقلامنا في سيادة الديمقراطية التي كفلت حق الكلام والبوح اما الدكتاتورية فكنا نعرفها ولذا لم نجرؤ على الكلام نخشى ان يخرج لنا مصطلح جديد هو ديكتاتورية الديمقراطية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram